الفصل السابع

355 18 8
                                    


أخذت السيدة خديجة تنقر على الأرض بعصاتها في انتظار ايصال خط الهاتف الذي طلبته للاتصال بحفيدها الكبير عصام و هي تشعر بالقلق العميق بعد ما حدث هذا الصباح و ما صدر من حفيدها الصغير  حسام و الكلام الذي قاله
ارتفع صوت الهاتف الارضي الذي كانت تجلس بجانبه فأخذت السماعة لترد على عصام :
- ألو ..عصام أتسمعني يا بني ؟
- مرحبا يا جدتي .. ماذا هناك ؟
- عصام هل رأيت حسام ؟.
- حسام ؟! كلا لم أرهُ و ما الذي يجعلني أراه ؟
- لقد قرر حسام أن يستقر عندك في القاهرة هل وصل عندك ؟
- ماذا ؟ قرر أن يفعل ماذا ؟ أن يستقر في القاهرة التي لا يتحملها لأسبوع واحد ثم يهرع عائدا الى القرية ؟ أهذه مزحة يا جدتي ؟
تنهدت السيدة خديجة و هي تجيبه :
- كلا ليست كذلك لم تخبرني أ وصل عندك ؟
- كلا لم يصل الى هنا فأنا في القصر استريح قليلا ثم بعدها أخرج لموعد مهم ؛ و أذا كان قد آتى الى القاهرة فمن المفروض أن يكون هنا منذ ساعتين لو افترضنا أنه يسافر بالسيارة هل أتصلت به ؟
- فعلت و لكنه لا يجيب على اتصالي . 
- حسنا سأتصل به و أرى ماذا يحدث مع ذلك المتقلب .
قال ذلك و هو ينهض من سريره بعد أن أزاح عنه الغطاء ثم ما لبث أن أغلق الهاتف بعد أن ودع جدته التي انتزعت وعدا منه بالاتصال بها ليطمئنها على حسام .
( تبا لك يا حسام يا لك من غبي و أحمق لنرى أين أنت ؟ )
قال ذلك في نفسه و هو يبحث عن رقم أخيه في سجل المكالمات في هاتفه ؛ وجده ثم ضغط على الاسم و وضع السماعة على أذنه ينتظر رد حسام على الاتصال وهو يقول بصوت مسموع ( هيا رد يا أيها الاحمق )
ما أن فتح الخط حتى صرخ قائلا :
- أين أنت يا غبي ....

_____________________________________________

كانت أزل في غرفتها الصغيرة في منزل جدها في ذلك الوقت تتصل بأمها للاطمئنان عليها كالعادة عندما طرق باب غرفتها و أطل رأس فريدة منه بعد أن سمحت للطارق بالدخول أنهت الاتصال مع أمها حين قالت فريدة :
- هل تسمحين لي بالدخول ؟
- بالطبع تفضلي .
دخلت فريدة و أغلقت الباب وراءها قائلة :
- هل استطيع التحدث معك ؟
ابتسمت أزل فعلى الرغم من سبب هذا الحديث الذي تعرف جيدا عن ماذا فأنها فرحت بحدوث هذا التقدم الذي قلص الفجوة بينها و بين ابنة عمتها ،قالت :
- بالطبع تستطيعين .. تعالي و اجلسي هنا ...
أشارت نحو السرير ؛ تقدمت فريدة الى داخل الغرفة و جلست حيث اشارت أزل التي اردفت حين جلست في مقابلها :
-  ها عن ماذا تريدين التحدث ؟
- تعرفين جيدا عما اريد الحديث عما حدث هذا الصباح لقد جئت لأقول لك بأني ..بأني...
- بأنك ماذا  ؟
- بأن لا علاقة بي بحسام و أن معرفتنا سطحية مجرد ابناء قرية واحدة
- ها هكذا الأمر أذن
- ماذا تقصدين ؟
- أتعلمين يا فريدة لقد أخبرني حسام بشئ مشابه لما تقولينه
- مشابه ؟
- نعم ولقد أضاف أنه تعرف بك ليتلاعب بك و أنك مجرد رقم في سجل علاقاته النسائية الطويلة و...
كانت أزل تراقب ردة فعل فريدة التي بدأت تتغيير مع كل كلمة لقد فضحتها ملامحها فما بين الغضب و الحزن ظهر الحب و تأكدت أزل من أن فريدة و حسام عاشقان غبيان و هما يستحقون المساعدة لأنقاذهما مما هما فيه .
سمعت فريدة و هي تقول :
- الوغد يتلاعب بي ...
ضحكت أزل ملأ قلبها فدهشت فريدة لضحكها التي وقفت تشاهد قريبتها تضحك و لقد تأكدت من أنها من آل النجايدة فلقد رأت بها شبها بضحكة أمها فاستفسرتعن سبب ضحكها قائلة :
- ما الذي يضحكك بهذا الشكل ؟
- لقد تأكدت من أنك تحبين حسام بنفس القدر الذي يحبك فيه
- ماذا و لكننك قلت ...
- أنس ما قلته لك قبل قليل فقد كان مزاحا مني لأعرف مدى حبك لقد فضحتك ملامحك اسمعيني يا ابنة عمتي أنت و هو تستحقان كل سعادة العالم و من المؤلم قتل مثل هكذا حب ألا تتفقين معي ؟
ذهلت فريدة من كلام أزل فقالت و هي تهز رأسها موافقة :
- أجل نستحق أنا و هو ذلك و لكن هناك أمور عديدة تمنع ارتباطنا .
- و ما هي تلك الأمور ؟
تنهدت فريدة :
- الثأر الذي  بين عائلتينا و الذي حتى لو انتهى سيبقى قائما كالجدار بيننا يزداد سمكا بوجود جدته تلك الحيزبون الشمطاء و أخيه الثعبان السام

أزل و عصام Where stories live. Discover now