خافت من كلماته وأخذت تجوب شقتها ذهابًا وإيابًا وهي تفكر بسرعة  وتحاول الحصول على حل لتتحدث إلي نفسها:

- ما أنا يعني مش هاكلم الشرطة!! كده يبقى بفضح نفسي والناس هتقول جوزي وهيكدب ويمثل قدامهم.. ولو كلمت مراد هيقلق وهيجي هو ورامز!! طب أدهم! 

فكرت مجددًا وهي تلتهم شفتها السفلى ولا تشعر بالطمأنينة نهائيًا لأن تفعل ما أخبرها به لتسمع جرس الباب مرة أخرى يدوي رنينه بأرجاء الشقة حولها وصاحبه صوته المصيح خلف الباب بنفاذ صبر وكان يحاول عله يبعث لقلبها القليل من الطمأنينة:

- بطلي عناد ومتستفزنيش أكتر من كده.. مش هاعمل حاجة غير هاتكلم معاكي!! وأظنك شوفتي النهاردة الصبح اتكلمنا ازاي

 فكرت هي من جديد بسرعة ثم توجهت لغرفتها وأمسكت بهاتفها بعد أن آتتها فكرة لتتحدث به:

- أدهم.. تعالالي البيت وأطلعلي!! لو لقيت الباب مقفول هات مفتاح من الـ security وافتح على طول ولو الباب مقفول أكسروه..
جاسر برا.. لا معرفش عايز مني ايه عمال يقولي هنتكلم.. آه روحتله النهاردة الصبح أنا ورامز ومراد.. لا معملش حاجة ووافق على كل حاجة أنا عاوزاها.. هاحكيلك بقا لما تيجي.. ماشي مستنياك..

 تريثت قليلًا في محاولة لإكساب نفسها بعض الدقائق وهي تتأكد أن مفتاح الغرفة موجودًا بالباب ثم تمسكت بشجاعتها وذهبت للباب وفتحته لتجده يأتي من آخر الرواق أمام شقتها لتتوجه للداخل بعيدًا عنه ثم صاحت به عاقدة ذراعها ونبرتها متحفزة للغاية ونظرت له بجرأة:  

- عايز ايه؟ 

أخذ خطوتان للداخل وعيناه تجوب بتفاصيل شقتها ثم ارتكز على وجهها بزرقاويتيه لتلاحقه بالكلمات في زجر وجسارة: 

- انجز عشان مش فضيالك!

نظر لها مندهشًا بنصف ابتسامة لم تلمس عيناه غير مصدق ما تقوله بهذه الحدة التي لا يعلم من أين لها بها وهي تحاول أن تبدو كالفولاذ لا تنكسر فسألها بعفوية:

- ليه وراكي ايه؟

 اتسعت عسليتاها في إنكار وارتفع حاجباها لتزجره بحدة مرة ثانية في تساؤل:

- تصدق مشوفتش في بجاحتك.. انجز يا ابن هويدا عايز ايه؟

لاحظته يكز أسنانه في غضب لأنها مصممة على مناداته بذلك اللقب ولا تتوقف عن تذكيره بها ولكنه لم يندفع نحوها مثل ما عهدته ولأول مرة ترى نظرة إنكسار بعينيه ليتحدث بصوت خافت:

- بطلي تقولي الكلمة دي! أظن نور أو معتز قالولك كل حاجة و..

قاطعته ولم تكترث لما يشعر به في تأفف وحزم:

- يوووه!! مش هاخلص أنا، مالكش دعوة مين قالي ايه! قول اللي عندك وطرقني عشان مش فضيالك

جسارة الإنتقام كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن