الحلقة الثانية

6.5K 152 2
                                    

الحلقة الثانية

نظرت (آمنة) إلى أبنتها ثم قالت
-مالك يا بتى ؟!
-مش شايفة حاچة مش شايفة حاچة واصل
أمسكتها (آمنة) وظلت تصب الكثير من الماء على وجهها ولكن دون جدي مازالت (حكمت) تقول
-مفيش حاچة شايفها خااالص
جلست (آمنة) على الأرضية وهى تبكى بشدة وأخذت صغيرتها فى حضنها وما أن عاد (رفعت) إلى المنزل هو و (سراج) ووجد زوجته وهى تبكى محتضنة (حكمت) فهرول إليهم قائلاً
-حُصل إيه ؟! بتعيطى ليه إكده ؟!
مسحت (آمنة) دموعها ثم قالت
-(حكمت) بتجول أنها مفيش حاچة شايفها واصل
نظر كلاً من (رفعت) و (سراج) إلى الصغيرة وقالوا معاً
-إيه !!
فقال (رفعت) بغضب
-حُصل كيف ده انطجى !!
شعرت (آمنة) بالخوف ثم قالت
-ما٠٠ ماهو أصله يا سى (رفعت) ٠٠
لم تستطع أن تقول له ما حدث حتى قال هو بغضب
-بجولك انطجى
-ا٠٠ اصل من يَمين (يومين) لما كت عند خيتى (حكمت) مرضت وعينيها التنين بجوا يوچعوها جوى جوى و (نعمة) جالتلى نودوها عند الحلاج مؤجتاً لحد ما تتدلى مصر وانا ٠٠
صمتت (آمنة) ونظرت للأسفل ولم تستطع أن تكمل فشعر (رفعت) بالضيق لأنه قد فهم ما حدث وقال بغضب
-مبتسمعيش حديتى ليه يا (آمنة)
-ك٠٠ كت خايفة عليها وجلت حاچة تريحها مؤجتاً بتصعب عليا وهى بتتوچع منيهم
فنظر (رفعت) إلى (سراج) وقال
-روح غير خلاجتك دى ٠٠ هننزلوا مصر دلوجيتى بمشيئة الله لاچل ما يشوفها أى ضكتور هناك
هز (سراج) رأسه بالإيجاب بينما ذهب (رفعت) لغرفته وهو غاضب وظلت (آمنة) تبكى بشدة وهى تحتضن صغيرتها ٠٠
******************
ما أن وصلوا إلى القاهرة حتى ذهبوا إلى شقيق (رفعت) الذى رحب بهم ترحاباً شديداً وشعر بالحزن لما حدث ل (حكمت) وقرروا فى الصباح أن يذهبوا لأى مشفى كى يروا ما بها ٠٠
وفى الصباح ذهب (رفعت) مع (حكمت) إلى المشفى وترك (سراج) وزوجته مع شقيقه وزوجة شقيقه ٠٠
فى المشفى فحص الطبيب (حكمت) كثيراً ولكن دون جدوى فنظر ل (رفعت) قائلاً
-معاك القطرة اللى اتحطت فى عيناها
أخرج (رفعت) علبة القطارة من جيب بنطاله ثم قال
-اه معاي
أعطاها للطبيب فأخبره الطبيب
-لازم البنت تقعد فى المستشفى 3 أيام ع الأقل عشان نفحصها كويس
شعر (رفعت) بالألم والضيق وأخبر الطبيب بأنه سيأتى بملابس لها ولوالداتها كى تعتنى بها ٠٠
عاد (رفعت) مرة آخرى إلى المنزل وتوجه للشقة الخاصة به وما أن رآته (آمنة) حتى ركضت نحوه وقالت
-كيفها بتى يا سى (رفعت) ؟!
