عقدت السّاحرة حاجبيها و هي تقوم بصنع مثلث باِستخدام أصابعها:هيّا علينا التّركيز الآن.ثمّ تقفل عينيها و تتنفسّ بعمق ثمّ قالت بينما بدأ نسيم هواءٍ خفيف:
نداءٌ اِلى الأمّ الطّبيعة فالتتلقي اِستغاثنا، لحسن نيّتكي سنصنع العالم و لنقاوة روحكي سنمحي الظلام و لخضر طبيعتكي سنقوّي الأمم و لغاباتكي الكثيفة سنقوّي الأشجار، اِنّ اِهتمام النّاس للبيئة يجعلنا أقوى و أقوى فلا تهدري القوّة هباءً و ساعدي من يطلب المساعدة ناضلي من أجل بيئتنا و تحمّلي الخسائر فهم لا يستحقّون غضبك...
مسحت بيث شعر فكتوريا قائلةً:لا تقلقي يا فيك سوف ننجح.ثمّ فتحت السّاحرة عينيها لتلاحظ بيث أنّ عينيها خضراء لكنّها متوهّجة و قامت بتمديد يديها ليبدأ الهواء باللعب على شعرهما.
فتقول:أيتها الأمّ الطّبيعة،اِنّ حمايتكي مهمّة فقومي برفع الرّاية الخضراء في وجه الأعداء و اِجعلي العالم مكاناً آمناً للعيش...،بدأ الهواء بالاِزدياد و اِنزعجت فكتوريا من الأمر.
تكمل السّاحرة:اِجعلي السّلام يعمّ المكان و أبعثي السّعادة في نفس من يتأمّل غابتكي و لا تجعلي أنوفهم تخلو من عطر جنّتكي الفواحة...
توقف و أنزلت السّاحرة يديها فقالت بيث:هل هذا كلّ شيئ؟.قالت السّاحرة:أجل.فتردّ بيث:لكنّني لم أرَ الأم الطّبيعة.تسمع صوت تهشم التّمثال.
اِستدارت ورائها بخوف و نظرت للأعلى لتقول السّاحرة باِبتسامة صادقة:اِنّا اِشارة منها.قالت بيث:أوه...أممم آسفة أيّتها الأمّ الطّبيعة،حسناً و الآن ماذا كانت التعويذة مرّةً أخرى؟
أجابتها السّاحرة:كانت تعويذة الحماية و سيتوجّب عليكي قول"صلب" كي يخرج الدّرع.ردّت بيث:حسناً.....هل ستعطيني النّظارات الخاصّة بفكتوريا؟.
قالت السّاحرة:لقد اِختفت.أنزلت بيث رأسها و تنهّدت:سامحيني على هذا فيك.ثمّ نهضت من مكانها و حملت صديقتها ثمّ وصلت للباب و تستدير للسّاحرة قائلةً:قومي بنزع الجذور.
أومأت السّاحرة لتقوم باِنزال يدها فتنزل الجذور و بردّ فعلٍ سريع من بيث صرخت"صلب!" لأنّ مخلوقات الغابة كادت أن تتهجّم عليهما.
اِستغربت بيث وتفاجأت من جمال الدرع فهو أزرق وهّاج لكنّها ركّزت على مهمّتها الآن ألا و هي الرّجوع اِلى السيّارة فقامت بتجاوز الباب لتبدأ بالجري بينما المخلوقات يحاولون بجهودهم كسر الدرع لكن لا.
لقد ضللتهم بعد دقائق لكنّها مازالت تجري و هي تخمل صديقتها فتقول:آآآخ..يا ليتني أستطيع الطيران لأعرف أين أذهب.ثمّ توقّفت و قالت:مهلاً لحظة......أستطيع رفع نفسي،قد يكون هذا صعباً لكن.....فالنأمل أن يكون لديّ حظ "المرة الأولى".
