الحلقة السابعة والعشرون

3.2K 113 2
                                    

الحلقة السابعة والعشرون

توقفت (سوسن) عن السير وزمت شفتاها بضيق شديد ولكنها انتظرت حتى تنتهى (دلال) من رقصتها مع ذلك المخادع شعرت بشعور لم تختبره من قبل لا تعرف ماهو ولكنها تعرف شئ واحد فقط انها تشعر بالغيظ فمنذ متى وهو يعرف (دلال) وكيف عرفته (دلال) أخذت نفس عميق وما أن انتهوا من الرقصة حتى أقتربت من (دلال) وقالت وهى تحاول جاهدة رسم أبتسامة دبلوماسية على شفتاها
-كل سنة وانتى طيبة يا (دلال)
أستمع (رأفت) إلى صوتها فهو يميز صوتها جيداً فرفع رأسه ونظر كلاً منهما إلى بعضهم البعض ولكن
اكتفت (سوسن) بنظرة ازدراء واحدة وحولت نظرها تجاه (دلال) بينما هو شعر بالخجل من نفسه فدوماً تراه فى مواقف لا يريدها ان تراه بها ادار وجهه فأجابت (دلال) عليها
-وانتى طيبة يا حبيبتى
ثم نظرت تجاه (رأفت) وقالت
-اعرفك محاسب الشركة بتاعت بابى
-اممم محاسب بابى
فتابعت (دلال) قائلة
-ودى (سوسن) صحبتى من ايام المدرسة
تردد (رأفت) قائلاً
-ا٠٠ اهلاً انسة (سوسن)
أجابت (سوسن) ببرود
-اهلاً ٠٠ عن اذنك يا (دلال) مضطرة امشى اخويا واقف هناك ويوصلنى
-ليه كده يا سوسو اقعدى شوية
-معلش بس هو قالى هوصلك ع طول ومش عاوزنى اتأخر ٠٠ مع السلامة
حركت (دلال) كتفاها بإندهاش على اسلوبها ذاك بينما ظل (رأفت) يتابعها بعينه وهو يشعر بالضيق
من نفسه وعندما اقتربت (سوسن) من (هارون) قالت
-يلا عشان نمشى
-هو اللى واقف هناك ده (رأفت) ولا انا بيتهيئلى
زفرت (سوسن) بغضب شديد ثم قالت
-بلا (رأفت) بلا زفت انا عاوزة اروح
أتسعت أعين (هارون) وشعر بالغرابة ولكنه هز رأسه بالإيجاب وقال
-ماشى يلا عشان اروحك
****************
طرق (سراج) غرفة (حكمت) التى كانت تقرأ كتاب فى غرفتها وعندما سمعت صوت طرق (سراج) المميز قالت
-ادخل يا (سراچ)
فتح (سراج) الباب ودلف للداخل ثم ابتسم وهو يقول
-للدرجة خبطتى مميزة
-چداً
أبتسم ثم اقترب منها وجلس على الفراش وهو يضع علبه الشيكولا الخاصة ب (هارون) على قدمها ثم قال
-المجنون بعتلك الشيكولاتة دى
تحدثت (حكمت) بسعادة
-(هارون)
فتحدث (سراج) مقلداً إياها
-اه (هارون)
ابتسمت (حكمت) ثم قالت
-بتتمئلت عليا يا (سراچ) !!
-وانا اقدر ٠٠ انتى متعرفيش انتى مهمة عندى ازاى وانى اسيبك تتجوزى دى وتعيشى بعيد عنا صعب عليا اووووى ٠٠ انتى مش مجرد اخت وبس انتى بنتى كمان
-ده هما 4، سنين يا (سراچ) جوام خلت نفسك ابويا انت لساتك صغير 27 سنة ونص مش كتير
-ادعيلى يا (حكمت) اليومين دول عشان حاسس انى محتار جداً
-محتار !! محتار فى إيه ؟
-فى قلبى ٠٠ متشغليش بالك انتى بس يلا كملى قرايا وكلى شيكولاتة جوزك وبعدين بقى عاوزينكوا تتجوزوا وتقعدوا فى بيت واحد بقى
شعرت (حكمت) بكثير من الخجل فوضعت الكتاب على وجهها فضحك (سراج) ثم قال
-هروح اتكلم مع ماما شوية وإن شاء الله نحدد فرحكوا فى اقرب وقت
-بس بجى يا (سراچ)
ابتسم (سراج) ثم قال
-تصبحى على خير يا حبيبتى
ظلت (حكمت) مختبئة فى كتابها وقالت
-وانت من اهله
خرج (سراج) من غرفتها ثم اتجه نحو غرفة والداته طرق الباب مرة واحدة ثم فتح الباب مسرعة جون ان يستمع لأذن والداته فقد كان يريد ان يتحدث معها ولكنه تفاجئ بوجود (قمر) معها لا ترتدى غطاء شعرها فأبتلع ريقه وقال
-اسف
بينما توترت (قمر) بشدة ثم أخذت حجابها مسرعة ووضعته عليها فأبتسمت (آمنة) على أثنتيهم فوقفت (قمر) وقالت
-ط.٠٠ طب هروح انا اوضتى يا طنط
-لاه استنى يا بتى ٠٠ انا عاوزكى تجعدى معانا
-م٠٠ ماهو اصل ٠٠
قاطعتها (آمنة) بحدة
-جلت لاه ٠٠ اجعدى
استسلمت (قمر) ل (آمنة) وجلست بينما جلس (سراج) بجوار والداته
-هنجوزهم امتى بقى يا امى ؟
-مين دول يا ولدى ؟
-(حكمت) و (هارون) ؟
ابتسمت والداته وقالت
-ده يوم المنى يا ولدى
-انا شايف انهم خدوا ع بعض وفهموا بعض كتير ومفيش اى داعى للمماطلة
ابتسمت والداته ثم قالت
-اللى تشوفه يا ولدى خليه يچهز فى شجته (شقته) ويتچوزوا
-تمام يا أمى
أبتسمت والداته ثم قالت
-ياما نفسى انت كمان تتچوز يا ولدى
ابتلع (سراج) ريقه ثم قال
-إن شاء الله يا أمى
ثم اختلس النظر إلى (قمر) وقال
-انتى نزلتى النهاردة ؟
-اه
انتبه (سراج) لها جيداً ثم قال
-وقابلتى (قاسم) ؟
-لا مقبلتوش ٠٠ شكله صرف نظر
قال (سراج) بصوت خافت
-ياارب
سمعته والداته وشعرت بسعادة كبيرة لأنها تشعر بأنه يهتم كثيراً لأمر (قمر) فتابعت (قمر)
-عموماً هنزل تانى بكرة يمكن اقابله صدفة او حاجة
زفر (سراج) بضجر ثم قال
-طيب
ثم نظر لها بطرف عيناه وقال
-مبقتيش تقرى من كتبى ليه ؟
زمت (قمر) شفتاها بتذمر طفولى وقالت
-عشان انت بتتعصب عليا كتيير
-بس انا قولتلك ان مكتبتى هى مكتبتك وتقدرى تاخدى اللى انتى عاوزه
-ع فكرة مقولتش
تنحنح (سراج) قائلاً
-طب ادينى قلت
-وانا تقبلت
ابتسم (سراج) على طفولتها فتحدثت (آمنة) قائلة
-تعرفى يا بتى نفسى تفضلى چنبا إكده ع طول
ضحكت (قمر) ضحكة رقيقة جعلت قلب (سراج) عدد دقاته تزداد ثم قالت
-هتزهقى يا طنط
-ابداً يا بتى اتى متعرفيش بحبك جد ايه
ابتسمت (قمر) قليلاً ثم قالت
-طب هروح انا هاخد كتاب قبل ما ابن حضرتك يغير رأيه او ممكن انت تنقيلى كتاب ع زوقك
ابتسم (سراج) ثم قال
-اه طبعاً ٠٠ خليكى هنا وهروح اجيب الكتاب واجى
