الفصل الرابع عشر

13.5K 363 60
                                    

الفصل الرابع عشر
قدر بلا ميعاد

💞💞💞💞💞💞💞

توسطت الشمس كبد السماء معلنة أنها أضحت فى وقت الظهيرة فتحت عيناها بتثاقل و تململت في فراشه وهى  تستنشق  عبقه المحبب إليها
أما هو فكان لا يزال يسبح في نومه ...
فكرت أن تنسحب بهدوووء من جواره لكنها
وجدت نفسها ملتصقة في  مكانها وعيناها
مثبتتان على وجهه ...
الذى يمنعها الخجل من التمعن به يقظا...
ارتسمت الابتسامة على ثغرها وشردت هائمة فى ملامحه وعقلها يستدعى كل مواقفهما سويا
منذ أول يوم جمعتهم الأقدار سويا فى هذا المكان.
حتى  إيقاظه الرقيق لها فجرا اليوم لأداء  الصلاة
دائما ما يثير إعجابها بمواقفه الرائعة معها و التى تشعرها
وكأنها تربت على حبه منذ زمن رغم أنها لم تلتقى به الا منذ أشهر قلائل....
لكن طبائعه الراقية  كانت تسكن عقلها ويتمناها قلبها
منذ تفتحت أحلامها وبدأت تنسج بخيالها صورة
للفارس المنتظر!!!!
وبعد مدة قصيرة فتح عينيه مستيقظا فوجدها
تحدق به باسمة فبادلها الإبتسام فأحست بالحياء
منه وهمست بتوتر: صباح الخير...
اعتدل جالسا وقرص خدها برفق واجابها ببشاشة: أحلى صباح في الدنيا ده ولا ايه....
احتضن بيده مؤخرة رأسها وقرب شفيه من جبيبها يلثمه وهو يقول: ربنا مايحرمنيش من نعمة انى أقوم الصبح ألاقى ابتسامتك الحلوة دى منورة لى الدنيا كلها...
ثم غمز بعينيه بخبث وهو يقول: هاااا ماقولتيش
كنتى عماله تبصى لى وتضحكى اممم  ضحكينى معاكى افتكرتى إيه؟!
توردت خجلا وقالت : لا ده انا كنت سرحانه شوية...
قلص ملامحه بحزن مصطنع: وانا اللى افتكرتك هتقوليلي كلام حلو وكدة...
كسفتينى....
ثم أردف وهو يجذبها من ( التيشيرت) الخاص به وهو يهتف بمرح : انا مخاصمك وعايز هدومى حالا
هههههه
ضربت كفه الممسك بها بقوة وصاحت: سيب التيشرت!!!!
تأوه  بإدعاء من ضربتها : اه  يا مفتريه ...مش كفايه
ايدى الثانية مكسورة!!!
رمقته بتعالى وهى تقول بثقة رافعه احد حاجبيها: خاف على نفسك بقى!!
اسرعت بالنهوض من الفراش مغادرة الغرفة ومعتصم
يصيح بمرح : سايبك بمزاجى على فكرة!!!

نهض هو الاخر  وتوجه للمرحاض الخاص بغرفته للاستحمام
فدلفت الغرفة ووقفت أمام المرآة لتمشيط شعرها
طالعت صورتها فى المرآة ضاحكه:
وربنا ليها حق تقول عليا شحاته
إيه المنظر ده شكلى  شحاته فعلا هههههه؟!! كتر خيره انه طايق يشوفنى بالشكل العجيب ده!!!
..
جمعت شعرها بشكل بسيط وجذاب وتركت بعض الخصلات الاماميه على جانبى جبينها
ثم توجهت مسرعة  نحو المطبخ لإعداد الفطور ...
خرج معتصم إليها مرتديا بنطالا قصيرا وقميصا بدون أكمام
فهتفت بمرح: سبحان الله اللبس عليك غير عليا خالص ...
صاح مازحا: بس ياقصيرة ياأوزعه دا انا شويه وهدور عليكى جوه الهدوم هههه
زينه ضاحكة : انت اللى طويل شوف التيشريت عليا بقى ڤيست والبارمودا بقت بنطلون أى حد يشوفنى دلوقتي هيتأكد انى مصممه ازياء ....
ضحك ساخرا: دا انتى لو حلفتى ميت يمين محدش هيصدق ...
زينه: انت هتفضل واقف اقعد يلا عشان تفطر
تناولا افطارهما سويا وقضيا وقت مرحا تتخلله
الضحكات ....
تذكرت ما حدث بالأمس فتغير وجهها وتسائلت بضيق: هتعمل ايه مع أهلك اللى جاين بكرة أو بعده؟!!
طمأنها: ماتقلقيش ياحبيبتى أنا متأكد انهم هيتفاهموا الموقف
والأمور هتعدى حتى لو هيبقى فيه شويه زعل وهيروحوا لحالهم مع الوقت  ان شاء الله...
اللى شاغل بالى أكتر ازاى نوصل لوالدك ويعرف إنك
لسه عايشة؟!!
هزت كتفها بقله حيله هامسة: مش عارفه...
ساد الصمت لدقيقة كل منهم يحاول الوصول لحل
ثم صاحا في نفس التوقيت سويا: جاتلى فكرة
تبسما لتلك المفارقه وهتف: ها...قولى فكرتك وبعدين أقول فكرتى..
زينه مازحة  بتزمر طفولى : لا قول انت .. عشان ماتغشش منى
ضحك ساخرا: هو احنا فى امتحان كى چى وان
!!! قولى الفكرة ياأم العريف
هتفت : بص يا سيدى احنا نعمل زى الافلام اغير شكلى والبس خدامة واروح اشتغل عندهم
واقول ازيكو ازيكو انا جايه اخدم. عندكوا  ههههه وبكده هقدر اوصل لبابا بسهوله
ضحك مرة أخرى وهو يتخيلها ثم صاح: شكرا مدام منى ذكى على الأفكار النيرة دى
ثم تعالى هنا ايه حكايتك مع موضوع الخدمة في البيوت ده كان حلم عندك من الطفوله ولا ايه؟!!
قلصت ملامحها بغيظ: بقى كده!!! خلاص قولى فكرتك انت يا عبقرى زمانك!!
اجابها: انت قولتى ان والدك عامل حادثة ومش بيتحرك  مش كده؟!
زينه: آه .. ايه الفكرة برده مافهمتش
: ده معناه أن اكيد ببقى. له متابعات مع دكاتره
علاج طبيعي مثلا أو حد متابع حالته
لو قدرنا نوصل للدكتور ده سهل نوصل لوالدك
: امممم طيب وده هنوصله إزاى؟!!
: انتى مش قولتى ان فى راجل طيب بيشتغل بواب هناك ساعدك تهربى؟!
زينه: ايوة فعلا معاك حق هو ممكن يدلنا على الدكتور اللى بيجى لبابا وسهل بعد كده انت تفهمه الموضوع...
هتف بكبرياء: الله عليك يا معتصم دماغ متكلفه والله تستاهل بوسة ياابنى هههه
اخفت ابتسامتها  بخبث وادعت الشرود فامسك يدها وهو يقول مازحا: انتى معايا ولا غياب !!!
اجابته بعناد: لا غياب ويلا عشان تروح لاختك
تطيب خاطرها وتحاول تصلح الأمور مابينكم
اجابها: اوكى وكمان بالمرة اصفى حسابى مع خالد
الفتان ده ...
قام متوجها لغرفته لارتداء ملابسه بينما انشغلت هى
بغسل الأوانى وإعادة ترتيب المطبخ
وعقلها مشغول بخطة معتصم وامكانيه نجاحها من عدمه ..تذكرت امرا فذهبت لغرفته لتستفسر عنه
عنه
طرقت الباب فأذن لها بالدخول
كان واقفا أمام مرآته يهندم ملابسه ويمشط شعره
فالتفت إليها : هتوحشينى على فكرة
قاومت خجلها وهمست: وانت كمان خلى بالك من نفسك..
: وانتى كمان واوعى تفتحى الباب لأى حد وانا مش موجود فهمانى
اومأت رأسها ايجابا ...
: كنتى محتاجه حاجه ؟!!
تذكرت الأمر الذى جائت من اجله فقلت: اه انت يعنى ما سألتنيش اسم البواب ده ولا قولتلى هنوصله إزاى؟!!
أجابها وهو يحاول عبثا ارتداء جواربه بلا فائدة
فقال: طيب ما تعملى فيا خير وساعدينى. ألبسه وانا هقولك
بدأت بتوتر تضع قدمه فى جواربه ثم قالت فين جزمتك البسهالك ؟!!
فحرك رأسه نفيا وهو يقول  لا ماتتعبيش أنا بعرف ألبسها
(قومى ياحبيبتى من الأرض) قالها وهو يمسح على شعرها مداعبا خصلاتها..
فاستقامت واقفة انهى ارتداء حذائه ثم وقف أمامها
مودعا: سلام يا زينه ثم قبل مفرق شعرها
وتوجه للخروج
فاوقفته زينه: على فكرة انت نسيت تقولى هتوصله ازاى؟!!
فاطابها بهدوء: من عم صبحى مش انتى قولتى انهم قرايب؟!!
فتحت زينه فاها هاتفة وهى تضرب جبينها بكفها بخفة : اااااه صحيح !!!!
ثم أردفت مازحة هو أنت اللى مركز ولا انا اللى غبية النهارده هههههه
فضحك قائلا: لا انا عشان بحبك بركز فى كل حاجه تخصك...
تقابلت العينان الضاحكتان للحظات  قبل أن ينصرف
موصيا إياها مجددا بعدم فتح الباب لأى سبب كان
..............  
فى المنصورة
لمحته قادما نحوها بوجه غير الذى غادر به فصاحت بعلى
: امشى من قدامى بسرعة سعيد جاى ومش هيعديها على خير ...
أسرع علىّ بالفرار أما هى فعاجلت بمسح مدامعها
حاول سعيد الوصول على عجالة إليه لكنه كان قد ذاب فى الزحام ولم بتمكن من اللحاق به
فتوجه نحوها وعيناه تبرقان غضبا وغيرة
ولأول مرة يحتد معها فى الحديث صارخا: إيه اللي
شوفته دلوقتي  يا هانم؟!!!
تلعثمت وتعرق جبينها وقالت بثاقل: ده علىّ جو....
لم تكمل كلمتها ولكن مجرد ذكر اسمه على شفتيها
أصابه بالجنون وصدح غيظا: ماأنا عارف إنه زفت؟!!
كان بيهبب إيه ؟!! عايز منك إيه؟!!
هبه بتوسل: وطى صوتك ياسعيد ابوس ايدك الناس بتتفرج علينا
لكنه ام يستمع لتوسلها فقد بلغ منه الغضب مبلغه واخذ  يهذى بجنووون جنون عشقها وغيرته عليها
فزأر بها بقوة: أنا بسألك كان عايزك فى إيه؟!!
تجاوبينى!!! إيه احلويتى فى عنيه دلوقتي!!! ماكان سايبك زى البيت الوقف وهربان سنتين؟!!!

قدر بلا ميعاد ( ويبقي للحب مكان)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora