-31- دماء ورثاء

Start from the beginning
                                    

"أنا لا أصدق أنني استطعت قتل الملكة فهذا شبه مستحيل، قوانا في مستويات مختلفة ولا أعرف ما حدث بالضبط، وكل ذلك غدا غير مهم لاحقاً إذ أنني حين استيقظت من غيبوبتي ملكتي كانت قد رحلت."
يدا شارلوت هبطتا لجانبها ما أن رأت دموعاً بلورية تتدحرج على وجنتي ماشميا رغم أنها كانت تبتسم حين رفعت رأسها ووضعت كفها ناحية قلبها مردفة:
"يجب أن أجثو على ركبتي أمامكِ وأطلب مئات المرات أن تصفحي عني قبل أن أجرؤ على أن ابتغي مرافقتكِ."

اقتربت شارلوت منها بملامح مدهوشة قبل أن تجلس على مقعدها مجدداً بتعب قائلة بشيء من التفهم:
"أظن أنها سمحت لكِ بقتلها لكي لا تقتلكِ وهي مرغمة."

ماشميا راقبت بصمت وبملامح ضائعة شارلوت تردف:
"هي كانت طيبة وهشة على ما يبدو، وأنتِ هنا تذرفين الدموع لأجلها. لم تكوني مجرد أداة استعملتها، لذا لم تستطع قتلك وفضلت التضحية بنفسها لأجلكِ، لأجل خدمها ومرافقيها الذين تم العبث بعقولهم."
أسندت شارلوت بمرفقها لساعد كنبتها المريحة وضيقت عينيها برغبة مفاجئة اجتاحتها، رغبة تصبو لمقابلة الملكة السابقة والتعرف عليها. لم تعتقد أنه يوجد مصاص دماء بمثل هذه الرقة والسذاجة التي قد تحمله على التضحية بنفسه وشريكه بالآن ذاته لأجل مجرد...أتباع. أشخاص تستطيع استبدالهم في رمشة عين.

عيناها إنزلقتا للأسفل بسرعة حين جثت ماشميا أمامها على ركبتيها وبقبضة مشيرة ناحية قلبها تحدثت بجدية:
"اقتليني يا جلالتكِ."

"هذا ليس ما أود سماعه بحق."
شارلوت أجابت طلبها بنظرة فارغة.

ماشميا نظفت حلقها بتوتر، أناملها الصغيرة ارتعشت حين أسدلت أهدابها:
"لقد مر يوم كامل بالفعل والشمس تتجه غرباً، ماشميا كلارنيس تطلب باحترام وتواضع كبيريين أن تكون حارسة ظلال الملكة الحادية والعشرين لمملكة مصاصي الدماء شارلوت لاشيسيا."

شارلوت راقبتها بصمت ثم هزت رأسها بقلة حيلة، ليس وكأنها قبلت بأن تكون الملكة لكن تلك نسبت اسم العائلة الملكية لها دون تردد.

شعور مبهم اختلج فؤادها عندما أدركت أنها لم تكتشف لقبها الحقيقي حتى.

أن تحمل لقباً لهو أمر يولد شعوراً عظيماً بالإنتماء، شعرت بذلك من خلال جسدها الجديد. كانت دوماً شارلوت وحسب، لم تعتقد أن الأمر سيكون له مثل هذا الوقع المختلف.

"افعلي ما يحلو لكِ."
وجدت لسانها يتحرك بتثاقل وماشميا نظرت لها بشيء من الدهشة في مكانها مستنكرة:
"عفواً؟"

"أنا لا أريدكِ أن تعامليني كملكة لأنني لا أريد أن أكون واحدة، وإن كنتِ لا تمتلكين شيئاً أفضل لفعله فارحلي بعيداً عن القصر."
تحدثت شارلوت وهي تتكور بجسدها على الكنبة معطية ماشميا ظهرها قبل أن تردف بصوت خافت أخيراً:
"إن كنتِ تفهمين ما أعني فاتركيني وحدي الآن."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now