٣

242K 3.9K 394
                                    

- الفصل الثالث - 

صاحت الفتاة بدلال مبالغ به وزيفت غضبها:

- الحقني يا جاسر بيه.. المدام تعبتني جداً ومش عارفة أشوف شغلي

أومأ لها بإقتضاب ثم  أطفأ سيجارته في المنفضة ببرود وقال:

- استنيني هنا يا نورهان ولما أكلمك اطلعي..

توجه للأعلى بالغرفة وقد قرر مسبقا إن تمردت مرة أخرى سيذيقها عذابه ولن ينتظر أكثر من هذا على تلك الشُرذمة ليجد أنها أختارت غرفته هو خصيصا لتجلس بها فابتسم نصف ابتسامة ثم دلف ليوصد الباب بالمفتاح ووضعه بجيبه ليجدها على السرير جالسة القرفصاء وترتدي ملابسها مرة أخرى وفستانها الأبيض مُلقى بإهمال على المنضدة وعقدت شعرها كما كان.

نثرت أدوات التجميل بالغرفة بأكملها، بدا المنظر فوضوي للغاية وهو لم يتعود أبدا على ذلك الإهمال وعدم الترتيب.. أخذت تطالع أحدى المباريات على الشاشة بتركيز فتحكم بغضبه فأخذ خطوات نحوها بتمهل واضعا يداه بجيبيه ليشعر بشيء أسفل قدمه فنظر ليجد أنه ذلك العقد الماسي الذي أعطاه لها منذ قليل فابتلع مسيطرا على أعصابه بعد أن تلاحمت أسنانه وترقب وهو يفصله عن إيذاءها ردها المقبل فسألها ببرود:

- بتعملي ايه؟

هزت رأسها بسخرية ونظرت له وكأنها تخبره بعسليتيها هل أنت غبي؟! بينما اجابته سائلة بنبرة تدفع للإستفزاز:

شايف ايه؟

 صدح صوته العميق بهيمنة وتحكم مبالغ بهما وقد استطاعت استفزازه ببراعة وكأنها تحكم في بروده الشهير بمنتهى البراعة:

- لما أسأل تجاوبي عدل!

اجابته بإستخفاف:

- بتفرج على ماتش!  

وجدته يحك ذقنه بسبابته وابهامه في عنف كمن يستمد صبره  وتحدث لها ببرود مجددا ولكنها لم تعلم أنه قد اُستفز مسبقًا وأن هذا هو هدوءه الأخير الذي يسبق العاصفة:

- مش قولتلك هنتصور وعايز اخلص تسبيني مستني ساعتين وفي الآخر بعد كل ده اطلع الاقيكي مخلصتيش!

صاحت مُقلدة اياه ليعقد حاجباه في غضب:

- مش قولتلك أني مش هغير ولا ألبس فستان..

 رمقته بإستخفاف مجددًا ثم تابعت كلماتها بخشونة:

- وبعدين ايه الجربوعة اللي أنت رايح تجيبها اللي شكلها بتشقط رجالة من الشارع بعد نص الليل دي، make up ده أنا مبحطوش، عاجبك شكلي كده زي ما أنا هنزل معززة مكرمة آخد الصورة ولا أبقى عطلتك ولا عطلتني، وبعدين أنا مغشتكش، طريقتي وأسلوبي ومظهري مبيتغروش عشان حد، وفضنا سيرة بقا عشان عايزة أكمل الماتش ومش عايزة وجع دماغ..

جسارة الإنتقام كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن