الحلقة الخامسة والثلاثون (الأخيرة) الجزء الثانى والأخير

6.6K 165 19
                                    

الحلقة الخامسة والثلاثون (الأخيرة)
الجزء الثانى والأخير

بعد عودة (سراج) و (هارون) مع (قمر) و (حكمت) و (آمنة) جلسوا جميعاً على المائدة فقال (هارون)
-انا جعان جداً
أبتسمت (قمر) ثم قالت
-طب هقوم احضر العشا لينا
نظر له (سراج) بطرف عيناه
-انت مش كلت فى الفرح
-مكلتش اووى يا (سراج) ٠٠ كنت عامل فيها مكسوف
ثم نظر إلى (آمنة)
- يرضيكى يا حماتى ابنك مش عاوز يأكلنى كده مع انه كل ما ييجيلى البيت يقولى جعان واطفحه
ضحكت (آمنة) كثيراً ثم قالت
-البيت بيتك يا ولدى
فوقفت (حكمت) وقالت
-وانا هجوم احضر الاكل مع (جمر)
ابتسم (هارون) قليلاً ثم قال
-صحيح ٠٠ مقولتلكوش (رأفت) ابن عمكوا عاوز يتجوز (سوسن) ومش بس كده لا ده كتبلى وصل امانة عشان اصدقه انه صادق فى جوازه منها ٠٠ محتار جداً بس مصدقه بصراحة شكله حب رويتر
زمت (حكمت) شفتاها بحزن
-(سوسن) محكتليش !! ٠٠
فتحدث (سراج) قائلاً
-(رأفت) كلمنى الصبح وحكالى كل حاجة ٠٠ انا شايف انه صادق و (سوسن) تستاهل كل خير
هز (هارون) رأسه بتفهم ثم قال
-لما نرجع مصر إن شاء الله هنتفق
ابتسم (سراج) ثم قال
-شايف ان فرحنا كلنا يبقى فى يوم واحد احسن ٠٠ وبعدين هنرجع مصر بكرة إن شاء الله
ثم نظر إلى (قمر)
-وانتى يا (قمر) هتقعدى معانا لحد يوم جوازنا
أتسعت أعين (قمر) وأرتبكت قليلاً ثم قالت
-ها ! ازاى يعنى لا مينفعش ميصحش واقعد بصفتى ايه ٠٠ انا هرجع بيتى إن شاء الله
اخذ (سراج) نفس عميق ثم قال
-مش هبقى مطمن وانتى قعدة لوحدك يا (قمر)
ابتلعت هى ريقها ثم قال
-ما ٠٠ ماعمى ومرات عمى فى الشقة اللى تحتية
-بس ده مش كفاية عشان اطمن ٠٠ عموماً يا ستى ممكن تقعدى مع ماما و (حكمت) وانا هقعد فى أى فندق لحد ما فرحنا يتم و ٠٠
قاطعته (قمر) بصرامة
-مينفعش برده
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-وبعدين يا (قمر) معاكى
-وبعدين انت اللى معاك ٠٠ انت ليه بتتحكم كده ٠٠ انت حتى مش عامل اعتبار أن بابا لسه ميت ٠٠ وانا يعنى عشان مش عاوزة اضايقك بقيت تتك ع الموضوع ده اووى ٠٠
ثم نظرت للجميع قائلة
-عن اذنكوا ٠٠ انا طالعة انام
شعرت (حكمت) بالحزن على حال (قمر) ونظر الجميع ل (سراج) فنظر (سراج) للأعلى ثم نظر لهم جميعا قائلاً
-انتوا بتبصولى كده ليه ؟
قال (هارون) بضيق
-انت ليه انانى يا (سراج) !! البنت فعلاً ساعدتك كتير ومش بس كده مش عامل اعتبار لمشاعرها خالص ابوها وخطيبها كانوا لسه ميتين
صمتت (آمنة) فهى تعلم كيف يفكر ابنها بينما قالت (حكمت)
-انت بتحبها جوى كده يا (سراچ) ؟!
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-ظروف (قمر) غير ٠٠ انتوا بتفكروا ازاى اصلاً ؟! ٠٠ (قمر) عايشة لوحدها واللى عرفته من عمها ان مرات عمها مبتحبهاش خصوصاً بعد موت ابنها اللى هى شايفة أن (قمر) سبب غير مباشر فى موته وعمها ماهوش قاعد طول اليوم فى البيت عشان ياخد باله منها عمها بيسافر كتييير ٠٠ اقوم انا استنى  سنة عليها او اكتر لحد ما تتهيئى هى نفسياً !! عشان كل من هب ودب يتعرض ليها ماهى بنت وصغيرة وعايشة لوحدها ابقى نايم انا فى بيتى زى الحلوف وهى معرفش نايمة ازاى جعانة سقعانة محتاجة حاجة حرامى اتعرض ليها واحد سكرى ولا بتاع ستات يجيلها والكل عارف انها عايشة لوحدها و ٠٠
ثم صمت وقال
-انا بتكلم معاكوا ليه اصلاً ؟!
