٢٨

228K 3.7K 736
                                    

معلش يا جماعة على التأخير شكلي كده هغير مواعيد الرواية... هعرفكوا يوم السبت إن شاء الله هتكون امتى

- الفصل الثامن والعشرون - 

لقد مر ما يقارب شهران بأكملهما منذ تلك الليلة التي لا تزال كل كلمة نطقت بها تدوي بعقله، يتذكر تلك الدموع التي سقطت من عسليتاها لتنهش بقلبه كمليون سيفاً ينغمس به لتُزهق روحه ثم يعود للحياة مجدداً حتى تُعاد الكرَّة، منذ ذلك الحين وتُضاعف تلك المواجهة بينهما عندما يتذكرها آلامه أضعاف مضاعفة وخاصة أنها لأول مرة وقفت أمامه بجرأتها لتجسد بلحظات قليلة كل ما حدث بينهم بتلك الليلة المشؤومة ليشعر بتهشم قلبه وثقل كاهليه بما لا يطيق..

يتألم وازداد انكساره ولكن ليس مثل قبل، فما رآه وما سمعه منها لم يُعطِ له فرصة أو أمل في أن يحاول مجدداً، شعر باليأس المطلق، قرر أن يدعها وشأنها، لا يظن أن هناك المزيد ليفعله على كل حال، رآى أنه قد حاول بكل ما يملك من طاقة، ظن أنه كافياً أن تبقى بالقرب منه، ظن أن بحمايتها وبخوفه عليها هكذا يكفر عن ذنبه، سيحقق لها كل ما تتمنى حتى لو طلبت الطلاق لن يتأخر بأن يفعلها، بل وسيترك لها كل شيء..

سيظل يتابعها ويراقبها ليس فقط لتملكه اياها ولكن لإدراكه بل وتأكده ما تستطيع "هويدا" أن تفعله بها، علم بخطتها مسبقاً التي تنويها وإذا فعلتها ستكون بمثابة إشارة البدأ له لأن يدمرها بالكامل، يقتله الخوف بأن تؤثر "هويدا" عليها سلباً بأي شكل من الأشكال..

ينتظر فقط أن تتعرض لها ولو لمرة واحدة ليطيح بها للأبد، يكفيه إنكساره وعقابه المريران اللذان يتجرعهما بنهم وكأنما أصبح عاشقاً لذلك الآلم كلما رأى "سيرين".. لذلك لم يُحاسب "هويدا" على ما فعلته به، وبالرغم من أن كذبها عليه وخداعه يدفعه لفعل للقيام بأشياء شنيعة ولكنه إلي الآن يتحمل لأنه مدرك جيداً أن ثقته العمياء بها كانت خطأه هو وحده.. 

أما إذا فكرت بالإقتراب لتؤذي "سيرين" ولو بمقدار ضئيل يعلم جيداً كيف يتصدى لها!! لن تكن السبب بإيلامها مرتان، لن يسمح لها لتفعل ذلك بالمرأة التي أحبها قلبه..

سيتسمر بإبتعاده عنها، لقد أعطى لها جميع ما ستحتاج، يحضر بناءاً على طلبها، ينفذ لها كل ما تريد، يثق بتلك الجسارة بداخلها وبالرغم من صغر عمرها إلا أنه لاحظ مدى دهاءها كسيدة أعمال لذا تراجع عن كل شيء لتشعر هي بالتحكم بل وإمرتها على الجميع.. أصبح يعمل من أجله هو بل وكأنه قد سأم كثرة الأعمال فاكتفى بما يملك، لماذا سيعمل وسيشيد ثروة على كل حال؟ من أجل من؟ لم يعد لديه من يثابر من أجله.. 

وحدته تواترت كل يوم وكل ليلة، لا يعلم لمن يتحدث؟ لم يعد يشعر برغبته في إثقال كاهل أحد بهمومه ومشاكله، لن يذهب لـ "نور" وهي أخته الصغرى العروس الذي لا يريد إلا أن يراها سعيدة، وبالطبع إذا باح بمكنونات صدره لـ "معتز" لن يستبعد للحظة أنه سيخبر زوجته وخاصةً أنه لاحظ كم يُحبها، "حسام" ربما؟! يتذكر جيداً كم أصبح معه بعدما حدث ..

جسارة الإنتقام كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن