الحلقة الرابعة والثلاثون

3.5K 110 12
                                    

الحلقة الرابعة والثلاثون

أستمع (فتحى) إلى صوت فتاة تصرخ فمسك يده المصابة بيده السليمة ثم قام بتحريك قدمه التى سقط عليها ببطئ شديد وهو يتألم حتى وصل إلى منزل تلك الفتاة وجدها تنزف من رأسها وهى ساقطة بالأسفل نظر لأعلى وجد نافذة شرفة مفتوحة فأخرج جهاز اللاسلكى من بنطاله وقال
-عاوز دكتور حاالاً
بينما كان (قاسم) ينظر إلى  السطح الذى يقرب للذى عليه ثم قفز من عليه لكى يذهب إلى مخبئه حتى يهرب من تلك البلدة بعد ان قفز فذهب للسور ليراقب الأجواء حتى خرج (رشدى) من خلف عش للفراخ الذى ما أن سمع اول طلق نارى اطلقه (قاسم) على (فتحى) حتى تتبع الصوت ورأه فوق سطح أحدى المنازل فصعد مسرعاً للسطح المجاور  وبعد أن صعد شاهد كيف اطلق النار على ذراع (فتحى) وسقط لذا قرر مراقبته حتى يظهر له فى الوقت المناسب ٠٠
اشهر (رشدى) سلاحه وقال ل (قاسم)
-اقف عندك يا (قاسم) يا (نجار)
وقف (قاسم) وهو معطياً له ظهره ورفع يده فأقترب منه (رشدى) كى يخرج من جيبه السلاح وما أن وضع يده فى جيب (قاسم) حتى ضربه (قاسم) بكوع يده فى صدره فنطر السلاح بعيداً عنه فحاول (رشدى) امسكه بذراعه ولكن دفعه (قاسم) بعيداً عنه فهم (قاسم) لأخراج سلاحه من جيب بنطاله ولكن قد اتت باقى القوة وقام أحدهم بإطلاق رصاصة على صدره فسقط (قاسم) على الأرضية فزفر (رشدى) بضيق ثم وقف وحاول أن يقترب منه  وجده ينزف من صدره فطلب من الرجال ان ينقلوه إلى عربتهم ويذهبوا به إلى أقرب مشفى وذهب هو للبحث عن (فتحى) ٠٠
بينما خرج (شاهين) من المنزل وهو معه حقيبة تخصه وقرر أن يركض من طريق خلفى حتى لا يراه أحد من الشرطة فركض مسرعاً وهو ينظر خلفه لم ينتبه لشريط القطار الذى سيمر عنده فوضع قدمه بين قضيب القطار ونظر خلفه فحبست أحدى قدماه داخل القضيب مانعة إياه من التحرك استعداد لسير القطار ذ بكل قوة أن يحرك قدمه ويخرجها من داخل القضيب حتى اقترب القطار فصرخ بصوت مرتفع وقام القطار بدهسه تحته ٠٠
اقترب (فتحى) وهو يعرج على قدمه من منزل الفتاة وقام بطرق الباب حتى خرج  والد الفتاة وهو نائم فقال (فتحى) وهو يشر بعيداً
-بنتك دى ؟
إلقى والداها النظر على الفتاة ثم ركض نحوها وهو يمسك بها وقال
-(رجيييية) ٠٠
فتنهد (فتحى) قليلاً ووصل (رشدى) له ووضع يده على كتفه
-ايدك عاملة ايه ؟
شعر (فتحى) بدوار شديد وسقط على الأرضية مغشياً عليه ٠٠
********************
ذهب (قاسم) إلى المشفى وكان الطبيب يحاول إخراج الرصاصة التى كانت بالقرب من قلبه ظلت العملية لمدة عدة ساعات ٠٠
بينما (فتحى) قد اخرج الطبيب الرصاصة من يده وقام بتعقيم الجرح وربط يده جيداً وفحص قدمه اثر سقوطه من أعلى السلم وجد بها ورم والتواء بسيط فقام بدهن قدمه بدهان مخصص للقدم ٠٠
ظلت (رقية) على حالها فاقدة للوعى وقام الطبيب بوقف النزيف من رأسها ثم ربط رأسها بقطعة من القماش ٠٠
نقل (قاسم) إلى غرفة بالعناية المركزة بعد أن أنتهى من العملية وكانت حياته فى وضع حرج بشدة تمنى (رشدى) ان يستفيق فقط لمدة عشر دقائق فقط حتى يعطى لهم أسماء من يشترك معهم وايضاً والده اين يقيم والده الآن فقد ترك القرية منذ يومين ٠٠
ظل (قاسم) طوال الليل يتذكر كيف كانت حياته الماضية فقد عاش حتى عمر الثالثة عشر كأى طفل طبيعى
(حتى فى يوم دخل غرفة والداته وجده يضرب والداته بشدة وينهال عليها بالضرب والسباب فركض (قاسم) نحو والداته وتلقى الضرب بدل عنها حتى رأه (رجب) وقال
-بعد ات يا (جاسم)
-لاه مش هبعد اترك امى لحالها
زفر (رجب) بضيق ثم قال له
-تعالى رايد اتحدث وياك
-انى مش رايد
نظر له (رجب) وقال بحدة
-لو مچيتش تتحدت وياى ٠٠ امك دى مش هتشوفها تانى
زفر (قاسم) بضيق ثم قال
-چاى
خرج (رجب) من الغرفة فملس (قاسم) على وجه والداته وقال
-حاسة بإيه يا أمى
-متسمعشى كلام بوك يا (جاسم) ٠٠ ده ناوى ع الشر ٠٠ انى عشت معاه جد ما عشت ومعرفتوش يا ولدى
قام (قاسم) بإسناد والداته على الفراش وقال
-ارتاحى اتى يا امى ومتجلجيش
ثم ترك والداته ترتاح وذهب (قاسم) خلف والده ودخل المكتب فقال لوالده
-كت بتضرُب  امى ليه ؟!
-انى كت بربيها ٠٠ ولازمن تعرف انيك لو مسمعتش اللى هجولك تعمله امك هتضرب كل يوم إكده
نظر (قاسم) لوالده بذهول)
وقد كانت تلك البداية أو
النهاية له فقد اصبح شخص آخر يفعل كل ما يأمره به والداه اصبح يتلذذ بموت الحيوانات فى البداية فعل ذلك حتى لا تتأذى والداته ولكن بعد عام كان موتها الذى غير حياته بأكملها بعد ذلك اصبح مدمن لأصطياد الطيور ومن بعدهم الأناس اصبح يهوى ذاك فى البداية أذيتهم وبعد ذلك موتهم واصبح يتاجر فيما هو مشروع وفيما ليس هو مشروع ٠٠
تذكر حين ضرب (قوت) وجاء (جواد) كى يدافع عنها رأى نفسه فى (جواد) شعر بأنه يضرب نفسه وهو طفل فهو السبب فى تلك الحالة والجبروت الذى وصل إليه وعندما أفاقته (قوت) وصرخت به كى يمتنع عن ضرب ابنها استفاق وعلم انه يضرب ابنه وليس نفسه لذا ركض من الغرفة حاول أن لا ينجب فلم يكن يريد يأتى لتلك الدنيا (قاسم) آخر لذا كان يضرب (قوت) دوماً وهى حامل حتى لا يأتى ذلك الطفل إلى تلك الحياة البائسة ولكن عندما مرت الآعوام اراد ان يرى ابن له اشتاق لذلك لذا لم يقترب من (قوت) طوال حملها فى (جواد) حتى عندما ولد وأمسكه بين يده شعر براحة وسعادة لم يشعر بها من قبل ولكن شعر بالخوف لذا قرر أنه لن يتعامل مع (جواد) ابداً ويترك (قوت) تربيه صحيح هى لن تربيه بطريقة صحيحة ولكنها على الأقل لن تجعل منه (قاسم) آخر ٠٠
