✴|الفَصلُ السابِع عَشـر: خَريفُ المَشاعِـر.

ابدأ من البداية
                                    

دُموعٌ تجمّـعت بمُقلتيـها كَبحتها بِصعوبـةٍ بسببِ الوضع المُحرِج الذي ستُوضـَع بِه عاجِلـاً أم آجِلـاً، عضـّت عِلى شفَتيـها تَمنعُ شهقاتَهـا مِن الخـُروج.

وَالآخـر الذي لَم يُلاحِـظ شيئـاً مِن هذا قامَ بسحبِ الغطاءِ غَفلـة عَنها فينظُر فاتحـاً عينيـهِ عَلى مصرَعِهمـا ثمّ يُعيد الغِطاء مَكانه كاتمـاً ابتسامتِـه أمّا هي فقَد تمـرّدَت دموعـُها الخائِنة عَلى وَجنتيـها، لَم تَعتقد أنّها قَد توضَع بهكذا موقِف طيلَة حياتِها لِذلك لَـم تدرِ كَيفية التّعامُـل مَعـه.

ابتعد مدوّراً لِسانـَه فِي حَلقِه يفَكّـر فينطـُق:

"سأحضِر لكِ خادِمة للمساعَـدة، فأنا لا أستَطـيعُ مساعدتكِ هكَذا، سأتّسِـخ"

أشارَ عَلى ثيابِـه الراقيـة نِهايـةَ جُملتِه، فتعبـُس هي وَتدير بصَرهـا جانِبـاً.

خَطى الآخَر ناحِيةَ البابِ ثمّ استدارَ لَها:

"هَل قُلـتُ أنّكِ طِفـلة؟ آسِف لَم أقصـِد هذا!"

تفـوّه بِكلماتِه المستفـِزّة والمحرِجـة بابتِسامـَة جانِبيّة، فيتركُها بوجهِهـا المُحمـَر وهي تتعرّقُ بشِدّة من خجلِها وأنّـى لَها أن لا تَخجل بعد ما حَصـل!

خرجَ مِن الجَنـاحِ فنظـرت هـي ناحيَة البابِ بعد خروجـِه

"أكرَهُـكَ أيّـها اللعِيـن الوَسِيـم المُنحَـ..."

صرَخت وسُرعان ما تَدارَكت قَولها حتّى فُتح الباب وَامتدّ رأسه قليلـاً مُتحدثـاً:

"أنـا وَسيم ولكِن لستُ بِمنحرف، وأيضـاً لا تَلعَني مُجدّداً أيّـتُها الطِفلـة... أقصـد المرأة!"



"آنِسَة إيميلـي، سُموّ الأمِير يطلُب رؤيتـكِ، إنّه ينتظـِرُ في الخـارِج"

أردفت بعد دخُولِهـا للمطبـخِ فتنظـُر لَها إيميلي ثـمّ تومـِئ.

ابتسَمت بخِفة بعد تذكُّـرهـا ليلَة أمس عِندما اعترَفـت لـَه، هي لَم تعتقِد أنّهـا ستفعَل شيئـاً كهذا يوماً ما بسببِ خَجلهـا، لكنّ حُبهـا لَه طغى على ذلك الخجـل بَل وَمحاهُ أصلاً!

خرجَـت لِتراه ثمّ تذهَـب نَحوَه فتصِل أمامـَه، انحَنت بخِفّة لتتكلّـم بشبحِ ابتسامـَة لطِيفة مع صوتِـها الأنوثـيّ الأشْبه للهمـسِ بسببِ هدوئـها:

"سُمـوّك، هل طلبتَ رُؤيتـِي؟"

قالتَ جُملتهـا لتَصِل إلى مسامِعِـه وَسُرعان ما عَقـَدَ حاجِبيَـه مُقـَوِّسـاً شفتَيـه ليُردِف بِانزِعـاجٍ واضـِح:

رَماديَّـة العَينيـن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن