الفصل الثالث عشر

530 27 12
                                    

في الطريق الى القاهرة :

ساد الصمت مرة اخرى بينهما فقد اختار عصام الذهاب الى القاهرة بواسطة الطائرة في رحلة داخلية لا تستغرق اقل من ساعة بطائرته الخاصة التي تناسب رجال الاعمال .
جلس على المقعد المجاور لها متجاهلا أياها و صب كل اهتمامه على الاوراق التي امامه يقرأ و ذلك ناسبها كثيرا فهي لا تريد التواصل معه بسبب ما حدث امس في ليلة عرسهما و لذا ادارت وجهها نحو نافذة مقعدها في الطائرة تفكر و تستعيد ما حدث ليلة امس و كيف انها بعد أن تركها لم تستطع النوم و لا دقيقة واحدة بالرغم من نومه على الصوفة الانيقة ألا أنها كانت تشعر بأنه سوف ينقض عليها ما أن تغمض عينيها و لذا حرصت على البقاء ساهرة طوال الليل و ابقاء سكينة تحت مخدتها تحسبا لأي طارئ و تساءلت هل ستكون حياتها هكذا طوال الستة أشهر القادمة مع هذا الرجل البغيض الذي تزوجته العيش في خوف دائم من أن ينكث عهده و يقدم على عمل لا يحمد عقباه .
أنها على ما يبدو لن تطيق صبرا حتى موعد طلاقها منه و لكن يجب عليها أن تتحمله و ان تتحلى بالصبر لأجل عائلتها جدها عمتها جليلة و ابنة عمتها فريدة كلهم مصيرهم معلق على نجاح مهمتها في الحفاظ على بيت النجايدة من بطش الحساينة و المتمثل بالبغيض المغرور عصام الحساينة زوجها

اما عصام فصحيح أنه جالس بقربها بهدوء ألا أن في نفسه تجول بمشاعر مختلطة من الغضب و الحزن معا فهو لأول مرة يواجه رفضا من امرأة لا تثق به لدرجة تبقي سكينا تحت مخدتها امرأة مستعدة للقتل اذا ما اقتضى الامر حين تشعر بتهديد حقيقي ضدها ؛
نعم لقد لاحظ طرف السكين بالصدفة اثناء مواجهتهما الصغيرة أمس و لكنه فضل التغاضي عن هذا و عدم التسبب بأمر لا داعي له و لذا تركها و ليس خوفا منها و من سكينها و هذا الأمر جعله يغضب و بشدة .

وصلت الطائرة الى وجههتها و حطت رحالها على المدرج المخصص للطائرات الخاصة في مطار القاهرة و فتح باب الطائرة لينزل كل من عصام مرتديا بذلة سوداء انيقة مفصلة خصيصا له من اجود انواع الاقمشة الانكليزية حاملا معه حقيبته السوداء الجلدية و واضعا نظارات سوداء على عينيه و من بعده نزلت أزل و التي كانت ترتدي بنطالا جينز ازرق و قميصها الذي ارتدته يوم وصولها للقرية فهي لم تعتقد ان اقامتها سوف تطول كما حدث و لذا لم تجلب معها سوى حقيبة ملابس صغيرة تكفي لعدة ايام فقط .
كانت هناك ثلاث سيارات بانتظارهما الاولى من نوع بيجو سوداء اللون على آخر طراز اما الاخريتان كانتا من نوع هوندا و بنفس اللون و يقف الى جانبها رجال يبدو من مظهرهم انهم حراس امنيون نظرت أليهم أزل بعدم تصديق فهي ليست من النوع الذي يبهرها الاشياء الغالية فكما يقال بالتعبير العراقي عيناها ليست فارغة فصحيح هي أنها ذوي الدخل المتوسط و لكنهم كانوا ميسوري الحال و لم تحتج الى شئ في حياتها و لم تجده فقد كانت طلباتها دائما مجابة و لكن ضمن المعقول و كانت هي من النوع القنوع فهي كما يقال كالكنز الذي لا يفنى
و لكن الذي حدث أنها لم تتوقع أن تكون عائلة الحساينة بهذا الثراء الفاحش لدرجة معاملتهم معاملة الرؤساء و الملوك .
فتح السائق الباب الخلفي فدفع عصام أزل للركوب اولا و اغلق الباب ثم التف السائق نحو الباب الاخر في الجهة المقابلة فاتحا أياه ليركب عصام الى جانبها و اغلقه ليلتف مرة ثانية ليجلس خلف المقود و ما هي لحظات حتى خرجت السيارات الثلاث من المطار بكل اريحية و سهولة .

أزل و عصام Where stories live. Discover now