خالات كل تلك الذكريات الأليمة رأسه وغزت أحلامه ٠٠
فى الصباح عندما استفاق (فتحى) أمسك الهاتف وقرر أن يتحدث إلى (سراج) ليخبره بما حدث كما انه علم أن (شاهين) ايضاً قد دهسه القطار فأراد أن يخبره بكل شئ اتاه صوت (سراج)
-السلام عليكم
ابتسم (فتحى) ثم قال
-السلام عليكم يا وش الخير ٠٠ اخيراً اتقبض ع (قاسم)
ظل قلب (سراج) يدق بشدة ثم قال
-بجد
ابتسم (فتحى) ثم قال
-الحمد لله انا عاوزك تيجى المستشفى وياريت تجيب مراته وابنه ٠٠ (قاسم) بين الحياة والموت دلوقتى ياريت بس يعيش لحد ما يعرفنا اسامى الباقيين مكان والده
-ا٠٠ انا جاى حالاً
اغلق (فتحى) الهاتف وقرر أن يطمئن على تلك الفتاة التى رأها بالأمس ٠٠
******************
صعد (سراج) غرفة والداته مسرعاً وفتح الباب فكانت (قمر) معها بدون حجابها فأدار (سراج) رأسه مسرعاً وقال
-انا اسف ٠٠ عموماً انا هسافر دلوقتى يا ماما انا و (قوت) (قاسم) اتقبض عليه وبقى بين الحياة والموت (قوت) وابنه لازم يشوفوه برده
عندما أستمعت (قمر) بأنه سيسافر مع (قوت) شعرت بالنار تلتهم قلبها وقالت دون شعور
-هتسافر معاها لوحدكوا كده !!
هز (سراج) رأسه بأسى ثم قال
-مقدميش حل تانى ٠٠ ممكن ابقى اخد الدادة بتاعتها عشان حتى تاخد بالها منهم
ولم يعطى لهم فرصة للإجابة وخرج خارج الغرفة فقالت (قمر)
-شايفة يا طنط
ابتسمت (آمنة) قليلاً ثم قالت
-متجلجيش يا بتى ٠٠ هيعاود ليكى
وقفت (قمر) وهى تشعر بتوتر كبير ثم قال
-هيعاود ايه بقى ٠٠ ما خلاص خلى ليه الجو مع حبيبة القلب ده حتى مقاليش صباح الخير
ابتسمت (آمنة) قليلاً ثم قالت
-هو دايماً إكده متسربع
زفرت (قمر) بضيق ٠٠
********************
ذهب (فتحى) تجاه غرفة الفتاة التى سقطت من النافذة ليطمئن عليها سمعها تتحدث مع الطبيبة وهى تقول
-انى مش عارفة ايه اللى حُصل ليا ديه !! انى كت بصلى دايماً وعمرى ما كت بقتنع بحديت أى دچال أو غيره بس لاجيت الكل بيجولى انه معمولى عمل كل ما حد ياچى ويشوفنى لاچل ما نتچوز مكنش بيتم ليا چوازة واصل واللى يجولى چنى بيحبك واللى يجولى ملبوسة وممسوسة  يوم ورا يوم يا ضكتورة بسمع انى معمولك عمل لحد ما اتخنجت وتعبت وبجيت اجنع حالى بديه انى مش وحشة لاه انى معمولى عمل بوجف الحال بس الحكاية مسخت جوووى واترفضت ياچى من عشر عريسان بجيت احس براسى بتوچعنى وظهرى وانى مش جادرة اتحرك وكَتير فكرت انى أموت نفسى وارتاح بدل مانى عمالة اكسف نفسى كل شوي إكده مع عريس چديد