ثم صعد غرفته وهو غاضب فشعر (هارون) بضيق صديقه فهو لم يفكر بكل ما فكر به ف (سراج) ليس تلك الشخصية الأنانية كيف له أن يشك فى صديق عمره هكذا
صعد (سراج) للأعلى وجد (قمر) متسمرة أمامه فقد استمعت إلى حديثه نظر لها شذراً ثم اتجه إلى غرفته وهو غاضب واغلق باب الغرفة بقوة فركلت (قمر) قدامها على الأرضية وهى تقول
-انا غبية اوووووى
ظلت تفكر قليلاً فى ماذا عليها ان تفعل وجدت (جواد) يخرج من غرفة والداته فقطبت هى حاجبيها فأقترب منها (جواد) وهو يقول
-انى مش عارف انام ٠٠ وأمى نامت
-طب تعالى اقعد معايا يا (جواد) ٠٠ عندى بغبغان حلو اووى
-يعنى إيه ؟
ابتسمت (قمر) على الصغير ثم  جلست القرفصاء لتكون بمستواه وقالت
-تتفرج عليه بس قبل ما تتفرج عليه تروح تقول ل (سراج) (قمر) بتعيط جامد فى اوضتها ومش عارف ليه
-بس اتى مبتعيطيش ٠٠ رايدة منى اكَذب يعنى
زمت (قمر) شفتاها بضيق
-عشان خاطرى يا (جواد)
زم الطفل شفتاه ثم هز رأسه بالإيجاب وهى تقول
-طب روحى يلا
ذهبت (قمر) تجاه غرفتها وظلت تفرك فى عينيها بشدة حتى احمرتا واصطنعت البكاء ثم ذهبت تجاه الببغاء وقالت
-تفتكر هيجى لو جاه هقوله بحبك يا (سراج) ٠٠ بحبك يا (سراج) يا رخم
على  الجهة الأخرى كان (جواد) دخل غرفة (سراج) وقال الصغير
-انى ٠٠ انى لسه چاى من عند (جمر) شوفتها بتعيط
وقف (سراج) وهو يقول
-ايه ؟
وهم ليذهب تجاه الباب فزم (جواد) شفتاه ثم قال
-لاه مبتعيطيش هى جالتلى اجولك إكده بس لاه ٠٠ هى مبتعيطش ٠٠ رايدة منى اكَذب
قطب (سراج) حاجبيه ثم قال
-يعنى هى مبتعيطش ؟
هز الصغير رأسه بالإيجاب فأبتسم (سراج) ثم قال
-طب تعالى معايا
اتجها سوياً نحو غرفة (قمر) عندما وصلوا إلى هناك طرقوا باب غرفة (قمر) فشعرت (قمر) بتوتر بالغ واصطنعت البكاء ثم ذهبت تجاه باب الغرفة وهى معطية لها ظهره وتقول
-افندم
اضيقت عينان (سراج) ثم قال
-متنسيش تحضرى شنطة هدومك هنسافر بكرة إن شاء الله
مطت شفتاها بضيق ثم قالت
-مفيش ليا حاجة اصلاً مكنتش جاية بهدوم
ثم إلتفت لتنظر له بحدة فنظر لها هو ببرود ثم قال
-انا انانى يا (قمر) ؟ّ مبفكرش فيكى ؟
شعرت هى بالخجل من نفسها ثم قالت
-متزعلش منى بقى ٠٠ حقك عليا
ابتسم قليلاً ثم قال
-مقدرش ازعل منك
هزت رأسها بالإيجاب وابتسمت قليلاً فقال هو
-تصبحى ع خير
-مش زعلان بجد ؟
هز رآسه بالإيجاب فقالت
-وانت من اهله
انتبه (سراج) للصغير وجده بداخل غرفة (قمر) يلعب مع الببغاء فقال (سراج)
-مش يلا يا (جواد) سوا عشان ننام
-لاه انا هجعد اهنيه مع (جمر) والعب بالبتاع ديه
جولتيلى اسمه ايه ؟
ابتسمت (قمر) ثم قالت
-بغبغان
فزم (سراج) شفتاه بضيق ثم قال بصوت خافت ل (قمر)
-هاتى الواد ده مش هيبات معاكى
ضحكت (قمر) كثيراً ثم قالت
-امشى يا مجنون
-انا بكلم بجد
-يلا يا (سراج) ميصحش كده
-يعنى هو يصح انه يبقى معاكى
هزت (قمر) رأسها بأسى ثم قالت
-انت مجنون جداً فعلا ٠٠ ده طفل
أمسك (سراج) مقبض الباب واغلقه وهو يبدو عليه الحزن بينما ضحكت (قمر) عليه وهى تقول
-مجنون ده ولا ايه