وضع (رفعت) يده على رأسه بحزن ثم قال
-خد يا (سراچ) يا ولدى خيتك چو
هز (سراج) رأسه بالإيجاب ودخل بالداخل مع (حكمت) فنظر (رفعت) إلى (آمنة) وقال
-البنت هتجعد فى المستشفى لاچل ما يفحصوا عينها كويس
شعرت (آمنة) بالحزن ثم قالت بأسى
-انى السبب ٠٠ انى مش مسامحة نفسى واصل
شعر (رفعت) بالأسى على حال (آمنة) فأمسك يدها وضمها إلى صدره ثم قال
-خلاص عااد يا (آمنة) ٠٠ كل شئ مكتوب ٠٠ احمدى ربك ع المكتوب
بكت (آمنة) على صدر (رفعت) فظل هو يهون عنها ما حدث ٠٠
*****************
مر ثلاثة أيام وبعد أن فحص  الطبيب (حكمت) ذهب ليتحدث مع والديها ما أن رآه (رفعت) حتى أسرع نحوه وقال
-طمنى يا ضكتور ؟
شعر الطبيب بالحزن على حال تلك الطفلة ثم قال
-للأسف مفيش فايدة  ٠٠ مفيش أى علاج ينفع ليها
ما أن سمع (رفعت) ذلك حتى شعر بحزن شديد ولكنه قال
-الحمد لله ٠٠
ثم أتجه نحو الداخل وأخبر (آمنة) بذلك وما أن علمت حتى أصابتها نوبة من البكاء ولكن ظل (رفعت) يهون عليها وقررا العودة إلى قريتهم وتركا (سراج) مع عمه لكى يبتدى عام دراسى جديد ٠٠
بينما حالة (حكمت) كانت تسوء يوم بعد يوم فلم تعد تلعب وتمرح مع صديقاتها مثل السابق فقد شعرت أنها اقل من قرينتها لأنها هى دوماً تحتاج مساعدة والداتها حتى فى أبسط الأمور ٠٠
*****************
بعد مرور ست سنوات ٠٠
بلغت (قوت) فى ذلك الوقت أربعة عشر عام وقفت أمام المرآة وهى تمشط شعرها ثم أرتدت جلباب نسائى ملون لتبدو جميلة ثم خرجت وأتجهت نحو والداتها
-أمى ٠٠ انا هروح اساعد الخالة (آمنة) تكون محتاچة حاچة اكِده ولا اكِده انتى خابرة انى سى (سراچ) معاود اليوم خلص امتحانته امبارح
آبتسمت (نعمة) ثم قالت
-ماشى يا بتى ٠٠
اتجهت (قوت) إلى منزل خالتها وقامت (سعاد) ابنة عمها بتوصيلها إلى منزل خالتها لاحظت (قوت) من الخارج ذلك القصر الفخم فى بلدتها الصغيرة كانت تتعجب دوماً من وجوده وقفت أمام المنزل فقالت (سعاد) بعد أن شاهدت (قوت) تتأمل جمال ذلك القصر
-مشى جدامى يا (جوت) انا مش ناجصاكى وناجصة خبلك ده
أبتسمت (قوت) ثم قال
-چميل جووووى ٠٠ نفسى اتفرچ عليه من چو
شهقت (سعاد) وهى لا تصدق
-اتچنتى يا (جوت) ؟! تدخلى وين
مسكت (قوت) يد (سعاد) وسحبتها نحو الداخل وهى تقول
-تعالى نخش چو نشوف شكله إيه ٠٠ فرصة الغفير مش واجف اهنييه
-اتچنتى يا (جوت)
لم تعطيها (قوت) فرصة وقامت بسحبها نحو الداخل وما أن رأت حديقة القصر حتى ظلا الفتاتان منبهرتان لما يروه فلم يسبق لهم وأن رأوا حديقة بذلك الجمال ظل يتجولان بالداخل وهما لا يصدقان ما يروه فالطبيعة الخضراء الموجودة فى الحديقة ساحرة حتى وجدت (قوت) شجرة تطرح برتقال أبتسمت وحاولت أن تلتقط واحدة حتى وجدت من يرفعها عن الأرضية فقالت
-علينى كمان شوي يا (سعاد) لسه مش طايلاها
وجدت نفسها مرفوعة قليلاً حتي أحضرت (قوت) البرتقالة ثم وجدت نفسها على الأرضية مرة آخرى وقالت وهى تلتف
-اكيد طعمها يفرج عن كل ٠٠
بترت جملتها الأخيرة حين وجدت شاب فى الحادية والعشرون من عمره أمامها بينما وجدت (سعاد) تقف بجوار الشاب وهى ترتجف رعباً كادت (قوت) أن تبكى من الرعب حتى قالت وهى تمد له يدها بالبرتقالة مرة آخرى
-ان٠٠ انى اسفة مجصدتش اسرجها ٠٠ ا٠٠ انى ملاجيتش حد واصل واجف اهنيه وو ٠٠
تلعثمت ولم تعرف ماذا يجب عليها أن تجيب فعقد الشاب ذراعه نحو يده ثم قال
-انتى مين ؟ وايه اللى چابك اهنيه ؟
شعرت (قوت) بالخوف ثم قالت
-ا٠٠ انى مش هعمل اكِده تانى ٠٠ اخر مرة
