-12- سيلست غولدن

Start from the beginning
                                    

"شخص مثلي لن يعرف."
تحدثت لنفسها وهي تناظر الباب أخيراً حيث وصلت وجهتها مع رفاقها الفئران الذين حاولوا تسلقها لسرقة الخبز الجاف من حقيبتها.

طرقت الباب مرتين والجرذان فروا جميعاً وكأن الباب الذي سيفتح لا يوجد خلفه سوى الضباع التي ستلتقفهم بسهولة.

حارس ذو بنية لا بأس فتح الباب الكبير وأخذ يحدق بها بحاجبين أسودين معقودين بشدة.
"من أنتِ؟"
سأل أخيراً حين لم يتعرف على الوجه الذي اختفى أسفل شال صوفي طويل.

"أرجو أن تسمح لي بالمرور."
قالت من خلف وشاحهها ناظرة مباشرة في عينيه دون تردد لتنحل عقدة حاجبيه ويطالب:
"ألديكِ تصريح مرور؟"

"لأنني لا أملكه أطلب ذلك منك بلطف."
بررت بنبرة آلية لتنقبض عضلة في فكه ويقبض عليها من ياقة معطفها قائلاً:
"أيتها الفتاة الصغيرة أنتِ لستِ مخولة للدخول هنا، يجب أن تأتي معي."

سحبها بقوة ليدخلها مغلقاً الباب في حين نهض صديقه -الشخص ذاته الذي تم خداعه- من مكانه بصدمة سائلاً:
"ما الخطب؟"
أجاب الأخير مرافقه بلا اكتراث متقدماً نحو الممر المظلم:
"فأرة تائهة فحسب، سأتدبر أمرها."

"هكذا إذاً."
تمتم الأخير قبل أن يجلس مكانه ويعود لقراءة مجلة خاصة بلا اكتراث.

بصمت سمحت له بجرها حتى وصلا نقطة مظلمة سألته عندها:
"من لا يخوّل لهم الدخول، ماذا يحصل لهم؟"

قهقه بلا فكاهة ليقول بعدها بنبرة قاسية:
"يتم إسكاتهم بعدة طرق، إن كانوا لا يعلمون شيئاً وأتوا بمحض الصدفة فسيحبسون هنا، أما إن أتوا بمعرفتهم بما يجري في الداخل فسيتم قتلهم، حتى الفئران التي تقطن هذا المكان لا تعلم الكثير عما يحدث هنا."

"فهمت. الآن أستطيع فعلها بضمير مرتاح."
تحدثت وهي تسحب قفازها عن يدها الحرة بأسنانها لينظر لها بلا فهم متسائلاً:
"فعل ماذا؟"

تفاجأ حين قامت بإخضاعه أرضاً عن طريق ثني ركبتيه بخاصتيها وبيدها الحرة أمسكت بشعره بقوة قبل أن تضرب رأسه بالأرضية بعنف.
"هذا."
أعلنت.

نهضت وهي تعيد وضع قفازها على يدها قبل أن تعبث بجيبه مهمهمة بتعجب:
"لقد أغمي عليه بسهولة. يبدو أنني بالغت، أتمنى ألا يكون قد مات."
أخرجت سلسلة مفاتيح من جيبه لتضعها في جيبها الخاص قبل أن تنهض ملقية بنظرة أخيرة على جسده الذي افترش الممر ثم تردف متخطية إياه:
"رغم أنني لا أهتم حقاً لأمثالك."

لقد أدركت الآن، أن بعض البشر يستحقون الموت أكثر من مصاصي الدماء وللحق طريقة كلامه حيث بدا وكأنه يتحدث عن حيوان وليس كائن حيّ يفكر ويشعر أثارت غضبها. البشر سيقتلون بعضهم وليس أعدائهم. علمت لما مازال مصاصو الدماء يشاهدون من بعيد، إنها لمسرحية هزلية لهم.

نحو الزنزانة التي احتوت مصاصي الدماء في الأسفل تحركت حيث ما حطت قدمها هناك حتى بدأ سكان الزنزانات بالتحرك متألمين وبأصوات متعبة يكررون كلمة واحدة:
"دماء."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now