أجابت الطبيبة
-بس انتى مش وحشة يا (رقية) ٠٠ ده نصيب مش اكتر
بكت (رقية) بشدة ثم قالت
-بجيت مش بدرى بنفسى ببجى عاوزة اموت نفسى وارتاح من الغلب ديه وبجيت اسمع كلامهم واروح عند اللى ما يتسمى (شاهين) لاچل ما عجدتى تتفك
ابتسمت الطبيبة بهدوء ثم قالت
-اللى كان عندك ده يا (رقية) حالة من الاكتئاب وجع جسمك ومحاولاتك المتكررة للأنتحار ده ماهوش جن ولا ممسوسة ولا ملبوسة وكل ده بالأدوية والعلاج هترجعى لطبيعتك
هزت (رقية) رأسها بالإيجاب بينما فى الخارج شعر (فتحى) بالحزن على حال تلك الفتاة صحيح هو بالكاد يذكر شكلها ولكنها ليست قبيحة هى سمراء قليلاً وهو دوماً يعشق السمروات ابتسم عليها وقرر ان يراها بالغد ٠٠
*******************
وصل (سراج) إلى منزل (قاسم) وطلب من الخادمة بالأسفل أن يقابل (قوت) فنزلت (قوت) على الدرج وهى مرتدية ملابس محتشمة وبحجابها عندما رأها (سراج) هكذا ابتسم قليلاً وشعر بسعادة كبيرة فقالت (قوت) دون أن تنظر له
-خير يا (سراچ)
أبتلع (سراج) ريقه ثم قال
-(ق٠٠ قاسم) اتقبض عليه و ٠٠
نظرت (قوت) له بإهتمام
-كيفه ؟! حصله حاچة ؟
تنهد (سراج) ثم قال
-(قاسم) اضرب عليه نار و لازم تروحى انتى و (جواد) تشوفه
لم تستطع (قوت) الوقوف اكثر فخارت قواها وسقطت على الأرضية أقترب منها (سراج) وهو يقول
-(قوت) انتى كويسة؟
ابتلعت هى ريقها ونزلت الدموع من عيناها كم ودت أن تتخلص منه ولكن ليس بموته خالات كل الذكريات فى رأسها فقد كان (قاسم) محق بكل حديثه معه فهى لم تهتم به كزوجة مطلقاً كانت فقط تهتم بنفسها وما تريد ومع ذلك فقد صبر عليها صحيح دوماً كان يضربها ولكنه لم يخرجها من تلك الحياة المرفهة التى كانت تتمتع بها ابتلعت ريقها وحاولت النهوض بمفردها ثم قالت
-انى هچيب (چواد) واچى
-احم ٠٠ وخلى الدادة بتاعتك عشان الطريق
هزت رأسها بالإيجاب وصعدت لتحضر ابنها ٠٠
أحضرت (قوت) (جواد) واتت معه الخادمة المسنة التى تعمل لديهم وظلت (قوت) ممسكة بيد (جواد) وهم فى السيارة وبدء (سراج) قيادة السيارة ليصل إلى القاهرة والمشفى الذى به (قاسم) ٠٠
بعد عدة ساعات كانوا قد وصلوا المشفى قبل وصولهم بربع ساعة كان قد استفاق (قاسم) ويفحصه الطبيب فقال (رشدى) مستفهماً
-ينفع اكلمه
-لا مينفعش فى خطورة على حياته
فأبتلع (قاسم) ريقه ثم قال
-ل٠٠لاه يا ٠٠ يا ضحكتور ٠٠ بدى اتحدت
-بس ٠٠
فقال (قاسم) بصوت ضعيف
-ل٠٠ لازمن اتحدت ٠٠ دلوجيتى !
نظر له (رشدى) ثم قال
-اللى بيشتغلوا معاك يا (قاسم)
أبتلع (قاسم) ريقه ثم قال
-ا٠٠ انى هجول الل٠٠ اللى كانوا بيشتغلوا ٠٠ معاى هنا ٠٠ م٠٠ مجدرش اجول كنا بنهربها فيين !! ممكن يج٠٠ يجتلوا كل اللى يخصونى ٠٠ ع٠٠ عموماً والدى متچوز فى السن واحدة صغيرة إ٠٠ إكده أسمها (حنان) وشاريلها ٠٠
ابتلع ريقه ثم تابع
-شجة فى (٠٠٠٠٠)  واللى بيهربوا معاي ٠٠ (ش٠٠ شفيج الچزار) و٠٠ و (مسعد الهلباوى) و (م٠٠ منتصر الخياط) ٠٠ ك٠٠ كنا بنتعامل مع ٠٠ خوا٠٠ خواچات مجد٠٠ مجدرش اجول اسمايهم وم٠٠ ومعتجدش ان٠٠ انهم بيجولوا اسمايهم الحجيجية هما كانوا ٠٠ بيتولوا ازاى ٠٠ يخرچوا الاثار ٠٠ بارات البلد وانى اللى جتلت ناس كَتير اى حد ٠٠ كان بيعرف اننا بنحفر للأثار كان ٠٠ كان مصيره الموت و (شاهين) وعيلة ٠٠ (شاهين) كلتهم ك٠٠ كانوا بيجنعوهم بوچود النداهة ٠٠ و انى ٠٠ انى اللى جتلت اللى اتجدم ل (جمر) بعد ما جولتله يتجدم ليها واديته فلوس ع إكده و .. بعدين جتلته  و ٠٠ و٠٠ واجنعتها بأنها معمولها عمل بأن كل حد تتچوزه يموت ولاچل ما يتفك العمل ديه تتچوزنى
هز (رشدى) رأسه بالإيجاب فى تلك الأثناء كانت (قوت) بالخارج تحاول أن تدخل ولكن منعها ذاك العسكرى من الدخول عندما خرج الضابط نظرت (قوت) ل (سراج)
-خليه يدخلنى چو
نظر (رشدى) لهم بعدم فهم فقال (سراج)
-مراته وابنه
فهز الضابط رأسه بالإيجاب فدخلت (قوت) بالداخل عندما رأها (قاسم) قال وهو مبتسم
-چيت٠٠ چيتى لاچل ما ٠٠ تشوفينى وانا بموت
-متجولش إكده يا (جاسم) هتعيش بأذن الله وتتغير
أبتسم (قاسم) بمرارة ثم قال
-اللى زيى مبيتغيارش ٠٠ ج٠٠ جربى (قربى) يا (جوت) منى
أقتربت (قوت) منه فأمسك يدها ثم قال
-خ٠٠ خابرة ٠٠ ا٠٠ انى عمر ما حرمة جلبى دج ليها غيرك اتى
ابتلعت (قوت) ريقها وهى تبكى وهزت رأسها بالإيجاب وقالت
-خ٠٠خابرة
-ك٠٠ كان نفسى تحبينى و٠٠ ولو شوى صغيرين ب٠٠ بس انى مش عاوزك تزعلى منى سامحينى يا (جوت) ٠٠ اللى ٠٠ اللى اتى متعرفهوش انك شبهها ٠٠ شبه امى الله يرحمها مش فى الشكل ٠٠ لاه شبهها فى طريجة الكلام واللبس يمكن عشان إكده ٠٠ كت عاوزك ليا انى وبس
أمسكت (قوت) يد (قاسم) وقالت وهى تبكى
-سامحنى ات كمان
هز رأسه بالإيجاب وهو مبتسم ثم حول نظره إلى (جواد) وقال
-ج٠٠ جرب يا (چواد)
أقترب منه (جواد) وهو يشعر بالخوف منه فمسك (قاسم) يد (جواد) وقبل يده ثم نظر إلى (قوت)
-رايدك تربيه زين ٠٠ طلعيه احسن منى ومنك يا (جوت)
هزت (قوت) رأسها بالإيجاب بينما نظر (قاسم) إلى (جواد)
