٥

238K 3.9K 412
                                    

- الفصل الخامس -

صُدم "حسام" الذي قد انتهى للتو من فحص حالتها ونظر لها مشدوهًا وهي تبدو وكأنها دُمرت أسفل قطار وما أندهش له هو هدوء "جاسر" المبالغ به ليزفر حانقًا من عدم إكتراثه المعتاد ليتمتم سائلًا في تعجب:

- إيه ده يا جاسر؟ أنت.. أنت عملت كده فيها؟!

لم يأته دًا لسؤاله مما جعل غضبه يتعالى ليصيح به بنبرة حادة من جديد في تساؤل: 

- أنا بسألك يا جاسر رد عليا!

صدح صوته العميق بهمهمات تدل على الموافقة وهو ينفث دخانه بملامح غاب عنها التعبيرات بينما توسعت عيني "حسام" مشدوهًا في قلق ما إن كان عاد لسابق عهده ثم صاح به:

- أنت أتجننت؟ مش قولتلي إنك مش هترجع للمواضيع ديه تاني؟ آخر مرة البنت اللي جالها كسر في الحوض.. أتفقنا إنك هتبطل وبعدين أنت بقالك سنين معملتش كده في واحدة وكمـ..

وجه سؤاله بإستخفاف وقاطعه ببرود شديد:

- ما تنجز يا حسام.. ايه ماتت يعني؟ 

رمقه بغير تصديق خصوصًا وأنها لا يظهر عليها ما يدل على ممارسة علاقة معها مثل ما يفعل "جاسر" مع النساء فابتلع واجابه بمرارة بنبرة حزينة ولكنه كان مضطرًا:

- لا مماتتش.. بس احتمال يكون ضلوعها اتكسرت او جالها ارتجاج في الجمجمة أو فقدان ذاكرة.. أنت مش شايف عملت فيها ايه، أنا أول عيني ما وقعت عليها من كتر الدم على وشها قولت ديه ماتت.. فضلت أحمد ربنا انه جرح في راسها

همهم بنفس استخفافه السابق ثم سأله ببرود:

-  يعني وشها سليم؟

لم يعد يتحمل طريقته التي تتسم بالهوان تجاه تلك الفتاة وما فعله بها ليصيح به بحرقة:

- جرا ايه يا جاسر أنت بتتكلم كده ليه؟ مين البنت دي؟ ده لو أهلها عرفوا هيـ..

قاطعه لينظر له "حسام" مشدوها بما سمعه وانفرج فمه بينما لاحظ بريق غريب بزرقة عيناه وهو يجيب سؤاله: 

- دي مراتي.. وهاعمل فيها كل اللي أنا عاوزه" 

لا يزال ناظرًا له في صدمة بينما شرد "جاسر" وأكشر عن أنيابه بإبتسامة متشفية ولا يعلم حقًا لماذا تظهر تلك الملامح عليه ليهمس في تعجب:

- أنت أتجوزت؟ عُرفي يا جاسر.. أكيد مش طريقتك.. قولي إنك بتهزر!

أطلق زفرة مصحوبة بضحكة خافتة ثم حدثه بغطرسة:

- لا مبهزرش واتجوزتها رسمي..

حمحم وهو يحاول أن يفهم ما حدث كي تصل زوجه المزعومة إلي تلك الحالة فسأله مرة أخرى:

- أنت اجبرتها تنام معاك وهي موافقتش علشان كده عملت فيها كل ده؟

تقززت ملامحه بينما اجابه ببرود:

جسارة الإنتقام كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن