الحلقة الثالثة والعشرون

3.2K 109 4
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

نظرت (قمر) ل (قاسم) فقد شعرت بمشاعر مضطربة داخلها فذلك الدجال الذى رأته بالأمس يبدو وانه كان يقصد (قاسم) أبتسمت قليلاً وتذكرت تلك القصة التى روتها (قوت) على خالتها وهى كانت تجلس معهم نفس الشئ نفس الخطة فقد جعلتها (لواحظ) تقتنع أن حياتها ستكون مرة مع (سراج) وحياتها اصبحت مع (قاسم) جحيم اذاً قد كان مقصود منه ؟! ٠٠ وهى ٠٠ هى حقا كل من يتقدم لخطبتها يموت كيف ذلك ؟! شعرت بصداع رهيب فى رأسها فلم تعد تقدر على التفكير أمسكت رأسها ثم قالت
-طب ممكن تسبنى النهاردة بس ٠٠ محتاجة افكر
-وهو انى اى حد يجدر يرفضنى يا (جمر)
عقدت يدها نحو صدرها وقالت بخبث
-وانت مش خايف ع عمرك منى
لم يشعر (قاسم) انها تستدرجه فقال
-مش ذنبك ان الاتنين اللى اتقدمولك ماتوا ٠٠ يمكن عشان تبجى من نصيبى
عقدت (قمر) حاجبيها اذا فهو هو يعلم بأمر الأخر كيف له ان يعلم بأن ذلك الشاب قد قام بخطبتها ولكنها اتقنت التمثيل ثم قالت
-ولو محتاجة افكر
-وماله يا چميل فكرى ع مهلك
ثم ابتسم وتركها تغادر وهو ينظر عليها اسرعت (قمر) نحو المنزل وهى تشعر بالخوف من ذلك الكائن ٠٠
وصلت لغرفة (آمنة) واعطتها الدواء فشعرت (آمنة) ان (قمر) ليست على ما يرام فسألتها قائلة
-مالك يا (جمر) فيكى شئ يا بتى ؟
شعرت (قمر) بالخوف قليلاً ثم قالت
-مش عارفة يا طنط ٠٠ مش عارفة اقول لحضرتك ولا هتزعلى منى
-فى ايه يا بتى جلجتينى ؟
ابتلعت (قمر) ريقها ثم قالت
-جووز (قوت) ٠٠
-ماله ؟
-عاوز يتجوزنى
اتسعت اعين (آمنة) ثم قالت
-ايه ؟
شعرت (قمر) بالحزن ثم قالت
-شفتى شفتى يا طنط قولتلك انك هتزعلى منى
نظرت لها (آمنة) بحنان ثم قالت
-مش جصدى يا بتى ٠٠ بس مستغربة من كلامك ديه ؟
-ايوة ٠٠ انتى عارفة انا بنزل كل يوم اشم هوا الصبح لاقيته
-ولما هو رايد يتچوزك ٠٠ مش راضى يسيب (جوت) ليه ؟ ّ٠٠ واتى يا بتى اتى غيرتى رأيك وعاوزة تتچوزى مش جولتى مش عاوزة تتچووى وابوكى لسه ميت
اخذت (قمر) نفس عميق ثم قالت
-انا مش عاوزة اتجوز ٠٠ بس هقولك يا طنط فاكرة لما (قوت) قالت عليا نحس
شعرت (آمنة) بالخجل ثم قالت
-بس اتى عرفتى منين يا بتى ؟!