-حط حديتى ده زين ف٠٠ فى دماغك يا ولدى ٠٠ اوعاك تبجى زيى تحت ٠٠ أى ظرف كان
هز الطفل رأسه بالإيجاب وهو لا يفهم شئ بينما قال (قوت)
-ريح نفسك ات بس
ولكنها وجدته فجاءة قد ارتخى جسده واغمض عيناه وفارق الحياة فظلت (قوت) تنظر له بذهول وامسكت يده وتركتها لتجدها نزلت مرة اخرى على الفراش فصرخت فدخل (سراج) للداخل وجده قد فارق الحياة فنظر له وهو يشعر بالحزن على حاله فقد اعطانا الله عقل كى نفكر ونتدبر قبل ان نخطو أى خطوة لما لا يستخدم الجميع ذاك العقل لما يغضبون الله بأفعالهم فأن رضا الله ليس شئ صعب ولو كان صعباً فى مكافحة وجهاد النفس كى لا نفعل الخطأ فذلك سبب وجودنا فى الحياة لقد خلقنا كى نعبد الله كى ننچو بأنفسنا فأن الله لا يحتاج منا شئ بل نحن الذى فى امس الحاجة إليه صحيح أن إجتناب المعاصى ليس بالشئ السهل فالنفس آمرة بالسوء ولكن رضا الله يستحق منا المجاهدة ٠٠
اقترب (سراج) من (قوت) وحمل (جواد) الصغير الذى كان يبكى بين احضانه وقال
-يلا يا (قوت) من هنا ٠٠
-ب٠٠ بس
-متقلقيش هقوم بكل اللازم
هزت رأسها بالإيجاب فأخرجهم من الغرفة وارتمت (قوت) فى احضان الخادمة المسنة بينما اخبر (سراج) (رشدى) بموت (قاسم) وبأنه سيوصل ابنة خالته و ابنها للمنزل وبالفعل اخذهم (سراج) إلى منزلهم واخبرهم بأنه فى الصباح سيمر عليهم ليأخذهم ليعودوا إلى البلدة مرة آخرى وبأنه سيبيت مع صديقه (هارون) تلك الليلة وطلب من المربية الاعتناء جيداً ب (قوت) و (جواد) ٠٠
عاد (سراج) إلى المشفى وكان يدلى بأقواله وكل ما يعرفه بينما ذهب (رشدى) لمنزل والد (قاسم) وقبض عليه وذهب للأخرين ايضاً وتم القبض على الجميع ٠٠
فى المساء عاد (سراج) إلى منزل (هارون) وهم متعب للغاية عندما رأه (هارون) قال
-انت !! انت ايه جابك
-دخلتى الاول انا واقع من الجوع وجعان نوم
أفسح (هارون) له الطريق فدخل (هارون) لوالداته وطلب منها ان تعد الطعام ل (سراج) التى رحبت بذلك ثم عاد له فقص عليه (سراج) ما حدث له طوال اليوم
-يعنى (مسعد الهلباوى) اللى اخر مرة اشوف (قوت) عنده طلع كان شريك (قاسم)
-اللى انت اترفعت عنه فى قضية قتل وكسبتها
-ربنا يسامحنى انا الادلة وكل حاجة عندى كانت بتقول انه برئ ٠٠ عمومً فلوس القضية دى فلوس حرام وانا هتخلص منها
ابتسم (هارون) قليلاً ثم قال
-وانا هديك نصيبى انا كمان تتخلصلى منه
ضحك (سراج) ثم قال
-الاكل طيب بقولك ميت
-طيب طيب يا ساااااتر ٠٠