ثم ذهبت إلى الصغير كى يلعبون سوياً مع الببغاء ثم قصت له قصة حتى نام الصغير فتثائبت هى الأخرى ونامت بجواره ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى أستعد الجميع للنزول لركوب السيارات للعودة إلى القاهرة اقترب (سراج) من السيارة وهو ينظر لبيت ابيه من بعيد يودعه بعينه ولكنه ابتسم قليلاً فتلك لن تكون اخر مرة سيأتى بها هنا فسيتنقل بين هنا وهناك شعرت (آمنة) بالحزن قليلاً لأنها ستترك المنزل الذى عاشت به حياتها ولكنها تعلم انها ستعود مجدداً بينما نزلت الدموع من اعين (حكمت) فنظر لها (هارون) وقال
-مش بحب اشوف دموعك
-غصب عنى يا (هارون)  ٠٠ البيت ده فيه كل حياتى
ابتسم (هارون) قليلاً ثم مسح (هارون) دموع (حكمت) ثم قال
-ممكن بقى اشوف حتى بسمتك منورة وشك
ابتسمت (حكمت) قليلاً بين دموع عينها فشعر (هارون) بالسعادة بدء (سراج) بالحديث وقال
-(هارون) انت هتاخد (حكمت) فى عربيتك وانا هاخد ماما و (قمر) و (قوت)
شعر (هارون) بسعادة كبيرة وفرك يده بحماس فأبتسم (سراج) ثم قال
-نسيت (جواد) هيبقى معاكوا
زم (هارون) شفتاه ثم قال
-ما احنا كنا ماشيين حلو
ضحك الجميع على (هارون) بينما انحنى (سراج) تجاه (جواد) وقال بنبرة منخفضة
-بص يا بطل عاوزك تخلى بالك من (حكمت) وهتقعد جنبها ورا انت وهى ومتخليش (هارون) يبص عليها ٠٠ اتفقنا يا بطل ؟
ابتسم (جواد) ثم قال
-طبعاً اتفجنا ٠٠ اصلاً انا رايد لما اكبر اتچوز من اختك
ضحك (سراج) كثيراً ثم اعتدل فذهب (جواد) تجاه (حكمت) وقال وهو يمسك يدها
-يلا عشان نجعد چنب بعض
نظر (هارون) ليد الطفل الممسكة بحبيبته فقال
-ابعد ايديك كده يا حبيبى
نظر له (جواد) شذراً فضحك (سراج) وقال
-اصله عاوز يتجوزها لما يكبر
كان (جواد) يسير تجاه سيارة (هارون) مع (حكمت) فركض (هارون)  خلفه وهو يقول
-خد يا ولا هنا ٠٠ انت يالا تعالى هنا
بينما ضحك الجميع على (جواد) و (هارون) و (حكمت) لم تستطع ان تخبئ بسمتها عن زوجها المجنون بينما استقل (سراج) سيارته وجلست (آمنة) بالمقعد الأمامى بجواره وفى الخلف كلاً من (قوت) و (قمر) شعرت (قمر) بالغيرة لوجودها معاهم ولكنها تعلم انها مهمة بدرجة كبيرة لدى (سراج) عضت شفتاها من الغيرة وظلت تنظر للببغاء متجنبة النظر إلى (قوت) داخل السيارة حتى قال الببغاء
-بحبك يا (سراج) ٠٠ بحبك يا (سراج)
حتى انفجرت  (آمنة) من الضحك و ابتسمت (قوت) ابتسامة خفيفة بينما وضعت (قمر) يدها على فمها وهى لا تستطيع النظر إليهم فنظرت لأسفل شاعرة بالخجل بينما ابتسم (سراج) بسعادة ونظر لها من مرآة السيارة وهو سعيد لسماعه ذلك ٠٠
بعدة عدة ساعات وصل الجميع وقام (سراج) بإيصال (قمر) اولاً وقبل ان تنزل من السيارة قال (سراج)
-(قمر)
أجابت بهدوء
-نعم
-الشهر ده لو مش قادرة تقعدى لوحدك تعالى اقعدى معاهم فى البيت وانا هقعد فى فندق لنهاية الشهر ٠٠ مهياش معضلة يعنى
شعرت (قمر) بالخجل ثم هزت رأسها نافية فقالت (آمنة)
-هو عمك اهنيه يا بتى
هزت (قمر) كتفاها بعدم علم
-مش عارفة اصله بيسافر كتير
-طب يا بتى اجعدى ويانا و (سراچ) مش هيجعد فى البيت
ابتسمت (قمر) بإمتنان لهم ثم قالت
-صدقونى مش مستهلة وبعدين ده اخر شهر هقعدوا فى بيت بابا فعاوزة اودعه واقعد فى كل ركن فيه
ابتسم (سراج) ثم قال
-هتصل كل يوم اطمن عليكى
هزت رأسها بالإيجاب ثم صعدت بالأعلى فأبتسم (سراج) ثم قاد السيارة عائداً إلى منزلهم ٠٠