هزت رأسها بالإيجاب وذهب نحو غرفته ليحضر لها كتاب ما من مكتبته الخاصة فى طريق العودة وجد (قوت) أمامه اصطنع انه لا يراها وحاول المرور بجانبها فأسرعت هى لتسد عليه طريقه ثم قالت
-مش رايد تكلمنى كل ديه ٠٠ من الصبح مشوفتكش واصل
زم (سراج) شفتاه ثم قال
-انتى مش ملاحظة انتى قلتى ايه ولا كلامك ليا كان معناه ايه انتى مش هتتغيرى يا (قوت) انتى مفيش فايدة فيكى
-ماهو انت مبقتش تحبنى زى الأول
زفر (سراج) بضيق شديد ثم قال
-ايه !! مبقتش احبك !! انتى بتشوفى الدنيا ازاى اصلاً ٠٠ مخك فين يا (قوت) مش بتستخدميه ليه !! هو مين السبب فى اللى احنا فيه دلوقتى مين اللى بعد بالسنين مين اللى رمى حبى مين اللى داس ع قلبى مين اللى صدق اوهام من واحدة خرفانة هو لو كنا اتجوزنا مكنش كل ده حصل من اصله ٠٠ انتى اختارتى طريقك وحياتك ورجعتيلى بس عشان عاوزة منى خدمة وانى اطلقك منه
-لاه ٠٠ لاه يا سى (سراچ) بچد
ابتسم (سراج) بسخرية ثم قال
-لو الحب كلمة ٠٠ كان زمان اى حد حس بالسعادة اول ما تتقاله
-ات مهتم بيها مش إكده ؟
زفر (سراج) بضيق ثم قال بهدوء
-القضية مش انا مهتم بمين ٠٠ المشكلة اللى بجد بينا يا (قوت) انا ماشى فى طريق وانتى فى طريق تانى
-هسيب طريجى واچى وياك بس متسبنيش
أغمض (سراج) عيناه ثم قال
-لما اشوف يا (قوت) ٠٠ عن اذنك
ثم تركها واتجه نحو غرفة فظلت هى تنظر تجاهه والداته ثم أعطى الكتاب إلى (قمر) وهو مبتسم ثم قال
-اتفضلى يا (قمر)
مدت (قمر) يدها ثم آخذت الكتاب وقالت
-شكراً اوووى بجد
ثم تابعت
-تصبحوا ع خير
ثم خرجت من غرفة والداته فتابعهت هو بعينه فأبتسمت (آمنة) على أهتمامه ب (قمر) ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى خرجت (قمر) إلى الخارج لتستمتع بالطبيعة لعلها تلتقى ب (قاسم) شاهدت الحقول الخضراء وهى مبتسمة ثم توقفت عند بحيرة بالجوار وظلت تنظر لها حتى رفعت عينيها فجاءة لتجد أعين تراقبها أعين هائمة بها شعرت بالخجل كثيراً فقد كان (ياسين) لم يستطع أن يأتى ويقف أمامها حتى لا يسبب لها مشكلة آخرى كما أنها تذكرت حديث (سراج) وشعرت بالخجل من نفسها فنظرت لأسفل ولكن (ياسين) لم يستطع ان ينظر لأسفل فقد كان كل ما بها يسحره حتى وجد (قاسم) بحصانه يقف خلفها فقطب جبينه بينما أستمعت (قمر) لصوت خطوات الحصان الذى خلفها فألتفت له وما أن رأته حتى أبتلعت ريقها وشعرت بتوتر بالغ هبط (قاسم) من أعلى الحصان وهو ينظر لها
-فكرتى ولا لسه ؟ّ
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب ونظرت بطرف عينيها تجاه (ياسين) ولكنها لم تجده أغمضت عيناها براحة قليلة وما أن فتحتها حتى وجدت (ياسين) يضع يده على كتف (قاسم) وقال
-انت موجفها ليه إكده
إلتف له (قاسم) وهو يزيل يده بهدوء وقال
-وات إيه خصك اوجفها ولا لاه
-هى غريبة عن اهنيه و ٠٠
قاطعته (قمر) مسرعة فلم تكن تريد من (قاسم) ان يعلم اهتمام (ياسين) بها هو الآخر حتى لا تعرض حياته للخطر
-انا متشكرة جداً وعارفة ان (سراج) قالك تاخد بالك منى بس (قاسم) خ٠٠ خطيبى و ٠٠