-انا كنت هدخل اديكى الدوا وسمعتها وزعلت اووووى ع فكرة بس هى مش اول حد يقول كده مرات عمى قالت برده كده وانى سبب موت ابنها
-دى اعمار يا بتى ٠٠ واللى يفكر بالطريجة دى يبجى جليل العجل
فتابعت (قمر) قائلاً
-مش ده المهم ٠٠ المهم ان تانى يوم الراجل اللى اتقدم ليا فيه مات قابلت واحد ع الطريق وقالى ان اى حد هيتقدم ليا هيموت وان الحل انى اقول موافقة بعد يومين ٠٠ اكييد يقصد موافقة ع (قاسم)
-يا بتى وهو اللى جابلك ده هيعرف الغيب بس منين ؟! شيلى الآوهام دى من دماغك
ثم نظرت لها بخبث
- وعشان تعرفى انك مش إكده ٠٠ مستعدة اچوزك ابنى بس وافجى اتى
اتسعت اعين (قمر) ثم قالت
-اخص عليكى يا طنط ٠٠ انا اتجوز ابنك ده !! ٠٠ متزعليش منى يا طنط ده محدش يستحمله دقيقتين
-وهو يعنى (جاسم) يا بتى اللى حد يعاشره !! اديكى شوفتى وسمعتى اللى بتعانيه منه (جوت)
ظلت (قمر) تقص على (آمنة) كل ما يجول فى خاطرها وما ان انتهت حتى قالت
-عرفتى بقى يا طنط انا اقصد ايه ٠٠ انا مش موافقة عليه ولا حاجة
-طب بجولك ما تجولى لولدى وهو اكييد هيساعدك يعنى
-لا يا طنط ابنك لا ٠٠
-بطلى خوف يا (جمر) وهو يعنى (سراچ) بيخوف
ثم نهضت (آمنة) من فراشها وقالت
-تعالى ورايا
سارت (قمر) خلفها وذهبوا إلى غرفة (سراج) فطرقت (آمنة) باب غرفة (سراج) فسمعوا صوت من الداخل
-ادخل
دخلت (آمنة) للداخل فقال (سراج) بمرح
-ايه ده جايلى بنفسك فى اوضتى
اصطنعت (آمنة) انها مازالت حزينة منه ثم قالت
-ادخلى يا (جمر)
دخلت (قمر) فأندهش (سراج) من وجود (قمر) التى وجدها تدخل غرفته تلك فنظر لوالداته
-مانا اعتذرت يا ماما ماهوش كل يوم
فمطت (قمر) شفتاها بعدم رضا وقالت
-قولتلك يا طنط ملهوش لازمة اقوله ٠٠ وهو يعنى هيعملى ايه !!
نظر لها (سراج) بغضب شديد وهم للحديث ولكن اسرعت (آمنة) قائلة
-بجولكوا اييه انا راسى وچعانى ٠٠ احنا چايين ناخد رأيك فى حاچة ؟
-خير يا امى
-اجعدى يا (جمر)
جلست (قمر) بجانب (آمنة) فقالت (آمنة) إلى (سراج)
-بص بجى (جاسم) اللى متچوز (جوت) جال إيه عاوز يتچوز (جمر)
تجهم وجه (سراج) وقال بصوت أچش
-يتجوزها ازاى يعنى ؟ وهى موافقة ؟!
شعرت (قمر) بالخوف من نبرة (سراج) فأختبئت خلف (آمنة) وقالت بصوت خافت
-انتوا بتتعاملوا معاه ازاى !!
ضحكت (آمنة) فتحدث (سراج) بإنفعال
-بتتوشوشوا تقولوا ايه عاوز افهم ٠٠ هو انا مش مالى عينكوا وايه اللى يضحك فى الى بيتقال
نظرت (آمنة) بخبث إلى ابنها وقالت بإنفعال مصطنع
-ات بتزعج فى وشى !!
ضم (سراج) قبضة يده وقال متنحنحاً
-مش قصدى يا ماما
فقالت (قمر) بصوت خافت
-ممكن اتكلم معاك بالراحة
فتحدث (سراج) بأنفعال مرة اخرى
- ما تعلى صوتك ٠٠ بتقولى ايه ؟!
ابتلعت (قمر) ريقها ونظرت ل (آمنة) فربتت (آمنة) على كتفاها فتابعت (قمر)
-بص ٠٠ انا مش موافقة بس ٠٠ انا من يومين قابلت واحد وانا بتمشى زى كل يوم شكله كده عراف قالى انى كل ما حد يتقدم ليا يموت وان فى حد عملى عمل والحل انى اجاوب بموافقة بعد يومين ع حاجة هتتسئلى وحصل ان (قاسم) اتقدم ليا ولاقته بيقولى موافقة مش كده كأنه بيفكرنى بكلام العراف
-وانتى مصدقة كلام الدجال ده !!