******************
مرت الأيام سريعاً ومر ذلك الشهر فقد تمت خطبة (فتحى) ل (رقية) عندما خرجت من المشفى لم يستطع (فتحى) ان يصبر اكثر من ذلك فذهب لخطبتها سريعاً ٠٠
بينما اتفق (هارون) و (أدهم) مع (رأفت) على زواجهم سوياً وقرر (أدهم) ان يتزوج (ليلى) فى نفس اليوم معهم ٠٠
بينما (قوت) قررت ان تعيش فقط لأبنها (جواد) فهى لم تكن تستحق (سراج) الذى كان يحبها اكثر من نفسه وهى من فرطت به هى التى جعلت حياتهم تؤول إلى ذلك لا تنكر انه كان يوجد مشاعر فى قلبها تجاهه ولكنها لم تكن قوية لتلك الدرجة التى تمكنها من محاربة أى شئ لتكن معه فقد عشقت نقود (قاسم) و حنان (سراج) ولكنها لم تعطى اى شئ لكلاهما فقد كانت انانية تريد ان تأخذ بلا عطاء وتلك هى النهاية وحيدة لا احد بجوارها بسبب تلك الأنانية وحب الذات الذى كان بها ماذا جنت بكثرة النقود ؟!! فقد فعلت كل ماهو محرم والآن ليس معاها نقود لتعيش بها ٠٠ عرض عليها (سراج) أن تبقى معهم ولكنها رفضت بشدة وطلبت منه ان يجعلها تذهب لأبويها لتعيش معهم فهى لن تعيش إلى الأبد بجوار خالتها وعلى الرغم من أن ابويها لم يسئلوا عليها بعد موت (قاسم) إلا انها تريد ان تعيش معاهم وتحدثهم لعلهم يتغيرون ويرچعون إلى الله كما فعلت هى كما انه عرض عليها ان يتكفل بمصاريفها هى و (جواد) ولكنها رفضت ايضاً وطلبت منه ان تستعير منه بعض المال لشراء ماكينة للخياطة قماش وادوات لتطريز وانها ستطلب من زوجة عمها ان تعلمها على تلك الماكينة فهى كانت بارعة بالتطريز ومن ارباحها ستسدد ذلك الدين له فلم يرد (سراج) احراجها لذا وافق وطلب من ابويها أن يحضرا عرسه وعرس شقيقته معاً وبعدها يسافرون جميعاً كى تعود (قوت) لتعيش معهم ٠٠
أستعد الجميع للعرس كل واحد منهم بدء عقد قرانه على حبيبته بينما (هارون) و (حكمت) سيتوجان حبهم بالزواج والسعادة حضر الجميع الحفل وشعر الجميع بالسعادة من اجلهم طلب (سراج) ان يخلو ذلك العرس من المعازف فيكفى عقد القران والجلوس بصحبه الأهل والآقارب وبعد ذلك يأخذ كل واحد منهم عروسه ويذهبا للمنزل لقضاء اول ليلة لهما سوياً ٠٠
انتهى العرس وذهب (رأفت) مع (سوسن) فى منزل والداتهم فى الغرفة الخاصة بهم شعرت (سوسن) بالخجل بينما جلس (رأفت) لا يعلم ماذا عليه أن يقول فجلس على الفراش وهو صامت فنظرت له (سوسن) كى ترى ماذا سيفعل ولكنها وجدته يبدو عليه الخجل هو الاخر فأبتسمت قليلاً ونجحت فى تخبئة تلك البسمة فرفع (رآفت) بصره لها ثم قال
-ط٠٠ طب هدخل الحمام اغير هدومى وجاى
هزت رأسها بالإيجاب ما أن خرج من الغرفة حتى ابتسمت كثيراً ثم استعدت لترتدى بيچاما لونها بيضاء حريرية انتهت من نزع ملابس وارتداء تلك البيچاما ثم بدئت فى تمشيط شعرها امام المرآة فطرق (رأفت) باب الغرفة قبل أن يدخل فعقدت (سوسن) حاجبيها ثم قالت بخفوت
-ده شكله بقى مؤدب زيادة عن اللزوم وهيخنقنى
ثم قالت
-ادخل
دلف (رأفت) داخل الغرفة واذا به يرى شعرها لأول مرة ظل ينظر لها واعينه متسعة فقد كان شعرها بنى يميل للحمرا قليلاً فأبتسمت هى عليه ثم قالت
-مش نصلى الاول برده
هز رأسه بالإيجاب فقالت
-ط٠٠ طب هروح اتوضى انا
ابتلع ريقه وصمت فذهبت هى نحو الخارج لتتوضئ بينما هو بدء فى وضع السجادة التى سيصلون عليها عادت هى من الخارج وارتدت ملابس واسعة فوق بيچامتها لبدء الصلاة وبدئوا الصلاة وما ان انتهوا حتى بدئوا فى تكليل حبهم فى الحلال ٠٠
بينما كان (هارون) فى شقته الخاصة المقابلة لشقة والداته كانت (حكمت) تشعر بخجل كبير وتوتر كبير فمنذ اليوم ستعتمد على نفسها فى كل شئ جلست بأقرب مقعد وهى تتحسس وجهها الذى اصبح كالطماطم هكذا ولكنها وجدت (هارون) خلفها وهو يقول
-تحبى احضرلك العشا
ابتلعت ريقها ثم قالت
-لاه انا اللى هحضره
ابتسم (هارون) ثم قال
-مفيش مانع اساعدك
شعرت (حكمت) بالضيق قليلاً ثم قالت
-مش مضايج منى ٠٠ يعنى هتشتغل بارة البيت وفى البيت معايا ؟
ركع (هارون) امامها وامسك يدها ليقبلها ثم قال
-الاحسن منى ومنك ومن اى حد كان فى خدمة اهل بيته
-عليه افضل الصلاة والسلام ٠٠ ب٠٠ بس مفيش راچل دلوجيتى يعنى ٠٠
وضع يده على فمها وهو يقول
-هششششسشش ٠٠ وبعدين انتى شايفانى زى باقى رجالة اليومين دول ولا ايه ؟ مش المفروض تشوفينى بطريقة تانية
ابتسمت قليلاً وهزت رأسها بالنفى
-انى بحبك جوى جوى
تراخت اعصاب (هارون) ليجلس على الأرضية كأنه قد وقع فأستمعت هى لصوته وخمنت ما حدث فضحكت كثيراً فنظر لها وإلى ضحكتها ثم قال
-ضحكتك تجنن ٠٠ بحب كل حاجة فيكى يا (حكمت)
شعرت هى بالخجل ثم قالت
-طب هجوم احضر الاكل طيب
ابتسم ثم قال بهدوء
-بصى يا ستى هناكل وبعدين نصلى وبعدين نعمل اللى انتى عاوزه
ابتسمت (حكمت) ثم قالت
-طب انا هروح اغير الفستان
فقال (هارون) غير منتبهاً
-تحبى اساعدك طيب
فتصنمت (حكمت) فى مكانها ثم قالت
-لاه بعرف البس لوحديا
ضحك (هارون) كثيرا ثم قال
-فهمتينى غلط ع فكرة مكنش قصدى
-ولا جصدك
ثم قالت له
-ودينى اوضتنا واخرچ انت
-حاضر يا ستى
ثم ذهب بها إلى الغرفة وتركها وحيدة كى تبدل ملابسها وذهب هو ليحضر لهم مائدة الطعام ٠٠
بينما كانت (قوت) فى غرفتها مع والداها تنام على الفراش بجانبها (جواد) وبدئت فى قص عليه حكاية كى ينام بينما والداها يندبان حظهم فلو كانت تزوجت من (سراج) ما كانوا خرجوا من العز ابداً فيبدو من منزل (سراج) انه اصبح فاحش الثراء لم تهتم (قوت) لحديثهم الجانبى ذاك ودعت ربها ان يهديهم ويكفوا عن التفكير فى المال فقط ٠٠
بينما كان (سراج) مع (قمر) فى غرفته التى كانت تشعر بخجل كبير فشعر (سراج) بخجلها ذاك فأبتلعت هى ريقها وودت ان تقول اى شئ كى تقتل ذلك الخجل
-هو (جواد) نام ؟ّ ولا اجيبه ينام معانا
نظر (سراج) أمامه فى نقطة واحدة بالأمام حتى اصبح (أحول) حينما رأته هكذا (قمر) ضحكت كثيراً ولم تستطع ان تكف عن الضحك فقال (سراج)
-بتضحكى ع ايه دلوقتى
-شكلك بيضحكنى لما تحول
-مانتى يا (قمر) بتقولى حاجات متتعقلش
ابتلعت (قمر) ريقها ثم قالت
-انا بحبك اوووى يا (سراج)
اغمض (سراج) عيناه وابتسم فقد استمع إلى كلمة ود ان يسمعها منها منذ فترة طويلة اخذت هى نفس عميق ثم  حركت يدها نحو وجهها كأن يدها مروحة فقد شعرت بأنها ازاحت عن قلبها هماً كبيراً فتح هو عينيه ورأها هكذا فأبتسم عليها فتابعت هى
-احم ٠٠ عارف الحب حقيقى مش بالوقت ولا ليه ظرف ولا مكان معين انت قلت لقلبى يحبك وهو سمع الكلام ده كويس
قطب (سراج) حاجبيه ثم قال
-انا اجبرت قلبك يحبنى ؟!
هزت رآسها بالإيجاب فشعر (سراج) بالضيق ثم قال
-ازاى يعنى ؟ّ٠٠ انتى مش حابة وجودى فى حياتك ؟
ابتسمت هى قليلاً ثم قالت
-هو الآجبار عندك ازاى ؟
-بالعافية يعنى ده معنى الكلمة
-لا ٠٠ حنانك ٠٠ خوفك ٠٠ رجولتك ٠٠ اخلاقك ٠٠ تدينك ٠٠ وسامتك ٠٠ كل دول اجبرونى احبك
شعر (سراج) بالخجل ثم وقف وقال
-احم ٠٠ اه شكلى فهمت غلط
ابتسمت هى عليه ثم قالت
-بتعرف تلعب شطرنج
-ايوة طبعاً
-طب روح جيبها عقبال ما البس
هز رأسه بالإيجاب ثم ذهب ليحضر اللعبة من الأسفل بينما بدلت (قمر) ملابسها وارتدت بيچاما بيضاء حريرية ثم مشطت شعرها الذهبى متوسط الطول امام المرآة نظرت لنفسها فى المرآة فقد وجدت نفسها جميلة بحق شعرت بسعادة كبيرة فهى تجد نفسها جميلة فقط لأن (سراج) اختارها لتكن شريكة حياته طرق (سراج) باب الغرفة فقالت
-ادخل
فتح (سراج) باب الغرفة فوجد (قمر) على هيئتها تلك بشعرها الذهبى ذاك فوقعت اللعبة من يده فضحكت (قمر) عليه ثم قالت
-لمها يالا وجيبها
نظر لها هائماً وهو يقول
-ها !!
-يلا يا (سراج)
هز رأسه بالإيجاب ثم بدء بأخذ اللعبة من على الأرضية ثم اتجه نحو الأريكة ووضع الشطرنج بينهم كى يبدئوا باللعب ولكنه نظر لها وقال
-انتى اعترفتيلى بحبك ٠٠ بس اوعى تفتكرى انك بتحبينى اكتر ٠٠ مش هنكر ان قلبى دق لغيرك
زفرت (قمر) بضيق ملحوظ فأبتسم هو عليها ثم تابع
-بس انتى مختلفة يا (قمر) كل حاجة فيكى مختلفة احساسى بيكى حبى ليكى خوفى عليكى ٠٠ يمكن حبيت قبل منك بس دى اول مرة اعشق
شعرت هى بالخجل ثم قالت
-يلا نلعب ٠٠ وبطل بقى
ضحك هو كثيراً عليها ثم بدئوا باللعب سوياً وكان (سراج) يخسر أمامها فى كل مرة فهو ينظر لها هائماً بها غير مهتم بآمر تلك اللعبة وهى كانت سعيدة لانها تفوقت عليه لثلاث مرات مقابل لا شئ ٠٠
********************
بعد مرور سنة ..
منذ شهر انجب (رأفت)  و (سوسن)  صبي اسميها (زهير)  ..
