ردّ عليها بهدوء و الأِبتسامة لم تزل من شفتيه:لا تغضبي،كلّ ما أريده هو الخير لكما.أمسكت بيث بذراع فكتوريا و قالت:دعيه يساعدنا يا فيك.ثمّ خفضت صوتها:ربّما لن نلتقيه مرّةً أخرى.
تنهّدت فيكتوريا واضعةً يدها على رأسها:حسناً لكن سأدعه لغبائكِ لا أكثر.ظهرت نجوم على عيني بيث من الفرحة:ياااي شكراً يا توأمي.
نهض السّاحر بكلّ هدوء و قام باِشعال الشّموع الّتي كانت في حقيبته السّوداء الّتي تتماشى مع ثيابه الأنيقة و سترته الجلديّة،و جلسا الصّديقتان على الأرض حيث طلب منهما رسم دائرة باِستخدام الطباشير الّتي أخرجها.
ثمّ جلس أمامها ووضع ثلاث شموع اخل الدّائرة و أربع شموع اِثنان بجانب فكتوريا و اِثنان بجانب بيث،و بدأ يتمتم:بإِشْتِدَاد القبلة الأبديّة و ما بعد الأبديّة،أنا أرجوكي أن تنشري الحبّ بين النّاس لتصبح صداقتهم كالماس...
همست بيث لفكتوريا بينما السّاحر يؤدّي طقوسه:لا أعرف ما سبب حبّي لهذه الحركة خلال الطقوس لكن أيّ تعويذة هذه؟.أجابتها فكتوريا:اِنّها تعويذة الحب.همهمت بيث بتفهم:أها،التّعويذة الخامسة اِذاً.ردّت عليها فكتوريا:ليست التّعويذة الخامسة حقيقةً فلقد اِستغنينا عن الأصعب أتذكرين؟.
زمجر السّاحر و هو ينظر ببرود لكلا من بيث و فكتوريا ثم قالت بيث:آسفة.قام السّاحر باِغماض عينيه و شكّل مثلّثاً في يديه ثمّ قال:من البشع اِلى الجميل و من الزّهرة اِلى النّخيل اِنّ الحب لشيء نبيل.رفع صوته:،أنا أطالب بالحضور فهل من ظهور.
فتحت جميع الأبواب و النّوافذ و قد فزعت كلا من الصّديقتين لأنّ الأمر فجائيّ،أكمل السّاحر و قد بدأت الرياح بالهبوب مرّةً أخرى وقال صارخاً:أنشري الأحباب و أرفعي راية القلب في صدور كل الأعداء فنحن نحتاجه، الحب، الحب، الحب!!!
تغيّر لون لهيب الشّمعة اِلى البنفسجي ثمّ رفع السّاحر ذراعيه و اِستعد للحظة ثمّ صفّق بكلّ قوّة فأنفجر ذلك اللّهيب البنفسجي لينتشر بينهم و قد صرخت الصّديقتان من الخوف.
بعدها فتح السّاحر عينيه و قال بكلّ هدوء:لقد نجحت التّعويذة.قالت فكتوريا:رائع،الآن سنطرح عليك بعض الأسئلة حسناً.رسم السّاحر اٍبتسامةً على شفتيه ثمّ جلس على الكنبة الّتي خلفه:كلّي آذانٌ صاغية.
قالت بيث:هل يمكننا اِستعمال تعويذة الحب في أيّ وقت؟.قال السّاحر بهدوء:لا أنصحكِ بذلك.قالت فكتوريا:البارحة واجهت أغرب رؤية.
قطب السّاحر حاجبيه:ماذا واجتِ.هزّت فكتوريا كتفيها بلا مبالاة:لا أعرف عن فتاة ما شعرها أحمر ثمّ أصبحت بمظهر مخيف.تقدّم السّاحر نحوها و كأنّه يريد مزيداً من الاِستفسار:هذا غريب،معظم تلك الرؤى تكون من فعل الأطياف.
قالت فكتوريا بتعجّب:أطياف!.قالت السّاحر و العقدة لم تحلّ من حاجبيه:اِقتربي لي رجاءً.اِقتربت له فكتوريا ثمّ وضع يديه و أغمض عينيه فعلّقت بيث:هذا غريب بما أنّكي لا تحبّينه و هو الآن يضع يديه على رأسك.