-ممكن متتعصبش ٠٠ الصبر كده عشان اعرف اتكلم
-اتكلمى
-بص انت مش شايف ان حكاية (قوت) وجوازها من (قاسم) شبه اللى حصل ده ٠٠ يعنى (قاسم) لما بيحط حاجة فى دماغه بيدخل الجهل ده فى عقل اللى عاوز يتجوزها
اضيقت عينان (سراج) بعدم فهم
-تقصدى ايه ؟
اخذت (قمر) نفس عميق ثم قالت
-مش بس كده ٠٠ ده انا قولتله كمان مش خايف ع عمرك لما تتقدملى !! قالى لا ده عشان تبقي من نصيبي ٠٠ وده معناه انه ان الشاب اللى مات هو كان عارف انه متقدم ليا ومعناه انه عارف ان خطيبى وابن عمى مات هو عارف عنى كل حاجة
صمت (سراج) للحظات ثم هز رأسه بالإيجاب بهدوء وقال
-فعلاً معاكى حق
-طب انا قولتله ادينى فرصة افكر
تحدث بغضب شديد
-تفكرى فى ايه يا بنتى !! انتى مجنونة !! مستحيل تتجوزيه
-انا مش قصدى كده ٠٠ انا هقوله ادينى مهلة عشان بابا متوفى واطلب منه 6 شهور بس مش اكتر ولا اقل وفى ال 6 شهور دول احاول اعرف هو اللى قتل الشاب اللى كان عاوز يتجوزنى ولا عرف منين ٠٠ ماهو واحد زى (قاسم) اكيييد وراه بلاوى
نهض (سراج) من مكانه وتحدث بغضب شديد
-مستحيل اوووافق ع كده
-مانا مش هتجوزه
-ويبقى ايه لازمتها بقى !! وبعدين مين قالك انه هيصبر عليكى 6 شهور
أجابت (قمر) بثقة
-هيوووافق طبعا انا واثقة انه هيوافق ماهو معملش كل ده ع الفاضى يا استاذ (سراج)
اعطاهم (سراج) ظهره وقال
-مستحيييل انا مش هطلق واحدة منه عشان ارمى التانية الكلام ده مستحيل يحصل
فأبتسمت (آمنة) على اسلوبه ذلك فنهضت (قمر) وقالت
-طب عموماً فكر ٠٠ الموضوع يستاهل التفكير
ثم نظرت ل (آمنة) وقالت
-عن اذنك يا طنط
ثم خرجت من الغرفة فأضيقت عينان (آمنة) وقالت
-وانت ايه اللى مضايجك يا ولدى
-يا ماما (قاسم) انسان زبالة ومينفعش و (قمر) دى حتة عيلة هى متخيلة ان حتة عيلة زيها هتضحك ع (قاسم) وتقرره !! دى تبقى هبلة
-الحجيجة يا ولدى اى واحدة منينا تجدر تبلف اتخنها راچل خصوصا لو هو رايدها ٠٠ فما بالك بواحد جتل عشان ترضى بيه
انفعل (سراج) قائلاً
-ومين قالك يا ماما انه بس قتل
-ماهو فكر فيها زين إكده يا ولدى واحد دجال شغال فى الهبل ديه ليه إلا عشان الفلوسات هيجرا بجى الطالع ل (جمر) وهو مش جابض تمن !! اييه عاملاها لله وهو اللى زييه يعرفوا ربنا يا ولدى ٠٠ طب سيبك من دى معجول هيبجى عرف ان التنين اللى جدموا ل (جمر) ماتوا لحالهم إكده ٠٠ ولا انت مصدج انها نحس صُح
-ايه يا ماما اللى بتقوليه ده ٠٠ لا طبعاً اعوذ بالله
-يبجى تسيبها تعرف الحجيجة وتخلص الناس من شر (جاسم) ده لو (جمر) ناصحة غيرها هيجع فى الفخ دى وهتبجى انت مسئول عنها
شعر (سراج) بصداع فى رأسه ثم قال
-ماشى يا ماما ٠٠ ادينى وقت افكر برده الموضوع مش سهل
-ماشى يا حبيبى ٠٠
**********************
جلست (حكمت) فى غرفتها وشعرت بأنها تريد الحديث مع ذلك السارق الذى سرق قلبها وعقلها معاً فنهضت من الفراش واتجهت نحو الأسفل لتتصل به فقد اشتاقت له كثيرا اتصلت به على رقم المكتب الخاص به هو و شقيقها اتاه صوته عبر الهاتف
-الو
-ازيك يا (هارون) ؟
-ايوة مين معايا ؟
زمت (حكمت) شفتاها بضيق ثم قالت
-مش عارف صوتى ؟
-(حكمت) معلش يا حبيبتى لسه راجع من المحكمة ومش مركز ده كل الموضوع
شعرت بأنه مجهد ومتعب لذا قالت
-طب خلاص روح استريح انا مكنتش اعرف ان ٠٠
قاطعها (هارون) قائلاً
-(حكمت) نفسى تبطلى الحساسية الزايدة دى ع الاقل بينى وبينك انا فعلاً لو مشغول كنت هقولك مش هكسف منك لكن انتى جيتى فى وقتك انا كنت جاي دماغى مصدعة ومش مركز بس مجرد ما سمعت صوتك حسيت بسعادة غير طبيعية