فى وقت الظهيرة صرخت (حكمت) بعد أن كانت نائمة على الفراش كان وقتها (هارون) بالخارج يقف بالشرفة أستمع إلى صوت صراخها فركض  نحو الغرفة وهو يقول بخوف شديد وجدها تستند بيدها على الفراش وهى تصرخ
-ف٠٠ فى ايه يا حبيبتى ؟
-ب٠٠ بولد انا بووووولد يا (هارون)
أرتبك (هارون) كثيرا ثم قال
-ايه ؟! ٠٠ بتولدى ؟ّانتى متأكدة
صرخت (حكمت) به وهى تقول
-انت هتجعد تحجج ٠٠ اتصل بماما و (سراچ) وودينى المستشفى ٠٠ ااااتحرك
-ط٠٠ طيب
أسرع (هارون) نحو الخارج واتصل بمنزل (سراج) ليخبرها بأن (حكمت) ستلد وانه سيذهب بها إلى مستشفى (٠٠٠٠٠٠) ثم دخل مسرعا الغرفة وجدها تخرج حقيبة من الخزانة بها ملابس جديدة للمولود فألقتها فى وجهه دون أن تقصد وهى تمسك ظهرها بيدها وقالت
-يلا مش جادرة
-ح٠٠ حاضر
ثم اخذها وامسكها لينزلا سوياً ويستقلا سيارته معاً ليذهب بها إلى اقرب مشفى ٠٠
******************
فى منزل (سراج) وجدت (قمر) (سراج) يأخذ (آمنة) وذاهبين نحو الخارج بعد ان استيقظت من نومها فقالت
-انتوا رايحين ع فين كده ؟
قال (سراج) بأرتباك
-هودى ماما تقعد مع (حكمت) شوية
شعرت (قمر) بأرتباكه فقالت
-هى (حكمت) بتولد صح ؟ّ ٠٠ انا هلبس واجى معاكوا
تحدثت (آمنة) قائلة
-يا بتى مينفعش اتى حامل وفى الشهر الآخير كمان بلاش تشوفى واحدة بتولد لاحسن توهمى نفسك بالوچع
-لا يا طنط هاجى معاكوا مينفعش انا هلبس وجاية استنانى يا (سراج)
زفر (سراج) بضيق وقال
-اسمعى الكلام يا (قمر)
ولكن لم تستمع لهم وذهبت لترتدى ملابسها وبعد قليل نزلت معهم واستقلا السيارة سوياً ٠٠
وصلوا للمشفى وسئلوا عن قسم الولادة وجدوا بداخل القسم (هارون) الذى كان يشعر بقلق كبير ووالداته فوقف بجانبه (سراج) و (آمنة) وهما ايضاً يشعرون بالقلق بينما شعرت (قمر) بالرهبة والخوف من المكان لاحظ (سراج) توتر (قمر) وخوفها فأقترب منها ومسك يدها فنظرت له وهى تقضم اظافرها
-انا خايفة
-وايه اللى جابك طيب ؟
-يوووه بقى ٠٠ اسكت خالص
-سكت خاالص
وجدت (قمر) سيدة اخرى حامل تصرخ وستدخل غرفة أخرى فوضعت يدها على وجهها وهى تشعر بالخوف فمسك (سراج) يدها وربت على يدها لكى يطمئنها ٠٠
مر عدة ساعات ومن ثم خرج ممرضة لتخيرهم بأن الطفلة والآم بخير فتوجهت نحو (هارون)
-الحمد لله ٠٠ المدام بأحسن حال ممكن تروح تدخل تطمن عليها وجابت ليك بنوتة زى القمر
شعر (هارون) بفرحة شديدة ثم دخل الجميع ليطمئن على (حكمت) بدى على (حكمت) الأجهاد وبجوارها الطفلة وبعد ان اطمئنوا عليها طبع (هارون) قبلة على رأس زوجته ثم قال
-حمدالله ع السلامة يا حبيبتى
-الله يسلمك ٠٠ هتسميها ايه ؟
ابتسم (هارون) ثم قال
-ايه رأيك فى (أسماء) ؟
-چميل
ابتسم لها (هارون) بينما (قمر) كان نظرها معلق على (حكمت) وهى تشعر بالقلق فقالت (آمنة)
-خد مرتك يا (سراچ) يا ابنى وامشى ٠٠ ملوش لزوم جعدتها دى
فقالت (حكمت)
-انتى ايه اللى چابك من اصله ؟
-م٠٠ مفيش انا كويسة
فمسك (سراج) يد (قمر) وقال
-يلا عشان نمشى يا (قمر)
ثم اقترب من (حكمت) وقبل رأسها ثم قال بصوت خافت
-حقك عليا يا (حكمت) انى همشى بسرعة كده ٠٠ بس عشان (قمر) و ٠٠
قاطعته (حكمت) بتفهم
-لا روح معها انا كويسة متشغلش بالك
ابتسم لها ثم اخذ (قمر) وذهبوا إلى المنزل ٠٠
****************
مر ثلاثة أيام كانت (حكمت) تجلس مع والداتها ووالدة (هارون) فى منزل (سراج) وجاءت (قوت) من اجل زيارة (حكمت)  بعد ان علمت بوالدتها ٠٠