قرصتها فكتوريا:اِخرسي.قالت بيث:حسناً.بينما السّاحر يحاول التّوصل اِلى ذكريات فكتوريا جاءت فجأةً تلك الفتاة في عقله و تبدو في قمّة الرّعب فقال لها:مالّذي أردته منها؟.قالت و هي جد مرعوبة:أنت لا تفهم،هي تعرف عمّا نتحدّث عنه الآن.
قال السّاحر:من هي.قال الفتاة:أرجوك أتركها و شأنها.قال السّاحر:كلّا.فجأةً أنزلت الفتاة رأسها و قالت:لما تدعها فقط و شأنها.قام السّاحر برفع رأسها و عندها وجد ذلك الكيان المخيف الّتي أرعبت فكتوريا و همهمت ضاحكةً:لن تصل اِى غايتك.
و بدأت تلك الكلمة تتكرّر مرارا و بدأ التّشويش ثم قالت:لقد حاولت تحذيرك.و بدأت تلك الكلمة تتكرر أيضاً فصرخ السّاحر من شدّة الاٍزعاج ثمّ وقفت تلك الكيان بجديّة و صرخت بغضب:دعها و شأنهاااااااااا!!!
ثمّ اِبتعد السّاحر عنها و كأنّه سقط اِلى أعمق جزء من دماغه ثمّ اِستفاق و اِستفاقت معه فكتوريا بفزع و قالت فكتوريا:ماذا حدث؟.قال و هو مرعوب لكنه حافظ على هدوئه:اِنّ حالتكِ صعبة،لم أستطع تحديد المفهوم.
وضعت فكتوريا يدها في فمها:هل يعني أنّني....ممسوسة؟!!.قال السّاحر:لا أحد يعلم ففي النّهاية ذلك الكيان يلازمكِ أنتي.قالت بيث:يا اِلهي،حسناً دعينا نطرح بقيّة الأسئلة و ندعه يذهب بسلام.
قالت فكتوريا:هل تلك الرّؤى تجعلني أتنبّأ بالمستقبل؟لأنّني لاحظت ذلك.أجابها:لا أعلم ماذا يجول في رأسك، لكن ستكتشفين أكثر عن ذاتك و بالاِجابة عن سؤالك فنعم يمكنكي التّنبّأ بالمستقبل.
قالت بيث و هي تضحك:هل وُلِدت و عيناك هكذا؟.نظرت فكتوريا بغرابة لها قائلةً:جدّياً؟.قالت بيث:ماذا اِنّها أوّل مرّةٍ أرى فيها عينين طبيعيتين بلون مخالف ههه أنت وسيم.
قال السّاحر:حسناً بما أنّني كنت في جوّ مليئٍ بالغموض و الخوارق و..._نظر اِلى بيث_نظرات الاِعجاب أقترح بأن أغادر فلقد أدّيت وظيفتي.
قالت بيث:سأوصلك للباب.و تركت فكتوريا في حالة ضياع محطّمة و منهارة ثمّ قال السّاحر:أراكما فيما بعد.لوّحت له بيث ثم\ّ قفلت الباب و رجعت اِلى صديقتها فحضنتها لتشعرها بالدّفئ فقالت فكتوريا:بيث....هل أبدو ممسوسة؟.
قالت بيث:هل قمتي بعمل تصرّفات مجنونة؟.قالت فكتوريا:اِلى حدّ الآن كلّا.ثمّ ضحكت بيث و قالت:اِذاً لستي ممسوسة.ضحكت معها فكتوريا ووضعت رأسها على صدر بيث و قالت:أشعر بأنّها تحذرني منه...علينا المغادرة.........
أنت تقرأ
اِكتمال التعاويذ الثمانية ~مكتملة~
Fantasyأسود،......ظل،....أرواح مرافقة،....أصوات غريبة،...قهر،...حيرة،...خدوش،...همسات،...تفكير عميق،.جنون. .مجرّد خليط من هذه الأحداث،قد تخلق تجربة فظيعة .فالحياة عبارة عن تصديق و نكران،لكن التّجربة خير برهان... و هل بظلامٍ ينفعك بعدما آن الأوان؟ . {اِكتم...
التّعويذة الخامسة
ابدأ من البداية