الفصل الحادي عشر

13.5K 352 56
                                    

الفصل الحادي عشر

💞💞💞💞💞💞💞

داخل ڤيلا الجمال كان مستلقيا على فراشه كعادته
منذ ذلك الحادث العنيف الذى أصيب على إثره
بشلل تام في جميع أطرافه منذ سنوات.....
عندما حدث عطل مفاجئ في فرامل سيارته ( أو كهذا ظن...!!!!)
كان يقود بسرعة جنونية عقب إتصال توفيق
شريكة يخبره بحدوث حريق هائل في مخازن مصنعه ......

طلب من ممرضته المرافِقة أن تحركه نحو الشرفة
كما تعود فى هذا التوقيت من كل يوم ...

كل شىء رتيب ملل ...متكرر بلا اختلاف حتى تلك الدمعات التى يذرفها يوميا كلما جلس يتذكرها فى شرفته
أصبحت روتينا لا يتبدل لكنه الشىء الوحيد الذي لم يمله...بل كان يتلذذ بجلد نفسه كل يوم على فقدانها
فهو من أضاعهما وليس الموت من أخذهما منه.....
لو كانت لديه الشجاعة للمواجهة ما كانت لتصل الأمور إلى ذلك النحو المزرى....

كم كانت طفلة جميلة كأمها لكنها كانت عنيدة
مثله تماما ....
تقدمت منه الممرضة ومسحت دموعه بأسى قائلة: كفاية بقى يا محمود بيه... هتفضل على الحال ده لحد إمتى ؟! دى الأعمار بيد الله وانت راجل مؤمن
مابتسيبش فرض ربنا...
واكيد هما دلوقتي فى مكان أحسن من الدنيا بكتير
تمتم بحسرة: الحمدلله على كل حال...بس نفسي ربنا يسامحنى
: إن شاء الله ده ربنا كبير ورحمته واسعة
لم يطل الحديث وآثر السكوت هائما فى أحزانه
فغادرت الشرفة وولجت الغرفة لإعادة ترتيبها
وبعد دقائق ناداها بإلحاح وكأنه تذكر شيئا هاما
فأسرعت إليه متسائلة: أيوة يا محمود بيه حضرتك عايز حاجه؟!
: إنتى كنتى بلغتى هانى والست والدته انى عايز أشوفهم؟!
مطت شفتيها بأسى وقالت باقتضاب: أيوة ...
: الكلام ده من ثلاث أيام ؟!! محدش جه ليه؟!
: تلاقيهم انشغلوا ولا نسوا ثم أردفت بنبرة ساخرة
الله يعينهم بيتعبوا فى الشغل أوى....
تقلصت ملامح وجهه وعقد بين حاجبيه وصاح بغصب: يعنى إيه؟!!! مش فاضين خمس دقايق يشوفوا انا عايزهم فى إيه؟!!!!
الفلوس عمت عنيهم ومعدش شاغلهم اللى اشتغل و تعب لحد ماعمل العز اللى هما فيه دلوقتي؟!!!
: ما تضايقش نفسك أنا هنزل النهارده أبلغهم
تانى ان حضرتك عايزهم ضرورى... ثم أردفت محاوله تغير مسار الحديث:
تحب تتغدى هنا ولا جوه فى الأوضة؟!!
هتف بضيق: مش عايز أكل ولو سمحتى سبينى
لوحدى شويه
أجابته بخضوع: أوامرك يابيه زى ماتحب.....
تركته وغادرت الغرفة قاصدة المطبخ لاحضار طعام الغداء الخاص بها فلاحظت وجود
هانى ووالدته وتوفيق سويا على مائدة الطعام
فترددت للحظة فى الذهاب إليهم من عدمه ثم استجمعت قواها
وهمست بخفوت من بين أسنانها: هى موتة ولا أكتر يعنى هيعملوا إيه؟!
يااما نفسى أجيب العقربة دى من شعرها اللى عايشة حياتها كأنها بنت عشرين سنة وسايبة الراجل مرمى
فوق يموت بحسرته ......

تقدمت نحوهم فرمقتها بإزدراء وصاحت: عايزة إيه يافاطمة؟! إيه اللي جابك هنا دلوقتى؟!!
أجابتها بثبات: جيت أبلغ حضرتك إن محمود بيه
متضايق جدا لأنه طلب منكم من كام يوم تروحوا له
ومحدش جه وهو دلوقتي سأل عليكم ومتعصب ورافض الأكل...
صرخت فيها بغضب: ده كلام تيجى تقوليه على الأكل؟!! سديتى نفسنا...
اتفضلي من وشى ولو سألك قوليله لسه مارجعوش
يلااا من  هنا...
ثم ضغطت على أسنانها هامسة: عالم تقرف....
التفتت فاطمة مغادرة المكان وهى تسبها وتلعنها
بصوت خافت....
توفيق بخبث : ماتضيقيش نفسك وكملى أكلك...
ألقى هانى بملعقته على المائدة بقوة وقام مغادرا وهو يستشيط غضبا
صاحت به والدته بغيظ: رايح فين ياهانى؟!
أجابها وهو يتابع السير ودون أن يلتفت: فى داهية...
واهى فرصة تاخدوا راحتكوا اصلى حاسس إنى عزول......
زفر توفيق بضيق وهمس: معدتش متحمل غباوته دى اكتر من كده!!
فردت بنبرة دلال وميوعة: معلش اتحمله عشان خاطري يا توفى
: عشان خاطرك انتى بس اتحمله....
: ايه رأيك بعد الغداء نطلع سوا نتمشى بالعربية شوية..
: اوكى ..زى ماتحبى يا حبيبتى..

قدر بلا ميعاد ( ويبقي للحب مكان)Where stories live. Discover now