" 17 "

380 59 32
                                    

أصطدمت بالجدار خلفي لاتوقف برعب من تقدم أوس نحوي رأيت أبتسامته الجانبية و هو يقول " هيا يجب عليك الاختيار أنسة جودي " شعرت بأنني غير قادرة على الوقوف من شدة الهلع الذي أصابني و خاصتا بانه لم يعد يفصلنا سوى إنشات بسيطة ..

" لما.. لما تفعل هدا أوستن " نطقت بنبرة معاتبة و أعتقد بأن دموعي على الحافة فاخفظت بصري للأسفل كي لا يراني ، و شعري المنسدل قام بتغطية كامل وجهي .

قابلني الصمت لفترة و شعرت بأبتعاد أوستن بدون أن ينبت بنصف كلمة بعد ثواني سمعت الباب يغلق فعلمت بأنه ترك المكان و هنا أسندت ظهري للخلف لأجلس و أضم قدماي بيداي حاولت التماسك و لكن دموعي خدلتني عندما انهلت باكية .

شعوري متخبط بين حزن ، عتاب ، لوم ، تفكير ، قوة ، ضعف و الكثير الكثير من المشاعر التي لا أعرف عنوان لها " أنا اسفة ماهي " نطقت بضعف في الفراغ و كأني أراها أمامي ، أصبح تنفسي ثقيل بينما عقلي يصور لي أحداث اليوم المشؤوم .

أمسكت برأسي لأصيح " توقف أرجوك " و أنهرت مجددا يا إلاهي لا أريد أن أعود للعلاج النفسي " لا أريد تعاطي المهدئات مجددا " صرخت ببكاء و استلقيت على أرضية الغرفة لأتكور حاضنة قدماي .

" جودي !! " صرخة مار أفاقتني لأمسح دموعي بضعف بينما شعرت بها تجلس و تسحبني لترغمني على الجلوس .

" ما بكي جودي ؟! " تمتمت و هي تعانقني كدت أن أنفجر باكية مجددا و لكني شعرت بأنني سأضعف أكثر، لهدا أبتعدت عنها لأستقيم من جلوسي و أمسح ما تبقى من دموعي .

" لا تقلقي ، لا شيئ مهم " نطقت بصوت مختنق و خرجت من الغرفة لاذهب لغسل عيناي .

خلال طريقي قابلني أوس مجددا و لكن في هده المرة لاحظت ابتعاده السريع من المكان ، كان يبدو متوتر جدآ على عكس ظني ، فتوقعت بأنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة أنكساري و لكن يبدو أنه ينتظر انهياري كما قال .

غسلت وجهي و من ثم خرجت لأجد مار تقف تنتظرني " أتشعرين بتحسن " سألت مار بقلق ﻷومئ بالايجاب و أدخل غرفتي مجددا .

" بالمناسبة مظهرك بهدا الفستان رائع " نطقت مار لتحاول تلطيف الجو فأبتسمت و أومئت بهدوء .

" سوف أبدل ملابسي " نطقت لأراها تخرج من الغرفة بتفهم ، و ها أنا أعيد ارتداء ملابسي المريحة و أقف أمام المرأة و لكن في هده المرة ليس لتفحص مظهري بل لادعم نفسي .

" أنت قوية جودي " همست لنفسي و أبتسمت برضى و مرة أخرى قاطعني طرق الباب " أيمكنني الدخول جودي " أخبرتني مار بخفوت لاتوجه و أفتح لها الباب لأسمح لها بالدخول.

" جودي اشعر بأن هناك شيئ حدث بغيابي " همست مار و هي تتبت نظرها علي .

" لا أريد التحدث بالأمر خاصتا الان " وضحت لاراها تومئ بتفهم .

One Minute of thinking | دقيقة من التفكيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن