الفصل الحادي عشر

476 22 15
                                    

قرية بني السويلم
العام ١٩٨٤م

عُثِرَ على هشام الحساينة مقتولاً  بعدةِ طلقاتٍ نارية في انحاء متفرقة من جسده و الذي عثر عليه بهذه الحالة هو فلاح كان متوجها الى حقله في اطراف القرية بهت الرجل و فزع عندما تعرف على صاحب الجثة فما كان الا التوجه الى مخفر الشرطة الصغير  راكضا .
وصل الفلاح و هو مقطوع النفس و هو يصيح و يلهث :
- شاويش عطية ..شاويش عطية
خرج الشاويش عطية و هو يشمر عن اكمام بدلته العسكرية الترابية اللون :
- ما بك يا عرفان ؟
- أنجدني يا شاويش عطية .
- ماذا هناك يا رجل تكلم ؟
- أ تعرف هشام بيه الحساينة ؟
- أجل ، ما به ؟
- وجدته مقتولاً بالقرب من الترعة التي بجانب أرضي .

بُهِتَ الشاويش قائلا :
- ماذا ؟
- مثل ما قلت لك أي مصيبة وقعت على رأسك يا عرفان ؟
- خذني الى مكان الجثة.
ثم أمر عدد من افراد الشرطة للتوجه معهم نحو مكان جثة هشام الحساينة ....
و عند مكان الجثة قال الشاويش عطية بعد معاينته الجثة و تغطيتها بقماش ابيض  و امر أحد الجنود أن يقف بالقرب من الجثة و أن لا يسمح لأحد بالاقتراب منها :
- لا حول ولا قوة الا بالله
فقال الفلاح عرفان :
- و ماذا الآن يا شاويش عطية ؟ و أنا ما هو وضعي
فقال الشاويش :
- يجب أن ابلغ المركز و اهله أما انت فوضعك معروف أنت مجرد شاهد فقط .
و كان ما قاله الشاويش عطية
و انتشر خبر مقتل هشام الحساينة  في القرية حتى وصل الى مسامع امه التي لم تصدق و هرعت هي الاخرى الى مكان الجثة التي ما أن رأتها حتى توقف بها الزمن فلذة كبدها مضرج بدماءه و مغطى بقماش ابيض .
مشت ببطئ و عينها على الجسد المرمي على الارض كانت خطواتها ثقيلة و كأن أحدهم ربط حول قدميها صخرتين ثقيلتين تمنعانها من السير و صلت عند الجثة و نزلت لمستواها و نزعت الغطاء عن وجهه تتأمله صغيرها تذكرت حين ولدته و حين كان يلعب مع أخيه الأكبر و هي تقدم لهما ما لذ وطاب من الاطعمة و...و.  ....ذكرياتها كثيرة معه منذ نعومة اظافره حتى شبابه .
ضمته الى صدرها و الدموع تملأ عينيها و اخذت تهزه كما كانت تفعل و هو لا يزال صغيرا و هي تنوح باسمه مثل الطير الذبوح .
وصل ضابط التحقيق الى المكان و شاهد ما يحدث و سأل عن المرأة فأخبره الشاويش عطية بأنها أم المجني عليه و أنها لم تصدق ان ابنها قد قتل فأمر الضابط بنزع الجثة من بين يديها لأكمال التحقيق  فذهب الشاويش عطية الى السيدة خديجة يرجوها بترك الجثة و حين طلب منها ذلك رفضت ترك جثة ابنها و بعد صعوبة و بالحاح من ابنها الاكبر تركت الجثة و هي تتوعد آل النجايدة بأخذ الثأر منهم .
اتهمت عائلة الحساينة صلاح النجايدة بقتل هشام بسبب رواية أحد الشهود الذي رفض الكشف عن اسمه أنه توعد أي صلاح بقتل هشام لأنه يكرهه بشدة و لأن هشام اراد خطف بهيرة شقيقة صلاح الأمر الذي نفته عائلة الحساينة و خاصة أمه السيدة خديجة و أخيه الأكبر .

_____________________________________________

في ذلك الوقت

كانت بهيرة النجايدة محبوسة في غرفتها و معزولة عن العالم بعد أن قام صلاح بضربها على رأسها و فقدانها الوعي اثناء شجارها معه حين قطع عليها و هشام الطريق و هما في طريقهما الى خارج القرية بسيارته حين علم بزواجها من هشام بالرغم من معاضته
حين افاقت وجدت نفسها في غرفتها فأول شخص خطر في بالها كان هشام نزلت من على السرير و توجهت نحو الباب بالرغم من ترنحها و الدوار الذي اصابها نتيجة الضربة
وصلت للباب بشق الأنفس بالرغم من المسافة القصيرة بينه و بين سريرها و حين ادارت الاكرة وجدت أنه لا يفتح حاولت عدة مرات و لم يفلح الأمر ايقنت أن صلاح قام بحبسها في الغرفة فأخذت تطرق الباب و تنادي عليه بصوتها و على ابيها الذي كان هو الآخر غير راض عما قامت به و لكن دون مجيب و كأن البيت اصبح مهجورا  .
فجأة سمعت صوت المفتاح يدار من الخارج ابتعدت قليلا ليفتح الباب صلاح و الشر يتطاير من عينيه .
حين رأته بهيرة تراجعت الى الخلف و هي تشعر بالخوف الشديد  يتقدم كان يحمل بيديه حبلا و هو يوجه الكلام أليها بحنق :
- اليوم موتك على يديّ يا فاجرة فليس لديك من تحتمين به ذلك ابيك رجل مريض و ذلك الخسيس الذي تزوجتهِ قتلته بيدي و الدور عليك بالموت و لكن قبل أن أقتلكِ سأعذبك
ثم بدأ بجلدها و هو يسبها و ينعتها بأقبح الصفات أما هي فقد كانت  تصيح بأعلى صوتها بأنها لم تفعل ما تخجل منه و أنها تزوجت على سنة الله و رسوله بالانسان الذي احبته و أنه أي صلاح غاضب لأنه اراد تزويجها بصديقه التافه المغرور ذلك المدعو شكري عبيد كنوع من التبعية له لأنه ثري و فاسد
ازداد جلد صلاح لبهيرة ضربه لها كلما تفوهت بالحقيقة التي رفض الاعتراف بها حتى ادمى جسدها المنهك .
دخلت جليلة و كانت لا تزال شابة الى المنزل لتحضر ملابس لوالدها الراقد في المشفى بعد اصابته بذبحة بعد أن علم بما فعلته بهيرة بهروبها من المنزل مع ابن الحساينة و زواجها به .

أزل و عصام Where stories live. Discover now