28 || لدى كوخِ الساحرة..

2.2K 254 40
                                    


لمحت عيناي غرفةً قررتُ المخاطرة بالدخول لها عسى أن أجد نافذة أقفز منها، كُنت أعرف أن معظم غرف الجزء السفلي من القلعة هنا تحتوي على نوافذ .. كُنت أأمل !

فتحت الباب ودخلتُ بسرعة، كانت غرفة خدمٍ غير شاغرة كما زعمت بنظراتي السريعة، وجدتُ قربي خزانةً فارغة؛ فرميتُ الكيس بعيداً ورُحت أدفعها لتُغلق على الباب، كان هناك سريرٌ كذلك فضممته لها ووقفتُ هناك أنتظر هجوم الكِلاب الذي أتى عنيفاً. تحركت الخزانة والسرير بمسافةٍ ضئيلة فأعدتُ تقريبهما.

نظرتُ حولي ووجدتُ أن أحلك مخاوفي تجسدت.

لم أجد نافذة.

كانوا مستمرين بالدفع، كُنت اعلم أنها مسألة وقتٍ حتى يُكسر الباب والخزانة الخشبيان بجماجمهم المُتحجرة ويُبعدوا السرير.. وأنا محتجز. هل انتهى أمري؟! إلهي، هل هذا ما أستحقه لتفكيري بسلامة الآخرين لأول مرة بدلاً عن نفسي؟ أعلم أن السرقة جريمة لكنها أرحم من القتل، أطالب بتعويض ! لأول مرة بحياتي لم أتصرف بأنانية وأريد مكافئة فلِم حصلتُ على هكذا عقاب؟!

-" تحتاج مساعدة؟ " سمعتُ صوتاً من خلفي. صوتٌ أعرفه.

نظرتُ للسقف، متمتماً:" أعلم أنه لم يكن دعاءً صحيحاً، لكن شكراً لتحقيقه لي. شكراً. " نظرتُ لآستريد التي كنت اعلم أنها مُستغلة لعينة أتت عمداً بهذا الوقت. لكني لم أهتم. " أخرجيني من هنا. "

ابتسمَت:" مُقابل ماذا؟ " ابتسامةً ماكرة.

-" بحق الخالق !! يُمكنكِ إرسالي الآن لأي مكان تريدين، أعلم أنكِ تحتاجينني بأمرٍ ما ! فقط أخرجيني !! " أنا لستُ عدواً لها بالمقام الأول، لن تعذبني أو أياً من هذا القبيل صحيح؟ وبأيّ حال لعلّ في التعذيب فرصةً للهرب عكس حالي الآن حيثما لن أنتهي إلا عشاءً لذوي الأنياب أولائك !

-" حسناً إذاً، فليكن. " أمسكتُ جِوال القطع بينما اقتربت مني. لم تكن قدرتها مباشرة كما برِيا؛ كانت تعمل بطريقةٍ خاصة هي وضعُ سبابة يدها عند موقع قلب الشخص. ذاك ما فعلته وما ذكرّني بأول مرة فعلتها لي، لكنها قالت هذه المرة:" إياك أن تلمس شيئاً حتى أعود. أقسم أني لو رأيتُ زُجاجةً واحدة مُنحرفة عن مكانها فمصيرك سيكون أسوأ من الذوبان في معدة مخلوقٍ من أولائك. " لم أرد وكان كل ما يشغل آذاني الأصوات العالية لضربات الكِلاب الهائجة وللأثاث يقترب مني شيئاً فشيئاً.

دفعتني كما أول مرة بإصبعٍ واحد تشعرُ بقوةٍ لا طبيعية فيه، والسقوط لم يكن سريعاً كما هو مفترض؛ كان طويلاً كما لو أنك تسقط في هاوية لا متناهية من فراغ. وبالنهاية وصلتُ لآخرها ولامست يديّ أرضاً باردة، لم أهتم لمكاني بقدر فكرة أني نجوتُ وجِوال القطع معي..

نجحت عمليةُ السرقة.

سرقتُ الملك !!

لم أشعر بنشوة النجاح يوماً كما الآن، ربما لأني لم يسبق لي وأن تعبتُ في عمليةٍ كما هذه، أو لأنني وببساطة سرقتُ ملكاً ! وليس أي شيء، قطعٌ تمتلك قِوى مهولة كان مُستعداً لمقايضتها ببلدٍ بأكملها ! أنا .. سعيد !

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن