أزل و عصام

الفصل الثاني

أسيوط
جامعة اسيوط

كان طلبة الجامعة منتشرون في حدائق الجامعة و في الكافتريا بعد أنتهاء المحاضرة و انتظار الثانية
وكانت الكافتريا شبه مزدحمة هذا ما ﻻحظته ياسمين وهي تلج الى الداخل بحثا عن فريدة بحثت بعينيها عنها ثم وجدتها كانت تجلس في ركن هادئ نسبيا بعيدا عن الضوضاء المنتشرة في المكان وجدتها تمسك بهاتفها النقال معيرة له كل انتباهها ناسية ما حولها ثم تحركت نحوها وصلت لعندها وقالت لهاوهي تجلس قبالتها :
- أين أنت يا فريدة ما أن أنتهت المحاضرة حتى أختفيتي؟ ماذا يحدث معك ؟
رفعت فريدة رأسها الذي يحيط به حجاب مكون من لونين الأزرق الغامق و السمائي يتماشى مع الزي الذي ترتديه وقالت لياسمين :
- اعذريني يا صديقتي فبالي مشغول جدا و لم أنتظر حتى تنتهي المحاضرة وخروج اﻷستاذ حتى خرجت وأجري مكالمة مهمة
- خيرا أن شاء الله هل هي والدتك ، جدك هل هم بخير ؟
- الجميع بخير ولكن بالي مشغول على حسام لقد مر وقت لم يكلمني فيه أخشى أن تلك الحيزبون جدته قد علمت باﻷمر ومنعته من مكالمتي بتأثير من أخيه الشيطان
- آه ..هل ﻻ زلتم تعانون من هذه الطباع والكراهية المتبادلة بين العائلتين وهذا الثأر المقيت الذي ﻻ ينتهي ؟
- أجل ﻻزلنا ولن ينتهي أﻻ أذا قام النجايدة بقتل خالي نبيل وخالي نبيل ﻻ نعرف له أرضا فهو كالمفقود الذي ﻻ أثر له .
- حسنا ألم تحاولوا أن تعرفوا أين هو؟ أقصد خالك نبيل ؟
- ﻻ فجدي منعنا أنا و أمي من التحدث في هذا الموضوع أنه من المحرمات في بيتنا
- حسنا .. ولكن يا فريدة هل استطيع أن أسألك ما سر هذا العداء بينكم وبين عائلة حسام ؟
رفعت فريدة كتفيها الى اﻷعلى في حركة عدم المعرفة بالضبط وقالت :
- حسب ما أعرفه أن عائلتي وعائلة حسام كانتا تتنافسان كثيرا حول الزعامة و التقرب من السلطات منذ أيام الملك فاروق و كثيرا ما كان التفوق يكون لصالح عائلة حسام بأعتبارهم مقربين من العائلة الحاكمة في القاهرة و هذا ما أثار غضب والد جدي عبدالفتاح الحساينة غضب تحول فيما بعد الى تشابك باﻷيدي بينه وبين حسين النجايدة جد جد حسام وتطور اﻷمر الى عداء بين الرجلين و العائلتين ومقاطعة امتدت زمنا طويلا حتى ما حدث قبل 25 تقريبا عندما قام خالي صﻻح اثناء عراك حدث بينه وبين عم حسام بسحب سﻻحه واطلق النار عليه و أرداه قتيﻻ و منذ ذلك الوقت و عائلة النجايدة تريد أخذ ثأرها منا
- قتله ؟ وما سبب المشاجرة التي حدثت بينهما ؟
- نعم قتله ، أما سبب المشاجرة فأعتقد أنه السبب الذي ذكرته لك
- حسنا ما الذي حدث بعد ذلك ؟
هزت فريدة كتفيها بدون اكتراث وقالت :
- ﻻ شئ ، خالي صﻻح دخل على أثر ذلك السجن ومات فيه و استمرت القطيعة و زادت اﻷحقاد حتى يوم تعرفي على حسام وبدأت قصة حب مستحيلة التي ﻻ زلت أعيشها حتى اﻵن .
ثم سمعتا صوت جرس ساعة الجامعة معلنا أنتهاء فترة اﻷستراحة فقالت ياسمين :
- رباه لقد مر الوقت بسرعة سوف تبدأ المحاضرة بعد قليل هيا بنا يا ......
نظرت نحو فريدة التي لم تكن منتبهة لما تقوله صديقتها فقد كانت مشغولة بهاتفها النقال تطلب رقما ثم وضعت الهاتف قرب أذنها علها يرد حسام عليها ولكن ﻻ شئ فقالت فريدة :
- تبا لماذا ﻻ يرد ؟
- من الذي ﻻ يرد ؟
- حسام ﻻ يرد على اتصالاتي منذ اسبوع تقريبا
- فريدة المحاضرة توشك أن تبدأ فهيا بنا و أن كان على حسام سوف أتصل به ﻷعرف منه ما الذي حدث وجعله ﻻ يرد على اتصالاتك ..اتفقنا
نظرتفريدة نحو صديقتها و قالت
- طيب سوف اغلق الهاتف اﻵن ..فهيا بنا
ثم ذهبتا الى المحاضرة .. ...
____________________________________