صمتت حينما رمقها تلك النظرة التى لم تعرف ان تحدد معناها احزن ام ازدراء ام شفقة بينما شعر (قاسم) بالفخر وابتسم قليلاً فلم يتحدث (ياسين) اكثر من ذلك تركهم وذهب بعيدا فعضت (قمر) شفتاها بحزن فهى لا تريد من (ياسين) ان يحزن بسببها عندما ترى وجهه غاضب او حزين لا تتخيل سوا (أنور) بينما كان (قاسم) يتفرس (قمر) بعينيه بوقاحة ووضع يده أسفل ذقنه لكى يحول نظرها له فضربته (قمر) بخفة على يده وقالت
-لو سمحت من غير لمس
ابتسم (قاسم) ثم قال
-وماله نصبر من هنا لبكرة مش بعيد
اتسعت اعين (قمر) ثم قالت بذهول
-بكرة !! لا استنى واضح انك فهمت غلط ٠٠ انا موافقة عليك بصحيح بس ياريت تحترم مشاعرى ابويا لسه ميت ده ع الاقل بعد سنة
اتسعت اعين (قاسم) بغضب شديد فأبتلعت (قمر) ريقها بخوف ثم قالت
-ب ٠٠ بس احنا مش هنقعد ده كله يعنى لو تصبر عليا 6 شهور اكون شاكرة ليك لانى مش مستعدة نفسياً للجواز
ضم (قاسم) قبضة يده ثم قال
-ماشى ٠٠
ثم اضاف بحدة صارمة
- بس هما 4 شهور بس
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ز٠٠ زى ما تحب
ابتسم (قاسم) ثم قال
-إيوة كده خليكى مطيعة وجطة مغمضة عشان احبك اكتر واكتر
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ممكن اروح بقى
-ممكن
فذهبت هى فى طريقها وهى تشعر بخوف شديد منها وظلت تؤنب نفسها منذ متى وهى تخضع هكذا هى عنيدة شخصيتها قوية كيف بنظرة منه تشعر بذلك الخوف ام انها قد تناست كيف تتعامل مع الرجال السيئين منذ ان جاءت إلى منزل (سراج) اخذت نفس عميق وصممت كى لا تخطئ مثل ذلك الخطأ مرة اخرى فلا شئ يخيفها من ذلك ال (قاسم) ٠٠
*******************
فى المساء جلس (سراج) فى غرفته وهو يقرأ من كتاب ما ولكنه ظل مشغول البال هل تحدثت (قمر) اليوم مع (قاسم) وان حدثته ماذا قال لها !! وكيف عاملها وما الذى حدث بينهم والحوار الذى دار بين اثنتيهم اغلق الكتاب الذى كان يقرأ فيه ثم وضعه على الفراش ومرر اصابع يده فى خصلات شعره البنية نهض عن الفراش وظل يجوب الغرفة ذاهباً وإياباً ولكن لن يذهب إليها بالتأكيد سيسألها مباشرة فى الصباح ٠٠
كانت (قوت) فى غرفتها شعرت بالضيق والغضب من نفسها وتفكر فى طريقة تجعله غير منتبه إلا لها هى فقط فى تلك الأثناء كان يوجد شخص فى الأسفل تسلق عمود بالقرب من غرفة (قوت) وعندما وصل للشرفة الخاصة بها انتقل بيده على سور الشرفة ومنها قفز بالداخل وجد (قوت) بالداخل بمفردها فأبتسم قليلاً ولحسن حظه كانت زجاج الشرفة مفتوحة فأستطاع ان يدخل للداخل واخرج من جيبه منديل به مخدر و (قوت) مستغرقة فى افكارها فوقف هو خلفها ووضع المنديل على فمها حاولت هى التملص ولكن ما لبثت ان خارت قواها بسبب المخدر فأبتسم ذلك الرجل ثم حملها على كتفه ونزل بها للأسفل دون ان يراه اى احد واتجه نحو منزل (قاسم) وصل إلى هناك ووضعها على مقعد فأتى (قاسم) من خلفه وهو يبتسم بشر ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now