ابتسمت هى بخجل ثم قالت
-انا بس حسيت ان بجالى كتير مسمعتش صوتك
ابتسم (هارون) ثم قال
-تحت امرك طول اليوم ٠٠ انا اطول انك تكلمينى طول اليوم كده
شعرت بسعادة كبيرة وظلوا يتحدثون سوياً ويثرثران معا ٠٠
بينما كانت (قوت) فى المطبخ تقوم بأعداد كوب من الشاي فدخل (سراج) المطبخ وهو شارداً ليأخذ كوب من الماء لم ينتبه حتى لوجود (قوت) فزمت هى شفتاها بضيق شديد وقالت
-سى (سراچ) !! ٠٠
نظر لها وهو شارد ثم قال
-نعم
-اللى واخد عجلك يا سى (سراچ)
هز كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-مش عارف ٠٠ (قاسم) عاوز يتجوز (قمر) مستغرب الموضوع جداً
عقدت (قوت) حاجبيها ثم قالت
-(جاسم) مين ؟
-(قاسم) يا (قوت) اللى انتى ممتجوازه
اتسعت اعين (قوت) بغرابة شديدة هل حقاً (قاسم) يريد الجواز من تلك الفتاة !! ٠٠ لما يريد الزواج منها ليس هذا فقط بل ان (سراج) اصبح يهتم ب (قمر) بطريقة زائدة فهى كانت الفتاة الاجمل اللافتة للأنظار فدوماً جمالها يجعل الجميع لا يستطيعوا تحويل نظرهم عنها فقد كانت ترى ذلك فى اعين اى رجل تلاقت عيناها بعينه ولكن فجاءة تلك الفتاة المشئومة تأخذ منها كل شئ ببساطة ف (قاسم) حتى تلك اللحظة زوجها وكونه سيتزوج عليها (قمر) فهذا يجرح من انوثتها امام الجميع والأخر الذى تعشقه اصبح يفكر فى تلك الفتاة واصبحت سارقة لعقله ومنها ستدخل وتحتل مكانة فى قلبه لم تدرى (قوت) بنفسها إلا وتحدثت بغضب وانفعال واضح
-وهى فيها ايه زيادة عنى عشان (جاسم) يتچوزها
أضيقت عينان (سراج) بضيق واضح ثم قال
-وانتى غيرانة عليه ولا ايه ؟
صمتت (قوت) قليلاً فهي تشعر بالغيرة على (سراج) ليس (قاسم) ولكنها لا تريد لفت انتباهه لذلك فقالت
-انى بس شايفة انها مش چميلة اوووى إكده بالعكس دى عاملة زى الآچانب وچمالها يسد النفس فكيف يعنى (جاسم) يبصلها ولا غيره
قالت (قوت) ذلك بأنفعال واضح فلم ترد الافصاح على ما يجول فى عقلها بأن تلك القمر سرقت عقل (سراج) ايضاً حتى لا يفكر فى حديثها ذاك ويعطيه اهتمام فتحدثت عن (قاسم) كى تعبر عن غيرتها على (سراج) او بالاحرى غيرتها من التى سرقت اهتمام من كانوا يهتمون بها ولم تكن تدرى انها بذلك قد تغضب (سراج) بشدة فقال بغضب
-يبقى واضح انك لسه باقية ع (قاسم) مادام مضايقة اووى كده ٠٠ انا بجد مبقتش عارف افهمك يا (قوت)
تحدث واتجه نحو خارج المطبخ ولا يعبئ بها وهى تنادى عليه
-(سراچ) ٠٠ سى (سراچ)
خرج من المطبخ وهو غاضب للغاية بينما ركلت (قوت) قدمها فى الارض غضباً ٠٠
*************************
فى المساء داخل القصر شعر (جواد) بالأشتياق إلى والداته التى اصبح لا يراها مؤخراً فى القصر ظل يبكى فى غرفته وهو لا يعرف اين ذهبت وتركته وحيداً داخل القصر بمفرده رغم انها تعلم ان لا احد يهتم به غيرها ٠٠ دخلت الخادمة المسنة الغرفة لتعطى الطعام ل (جواد) ولكنه وجدته يبكى كثيراً فأقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وهى تقول
-مالك يا ولدي !!
-امى ٠٠ امى اختفت من البيت
اخذت الخادمة (جواد) بين احضانها الذى يبكى الكثير من الدموع وظلت هى تهون عليه فراق والداته ولا تعرف لما تركته (قوت) هكذا فأى مصلحة تلك التى ستكون خيراً من ابنها ولكنها استغلت الفرصة ففى ظهيرة اليوم قد سافر (قاسم) إلى مصر ولن يعود قبل الغد لذا ابعدت (جواد) عن أحضانها وقالت
-رايد تشوف والداتك يا ولدى
فهز (جواد) رأيه بالإيجاب فقالت هى
-طب يلا جوم عشان اوديك عنديها

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now