-اسمك ايه انطجى ؟
حاولت (قوت) مسك يده لتقبلها وقالت
-ابوس يدك مش هعمل اكِده تانى ؟
أبتسم الشاب بغرور ثم دنى قليلاً منها وهو يرفع ذقنها لكى يرى جمال وجهها وقال
-جولتلك اسمك ايه ؟
أبتلعت (قوت) ريقها ثم 
-(ج٠٠ جوت سيد الخضرى) حدانا كم جيراط ابوى بيشتغل فيهم ٠٠
هز الشاب رأسه بتفهم ثم قال
-خابرة انى اسمى ايه ؟
هزت (قوت) رأسها نافية فأبتسم الشاب ثم قال
-(جاسم ٠٠ جاسم رچب النچار)
شعرت (قوت) بالخوف فهى دوماً تسمع عن ذلك ال (قاسم) بأنه شاب لا يرحم من تحت يده فقالت بخوف
-ا٠٠ انى مش هاچى هنا تانى واصل ٠٠ بس سبنى اروح من اهنيه
أبتسم (قاسم) ثم قال وهو ينظر لها هى والفتاة الأخرى
-مشى انتى وصاحبتك دلوجيتى ٠٠ المرة دى سماح لكن المرة الچاية ٠٠
قاطعته (قوت) قائلة
-مش هيحُصل بأذن الله
ثم ركضت نحو الخارج مع (سعاد) ولكن وجدت البرتقالة مازالت فى يدها فعادت مرة آخرى له وهى تقول
-ال ٠٠ البرتجانة
ضحك (قاسم) بشدة ثم قال
-خديها ليكى يا شاطرة
شعرت (قوت) بالخوف لكنها قالت
-ح٠٠ حاضر
ثم ركضت نحو الخارج وظلت تلتقط أنفاسها فصرخت (سعاد) بوجهها
-عچبك اكِده يا هبابة البرك اتى ؟!
-انى چتتى  ملبشة لوحديتها مش ناجصة حد يزعجلى ٠٠ يلا نروح للخالة
-يلا ٠٠
*******************
فى وقت الظهيرة ٠٠
كان قد وصل (سراج) وما أن دخل المنزل حتى دخل المطبخ لوالدته حتى رأته (آمنة)  فأحتضنته وقالت
-اتوحشتنى جوى جوى يا ولدى
أبتسم (سراج) ثم قال
-وأنتى كمان يا أمى ٠٠ بابا فين امال ؟
-زمانته راچع من المسچد
شعر (سراج) بسعادة ولمح (قوت) تنظر له بأشتياق فأبتسم قليلاً ثم قال دون أن ينظر لها
-عاملة ايه يا (قوت) ؟!
تحدثت (قوت) بخجل شديد ثم قالت
-بخير يا سى (سراچ)
أبتسم (سراج) ثم حدث والداته قائلاً
-انا طالع اشوف (حكمت) فى اوضتها مش كده ؟
-إيوة يا ولدى
صعد (سراج) الدرج المؤدي لغرفة شقيقته وما ان وقف أمام غرفتها حتى طرق باب غرفتها فسمع صوتها من الداخل
-ادخل
فتح (سراج) الباب وجد شقيقته تجلس على أريكة بجوار نافذة فأقترب منها ثم قال
-موحشتكيش ولا ايه ؟
أبتسمت (حكمت) حين سمعت صوته فدنى هو منها وأحتضنها وقال
-أخبارك ايه يا حبيبتى ؟
بادلته الأحتضان ثم قالت
-ب ٠٠ بخير يا حبيبى ٠٠ كيفك انت يا (سراچ) ؟
-الحمد لله ٠٠ مش قاعدة تحت ليه ؟ انا وانا طالع شفت (قوت) تحت
قالت (حكمت) بصوت ضعيف
-وانى هعمل معاهم ايه يا (سراچ) ٠٠ انى ملياش أى عازة من اصله
لم يعجبه (سراج) حديث شقيقته ثم قال
-فى ايه يا (حكمت) ٠٠ كل ما انزل تبقى كده ؟!
-وايه الچديد يا (سراچ) ٠٠ جولى اعمل ايه ٠٠ الأيام شبه بعضها وانى مبعرفش اعمل حاچة بنفسى واصل فجعدة اهنيه
تنهد (سراج) بألم ثم قال
-انا هنزل اشوف بابا رجع ولا لأ ٠٠ وهيبقى لينا كلام تانى كتييير سوا
هزت (حكمت) رأسها بالإيجاب فخرج (سراج) من غرفتها وجد والده يصعد غرفته وما أن رأى (سراج) أمامه حتى احتضنه وقال
-اتوحشتنى جوى جوي يا ولدى
-انت كمان يا بابا ٠٠ اخبارك ايه  ؟
-بخير يا ولدى
دخلا سويا إلى غرفة والداه وظلا يتحدثان فى أمور شتى حتى انتهى حديثهم فقرر (سراج) الجلوس بالخارج لأستنشاق الهواء النقى الذى لا يجده سو هنا ٠٠
جلس تحت شجرة يستظل بظلها وهو متكأً عليها مغمض العينان أقتربت (قوت) منه وهى تسير على أطراف  اصابعه وما أن أقتربت منه حتى قالت
-بتعمل ايه عنديك يا سى (سراچ) ؟
أنتفض (سراج) من صوتها المفاجئ ثم نظر لها وهو لا يصدق
-مش هتبطلى حركات العيال دى ٠٠ هتعقلى امتى !!
