أنوار خافتة ومسرح من الخشب الداكن تماشى مع ألوان الديكور الداكنة توسط القاعة. أما الجدران مع الأرضية فاختارتا الرخام الأسود المشوب بخطوط عشوائية فضية رداءً لهما.

خطوات لإمرأة تتحرك بكعبها على المنصة تكفلت بإخراس جميع الحضور حين خطفت خطواتها بخفة وإتزان نحو منتصف المنصة.

أزاحت خصلات شعرها الذهبية المموجة التي غطت شيئاً من وجهها بعنفوان قبل أن ترفع رأسها للأعلى وتناظر جميع المتواجدين بعيون حمراء متوهجة. شفاهها المطلية بالأحمر القان تماشت مع لون فستانها الذي قام بتفصيل جسدها المتناسق ببراعة لا نظير لها. يدها التي تزينت بالحلي ارتفعت في الهواء مع هتافها:
"سيداتي وسادتي، شكراً لحضوركم ندوة اليوم رغم مشاغلكم الكثيرة، إنه لشرف أن أقوم بافتتاح أمسية الليلة وأكون مضيفتها."

صمتت للحظات وكأنها تستشف الأجواء بعيونها البراقة ثم فتحت كلتا ذراعيها للهواء مردفة بصوت قوي جذاب:
"لقد تطاول البشر بما فيه الكفاية على أسيادهم..."
الأصوات تلاشت تماماً وحصلت على التركيز الذي كانت تتأمله وتصبو إليه:
"لم يتعظوا من موت عدد هائل منهم لطفيلي لا يُرى بالعين المجردة حتى بل وتجبروا على عطفنا رافضين الإنحناء وشكرنا على إبقاء ما تبقى منهم أحياء تحت رعايتنا الكريمة."

تحركت على المنصة للأمام وكأنها ترى وتخاطب كل شخص في القاعة:
"أعتقد أننا صمتنا بما يكفي. اسمحوا لي بأن أمرر كلماتي لملكنا الصاعد الذي ينحذر من عائلة السلف الثاني هايس العظيم جيفرسون إيليورد."

أصوات الهمسات ارتفعت وغدا المكان صاخباً في حين ارتسمت ابتسامة مستمتعة على شفتي مضيفتهم التي غادرت المنصة بهدوء.

في جهة أخرى وعند باب المدرج الذهبي استندت شابة بظهرها للجدار محدقة بعينيها الحمراوان للحشد بلا تعبيير يذكر حتى قاطعها دخول أحدهم جاذباً نظرها نحوه.

"متأخر كالعادة."
تمتمت بتبلد إلا أن أشقر الشعر لم ينظر اتجاهها حتى وركز على محاولة التقاط ما فاته.
"لا مغزى من حضور هذه الاجتماعات."
علق.

إنزلقت عيناها الحمراوان من على وجهه باتجاه المسرح الذي كان فارغاً قائلة ببرود ممتعض:
"السلف الثاني سيتحدث الآن."

عيناه الخضراوان التمعتا بشرارة ذهبية وكأنه استدرك عن ماذا يدور كل هذا الهرج والمرج الغير معتاد.
"لم يخبرني أحد عن أن مثل هذا الهراء سيحصل اليوم."
يده امتدت لداخل معطفه يستشعر وسامه الذي لم يعلقه على صدره منذ مدة ثم غمغم:
"رغم أنني أحمل اسم سلف بدوري."

ابتسامة جانبية ظهرت على شفاه مصاصة الدماء حين تحدثت:
"أرى الحزن سيقتلك يا زافير."

"اسمي المجرد؟ وأنا من ظن بأنكِ الشخص الوحيد الذي يحترمني هنا."
تنهد زافير قبل أن يضع كلتا يديه في جيوب معطفه الأبيض الذي تزين بسلاسل ذهبية ويردف:
"أهكذا تكافئينني على إنقاذي لحياتكِ؟"

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now