التّعويذة الثالثة

Start from the beginning
                                    

عقدت السّاحرة حاجبيها و هي تقوم بصنع مثلث باِستخدام أصابعها:هيّا علينا التّركيز الآن.ثمّ تقفل عينيها و تتنفسّ بعمق ثمّ قالت بينما بدأ نسيم هواءٍ خفيف:

نداءٌ اِلى الأمّ الطّبيعة فالتتلقي اِستغاثنا، لحسن نيّتكي سنصنع العالم و لنقاوة روحكي سنمحي الظلام و لخضر طبيعتكي سنقوّي الأمم و لغاباتكي الكثيفة سنقوّي الأشجار، اِنّ اِهتمام النّاس للبيئة يجعلنا أقوى و أقوى فلا تهدري القوّة هباءً و ساعدي من يطلب المساعدة ناضلي من أجل بيئتنا و تحمّلي الخسائر فهم لا يستحقّون غضبك... 

مسحت بيث شعر فكتوريا قائلةً:لا تقلقي يا فيك سوف ننجح.ثمّ فتحت السّاحرة عينيها لتلاحظ بيث أنّ عينيها خضراء لكنّها متوهّجة و قامت بتمديد يديها ليبدأ الهواء باللعب على شعرهما.

فتقول:أيتها الأمّ الطّبيعة،اِنّ حمايتكي مهمّة فقومي برفع الرّاية الخضراء في وجه الأعداء و اِجعلي العالم مكاناً آمناً للعيش...،بدأ الهواء بالاِزدياد و اِنزعجت فكتوريا من الأمر.

تكمل السّاحرة:اِجعلي السّلام يعمّ المكان و أبعثي السّعادة في نفس من يتأمّل غابتكي و لا تجعلي أنوفهم تخلو من عطر جنّتكي الفواحة...

توقف و أنزلت السّاحرة يديها فقالت بيث:هل هذا كلّ شيئ؟.قالت السّاحرة:أجل.فتردّ بيث:لكنّني لم أرَ الأم الطّبيعة.تسمع صوت تهشم التّمثال.

اِستدارت ورائها بخوف و نظرت للأعلى لتقول السّاحرة باِبتسامة صادقة:اِنّا اِشارة منها.قالت بيث:أوه...أممم آسفة أيّتها الأمّ الطّبيعة،حسناً و الآن ماذا كانت التعويذة مرّةً أخرى؟

أجابتها السّاحرة:كانت تعويذة الحماية و سيتوجّب عليكي قول"صلب" كي يخرج الدّرع.ردّت بيث:حسناً.....هل ستعطيني النّظارات الخاصّة بفكتوريا؟.

قالت السّاحرة:لقد اِختفت.أنزلت بيث رأسها و تنهّدت:سامحيني على هذا فيك.ثمّ نهضت من مكانها و حملت صديقتها ثمّ وصلت للباب و تستدير للسّاحرة قائلةً:قومي بنزع الجذور.

أومأت السّاحرة لتقوم باِنزال يدها فتنزل الجذور و بردّ فعلٍ سريع من بيث صرخت"صلب!" لأنّ مخلوقات الغابة كادت أن تتهجّم عليهما.

اِستغربت بيث وتفاجأت من جمال الدرع فهو أزرق وهّاج لكنّها ركّزت على مهمّتها الآن ألا و هي الرّجوع اِلى السيّارة فقامت بتجاوز الباب لتبدأ بالجري بينما المخلوقات يحاولون بجهودهم كسر الدرع لكن لا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

اِستغربت بيث وتفاجأت من جمال الدرع فهو أزرق وهّاج لكنّها ركّزت على مهمّتها الآن ألا و هي الرّجوع اِلى السيّارة فقامت بتجاوز الباب لتبدأ بالجري بينما المخلوقات يحاولون بجهودهم كسر الدرع لكن لا.

لقد ضللتهم بعد دقائق لكنّها مازالت تجري و هي تخمل صديقتها فتقول:آآآخ..يا ليتني أستطيع الطيران لأعرف أين أذهب.ثمّ توقّفت و قالت:مهلاً لحظة......أستطيع رفع نفسي،قد يكون هذا صعباً لكن.....فالنأمل أن يكون لديّ حظ "المرة الأولى".

جهزّت يديها و تنفسّت ثمّ مددت ذراعيها لتبدأ باِجهاد نفسها و بقوّة محاولةً لرفع نفسها بعد ثوانٍ بدأت تشعر و كأنّها ترفع تحمّست و اِبتسمت: اِنّه ينجح!،مهما كان ما تفعلينه فلا تتوقّفي.

ثمّ بدأت بالاٍتفاع تدريجياً على مستوى الأغصان لتلاحظ أنّ فكتوريا أيضاً تطوف معها فقالت:ماذا!!!فكتوريا أيضاً؟،أووه يا الهي هناك الكثير عليّ معرفته عن نفسي.

ثمّ نظرت تحتها لتلاحظ أنّها فوق الغابة و باِمكانها رؤية الغابة كلّها اٍتعبت قليلاً لذلك أرادت التّوقف و التّقدم اِلى اِتّجاه سيارتها و هي في الحقيقة قامت باِقاف نفسها عن الاِرتفاع و لكنّها لم تعرف كيف تتقدّم و هذا ما زادها رعباً و يكفيها أنّها بالسماء و في الليل.

كلّما حاولت التّقدّم ترتفع أكثر لدرجة أنّها وصلت للغيوم و بدأت تررتجف خوفاً و برداً و تمنّت أن تكون في مكان صديقتها المغمى عليها.

حاولت التّهدئة من نفسها فقالت:علي الهدوء أنا الآن في السّماء وسط الغيوم السّاكنة فوق الغابة أو بالأحرى فوق منطقة الغابة كلّها، هذه أوّل مرّة أرى فيها السّماء بهذا القرب.

تأمّلت قليلاً ثمّ أكملت:يجب أن أؤمن بنفسي.أغمضت عينيها حتّى لا تزيد الطينة بلّة ثمّ أخذت نفساً عميقاً و بدأت بالتّقدم شيئاً فشيئاً حتّى تسمع صوت مخلوقات الغابة فتقول:يا اِلهي.....تلك المخلوقات يمكنها الطيران كذلك.

ثمّ سمعت صوت المخلوقات و كأنّها تضرب الدّرع و لكنّها لم تهتمّ للموضوع لأنّها تعرف أنّ الدّرع سيظل صلباً،بدأ الفضول يغلب رأسها كي تفتح عينيها و تعرف أين هي متّجهةً بالظبط و لكن لو فتحت عينيها فاِنّها بالتّأكيد ستنهار و تفسد كلّ شيئ.

بعد مدةٍ في الجو لم تعد بيث تسمع صوت محاولات مخلوقات الغابة بكسر الدرع لذلك قررت بفتح عينيها:لتجد أنّا وصلت لبداية الغابة حيث السيّارة.

فرحت كثيراً و نزلت ببطئ حتّى لامست الأرض لتقول:"صلب!"فيذهب الدرع و تبدأ هي بحضن العشب و كأنّها أوّل مرة تشعر به ثمّ نهضت و بدأت بالقفز كالمجنونة قائلةً:وووهووووووووو مرحى!لقد تمكّنت من فعلها!لقد تمكّنت من رفع نفسيييييي!!!

ثمّ تلاحظ مخلوقات الغابة تنظر لها بطريقة غريبة و هذا ما أثار خوفها و بدأت بالاِرتجاف قائلةٌ:حسناً سأترك الاِحتفال فيما بعد.

حملت جسد فكتوريا ووضعته في الخلف ثمّ ركبت السيّارة و هي في قمّة الرّعب و منذ أن شغّلت المفتاح خرج ذلك الثّقب و ذهبت اِلى مكانٍ آخر.


اِكتمال التعاويذ الثمانية ~مكتملة~Where stories live. Discover now