جلست بجواره وهى تصطنع الحزن
-بجى بتجول عليا عيلة !!
ضحك (سراج) ثم قال
-طب مانتى عيلة فعلا ٠٠ انتى لسه عندك 14 سنة
زمت (قوت) شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-اللى جدى دلوجيت فتحوا بيوت يا سى (سراچ) ٠٠
نظر لها بعدم فهم وهو مرتبك فنظرت (قوت) فى عينه
-مش هتكلم ابويا بجى يا سى (سراچ) ٠٠ خايفة حد غيرك يخطبنى
أبتلع (سراج) ريقه ثم قال
-انتى عارفة يا (قوت) ان نفسى اتجوزك النهاردة قبل بكرة بس انا لسه يا (قوت) عاوز اكمل جامعة ٠٠ وبعدها اشتغل و ٠٠
قاطعته (قوت) بضجر
-اكون انا اتچوزت وخلفت كَماُن ٠٠ انت مبتحبنيش انت لو بتحبنى صوح كنت كلمت ابويا قبل ما أى حد يكلمه ويسبجك
-يا (قوت) ٠٠
أعطته (قوت) ظهرها بحزن طفولى فشعر هو بالضيق من نفسه وتنهد قليلاً ثم قال
-انا مش هتجوز غيرك بأذن الله انتى عارفة انى ٠٠
صمت (سراج) ولم يستطع تكملة حديثه فإلتفت هى إليه وقالت
-جول يا سى (سراچ) انت بتكسف تجول انك بتحبنى
ثم ضحكت كثيراً فنظر لها (سراج) بضيق وقال
-ايه اللى بتقوليه ده يا (قوت)  ٠٠ انتى عارفة ان كلامنا لوحدينا ده حرام وميرضيش ربنا وانا بحافظ عليكى يا (قوت) حتى من نفسى
لم يعجبها (قوت) حديث (سراج) ثم قالت
-ماشى ٠٠ ماشى يا سى (سراچ)
أبتسم (سراج) على طفولتها تلك ولكنها نظرت له قائلة
-يعنى مش هتعمل حاچة ؟!
-لا يا (قوت) هكلم بابا إن شاء الله ويخطبك من عمى (سيد)
شعرت (قوت) بسعادة بالغة ثم قالت
-عرفت ان مرت عمى جابت واد امبارح
-انا مش عارف بصراحة عمك ده بيفكر ازاى واد ولا بنت فى الاخر عياله ليه يخليها تحمل 11 مرة عشان تجبله الولد فى الاخر
-انت مش خابر اللى حُصل ٠٠ مرات عمى راحت عند شيخة هنا اسمها (لواحظ) وجالتلها تعمل شوية حاچات عشان تچيب الواد وفعلاً مرات عمى لما عملت اكِده خلفت الواد امبارح ٠٠ الشيخة (لواحظ) زى ما بيجولوا سرها باتع
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-مفيش الكلام ده يا (قوت) دول اسمهم دجالين
-ازاى بجى بجولك مشهورة اهنيه جوي جوي ومرات عمى مش اول واحدة تجولها ع حاچة وتحُصل
-ولو صادف وحصل اللى قالته ولو ألف مرة فهى كدابة ودجالة برده
-ازاى بجى يا سى (سراچ) ٠٠ لاه هما بيعرفوا الطالع
-استغفرى ربنا يا (قوت) ومتقوليش كده تانى اللى بتقوليه ده شرك بربنا محدش يعرف المكتوب غير ربنا
زمت (قوت) شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-حاضر ٠٠ هجوم احضر الوكل مع خالتى بجى
-ماشى ٠٠
*********************
مر يومان لم يحدث بهما أى جديد وفى المساء جلس (قاسم) يحتسى كوب تلو الآخر مما حرمه الله حتى دخل عليه أحدى العاملين لديه فنظر له (قاسم) وهو غير مدرك ثم قال
-خير يا هباب البرك ٠٠
-عرفتلك عنها كل حاچة يا سعادة البيه
وضع (قاسم) كوب الخمر جانباً ونظر له بأهتمام وعيناه مغلقة قليلاً من كثرة شربه للخمر ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now