جهزّت يديها و تنفسّت ثمّ مددت ذراعيها لتبدأ باِجهاد نفسها و بقوّة محاولةً لرفع نفسها بعد ثوانٍ بدأت تشعر و كأنّها ترفع تحمّست و اِبتسمت: اِنّه ينجح!،مهما كان ما تفعلينه فلا تتوقّفي.
ثمّ بدأت بالاٍتفاع تدريجياً على مستوى الأغصان لتلاحظ أنّ فكتوريا أيضاً تطوف معها فقالت:ماذا!!!فكتوريا أيضاً؟،أووه يا الهي هناك الكثير عليّ معرفته عن نفسي.
ثمّ نظرت تحتها لتلاحظ أنّها فوق الغابة و باِمكانها رؤية الغابة كلّها اٍتعبت قليلاً لذلك أرادت التّوقف و التّقدم اِلى اِتّجاه سيارتها و هي في الحقيقة قامت باِقاف نفسها عن الاِرتفاع و لكنّها لم تعرف كيف تتقدّم و هذا ما زادها رعباً و يكفيها أنّها بالسماء و في الليل.
كلّما حاولت التّقدّم ترتفع أكثر لدرجة أنّها وصلت للغيوم و بدأت تررتجف خوفاً و برداً و تمنّت أن تكون في مكان صديقتها المغمى عليها.
حاولت التّهدئة من نفسها فقالت:علي الهدوء أنا الآن في السّماء وسط الغيوم السّاكنة فوق الغابة أو بالأحرى فوق منطقة الغابة كلّها، هذه أوّل مرّة أرى فيها السّماء بهذا القرب.
تأمّلت قليلاً ثمّ أكملت:يجب أن أؤمن بنفسي.أغمضت عينيها حتّى لا تزيد الطينة بلّة ثمّ أخذت نفساً عميقاً و بدأت بالتّقدم شيئاً فشيئاً حتّى تسمع صوت مخلوقات الغابة فتقول:يا اِلهي.....تلك المخلوقات يمكنها الطيران كذلك.
ثمّ سمعت صوت المخلوقات و كأنّها تضرب الدّرع و لكنّها لم تهتمّ للموضوع لأنّها تعرف أنّ الدّرع سيظل صلباً،بدأ الفضول يغلب رأسها كي تفتح عينيها و تعرف أين هي متّجهةً بالظبط و لكن لو فتحت عينيها فاِنّها بالتّأكيد ستنهار و تفسد كلّ شيئ.
بعد مدةٍ في الجو لم تعد بيث تسمع صوت محاولات مخلوقات الغابة بكسر الدرع لذلك قررت بفتح عينيها:لتجد أنّا وصلت لبداية الغابة حيث السيّارة.
فرحت كثيراً و نزلت ببطئ حتّى لامست الأرض لتقول:"صلب!"فيذهب الدرع و تبدأ هي بحضن العشب و كأنّها أوّل مرة تشعر به ثمّ نهضت و بدأت بالقفز كالمجنونة قائلةً:وووهووووووووو مرحى!لقد تمكّنت من فعلها!لقد تمكّنت من رفع نفسيييييي!!!
ثمّ تلاحظ مخلوقات الغابة تنظر لها بطريقة غريبة و هذا ما أثار خوفها و بدأت بالاِرتجاف قائلةٌ:حسناً سأترك الاِحتفال فيما بعد.
حملت جسد فكتوريا ووضعته في الخلف ثمّ ركبت السيّارة و هي في قمّة الرّعب و منذ أن شغّلت المفتاح خرج ذلك الثّقب و ذهبت اِلى مكانٍ آخر.
YOU ARE READING
اِكتمال التعاويذ الثمانية ~مكتملة~
Fantasyأسود،......ظل،....أرواح مرافقة،....أصوات غريبة،...قهر،...حيرة،...خدوش،...همسات،...تفكير عميق،.جنون. .مجرّد خليط من هذه الأحداث،قد تخلق تجربة فظيعة .فالحياة عبارة عن تصديق و نكران،لكن التّجربة خير برهان... و هل بظلامٍ ينفعك بعدما آن الأوان؟ . {اِكتم...
التّعويذة الثالثة
Start from the beginning