******************
بينما كانت (قمر) ذاهبة اتية فى الغرفة وهى تشعر بتوتر كبير ورأسها يجول بها كل التخيلات هل يبيت مع (قوت) بنفس المنزل هل حن لحبه القديم فقد اصبحت الآن (قوت) بمفردها كيف يهون عنها هل اقنعته (قوت) بالرجوع إليها أمسكت رأسها من كثرة الأفكار التى تتوغل رأسها ثم اندفعت نحو غرفة (حكمت) وأمسكت يدها وقالت
-اتصلى ب (هارون) حالاً
انتفضت (حكمت) رعباً ثم قالت
-حصل ايه ؟
-بقولك اتصلى بيه حالاً هتجنن عاوزة اعرف اخوكى بات فين ومع مين و (قوت) فين
ابتسمت (حكمت) فقالت (قمر) بضيق
-قومى اتصلى انتى لسه هتضحكى
-طيب طيب يااا ساتر
نزلا سوياً بالطابق السفلى وقامت (حكمت) بالأتصال ب (هارون) التى عندما سمعت صوت (هارون) يقول
-الو
فأجابت
-اتوحشتنى جوى جوى
ابتسم (هارون) ثم قال
-وانتى اكتر يا حياتى
فتحدث (سراج) بصوت مرتفع وهو يتناول الطعام
-نهارك اسود حياتك مين دى هقول ل (حكمت)
ضحك (هارون) و (حكمت) سوياً فقالت
-هو (سراچ) وياك
-ايوة يا ستى
فنظر (هارون) إلى (سراج) وقال
-دى حبيبة قلبى (حكمت)
وضع (سراج) يده على قلبه بطريق تمثيلية وقال
-قلبى !! وهى اللى بتتصل بيك من نفسها تربيتى فيها ضاااعت
-انا جوزها يا عم
-صحيح نسيت
ضحكت (حكمت) فقامت (قمر) بنزغ (حكمت) وقالت
-قوليله (سراج) فين ؟
فتأوت (حكمت) و قالت
-اهااا
فقال (هارون)
-انتى كويسة يا (حكمت) بتصرخى ليه ؟
-ها!! مفيش ابداً يظهر ناموسة جرصتنى بس ٠٠ المهم هو (سراچ) فين و (جوت)
-(قوت) وابنها بايتين فى بيتكوا و (سراج) هيبات معايا
هزت رأسها بتفهم وقالت كى تجعل (قمر) تستريح
-يعنى (سراچ) هيبات معاك و (جوت) وابنها عندينا
-ايوة يا حبيبتى
ابتسمت (قمر) وشعرت بسعادة فقالت
-تصبحى ع خير بقى (حكمت)
فقالت (حكمت) وهى تهز رأسها بأسى
-وانتى من اهله
غادرت (قمر) الغرفة التى بها (حكمت) فقال (هارون)
-هى (قمر) كانت عاوزة تطمن ولا ايه ؟
ما ان استمع (سراج) لأسم (قمر) حتى اختطف الهاتف من (هارون) وقال
-(قمر) مالها ؟
ضحكت (حكمت) ثم قالت
-هتچنن وتعرف ات و (جوت) بتعملوا ايه لوحديتكوا
-انا مش مع (قوت) قوليلها
-جولتلها متخافش
فأبتسم (سراج) وقال
-ماشى يا (حكمت) ٠٠ يلا اقفلى بقى سلام
زمت (حكمت) شفتاها بضيق لانها لن تتحدث مع (هارون) وقالت
-سلام
وما أن اغلقت حتى قالت
-ايه الظلم ده
على الجهة الاخرى قال (هارون)
-ايه الظلم ده ٠٠ عاوز اكلم مراتى
-يلا عشان ننام ٠٠ عشان هنرجع البلد الصبح وهاخدك معايا بأذن الله وتشوفها فنام من سكات
فأغمض (هارون) عيناه وسار وهو مغمض العينان
-انا نمت اصلاً يا چنرال
ضحك (سراج) كثيراً ثم قال
-مجنون

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now