جلس الجميع بالغرفة التى توجد بها (حكمت) فقالت (قوت) وهى تنظر إلى (جواد)
-مش هتيچي تسلم علي النونة الصغيرة يا (چواد)
زم (جواد) شفتاه ثم قال
-لاه ٠٠ مش هسلم عليها ٠٠ عشان انا جلت ل (حكمت) جبل سابج تستنانى لما اكبر واتچوزها
فأمسكه (هارون) من اذنه وقال
-تتجوز مين يا حبيبى ٠٠ ده انا اموتك هنا
نطر (جواد) يد (هارون) بعيداً ثم عقد ذراعيه بتذمر طفولى فضحك الجميع عليه بينما نظر له (هارون) بغيظ شديد ٠٠ دخلت (قمر) على الجميع لتجلس معهم فنظر (جواد) ل (قمر) ثم قال
-انى هستنى لما تولدى واشوف هتچيبى ايه
ضحكت (قمر) بينما قالت (قوت)
-يووه وات هتجعد لحد ماهى تخلف احنا هنعاود الصبح
هز (جواد) رأسه نافيا فقال (سراج)
-خلاص يا بطل هتقعد معانا
-إيوة إكده
فنظرت (قوت) لكلايهما
-كيف يعنى ٠٠ متعشموشي يا (سراچ) انى وراى شغل متلتل
ضحكت (قمر) على (جواد) وهو يغيظ والدته بلسانه ثم صرخت بصوت عالى
-اه٠٠ اهاااااا ٠٠ ا٠٠ انا شكلى بولد
اسرع (سراج) نحوها وقال
-ط٠٠ طب نروح المستشفى يلا
-انا ٠٠ انا مش قاااادرة اتحرك من مكانى ٠٠ جبببلى دكتور بسررررررعة
-ط٠٠ طيب
اسرع (سراج) ليحضر الطبيبة وفى غضون ربع ساعة كانت الطبيبة بالمنزل دخلت الغرفة التى نقلوا بها (قمر) التى كانت تصرخ كثيراً وبعد مضى بعض الوقت سمعوا صوت طفل صغير بالمنزل شعر (سراج) بتسارع فى نبضات قلبه وهو يقف امام غرفة (قمر) حتى خرجت الطبيبة وقالت له
-مبررروك تؤام بنوتة زى القمر وولد جميل
ابتسم (سراج) بسعادة ثم قال
-اقدر ادخل اشوفها
-اه طبعاً
دخل (سراج) وجد (قمر) منهكة بشدة ومن تمسك الطفلة والداته وهى تقول
-ما شاء الله يا ولدى ٠٠ چمال جوى جوى
شعر (سراج)  بسعادة كبيرة ولكنه اقترب من (قمر) وقبل رأسها وهو يقول
-حمدالله ع السلامة يا روحى
-ا٠٠ الله يسلمك
ابتسم لها ثم امسك الطفلة بيد والطفل بيد آخري ونظر لها ثم قربها منها لتراهم هى ايضاً فأبتسمت ثم قالت
-شبهك اوووى يا (سراج)
-اعوذ بالله ٠٠ انتى عاوزة البت تبور  طب الواد يطلع شبهي عادي
-مانت زى القمر
هز (سراج) رأسه بأسى بينما قالت (آمنة) وهى مبتسمة
-انى لسه واجفة
فشعرت (قمر) بالخجل فتابعت (آمنة)
-هروح اجولهم ياچوا يطمنوا عليكى
ذهبت (آمنة) للخارج فقال (سراج)
-هتسميهم ايه ؟
- البنت ع اسم ماما الله يرحمها ٠٠ ايه رآيك ؟
-موافق طبعاً
-والولد يبقى اسمه (منير) عشان هو صفة لاسمي واسمك
ابتسم (سراج) بينما دخل الجميع ليطمئنوا على (قمر) ثم جلسوا معها و (جواد) كان يجلس بجوار الطفلة على الفراش وهو يقول
-دى چميلة جوى جوى
فقالت (حكمت)
-ناويتوا تسموها ايه ؟
اجاب (سراج)
-(كاميليا)
فقال (هارون) بمرح
-بنت الشيخ هتبقى اسمها (كاميليا)
فضحك (سراج) ثم قال
-اخرص يا بجم ده اسم حماتى الله يرحمها
ضرب (هارون) كف يده فى رأسه بينما ضحك الجميع على (هارون) ثم خرجوا بالخارج ليتركوا (قمر) تأخذ قسط من الراحة ولكنها قالت
-(سراج) استنى
خرج الجميع من الغرفة وبقى (سراج) معها وقال
-ريحى نفسك يا (قمر)
-انت مبسوط؟
ابتسم (سراج) قليلاً ثم اقترب منها وقبل يدها قائلاً
-انا مبسوط انك فى حياتي
ابتسمت (قمر) بسعادة ثم قالت
-بحبك اوووى يا (سراج)
امسك هو يدها وقبل يدها ثم قال
-وانا بحبك اكتر بكتير ٠٠

تمت٠٠

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now