-5- خلف جدرانهم العالية

Start from the beginning
                                    

شيئاً فشيئاً ومع الوقت شعرت برأسها بدأ يطالب بالراحة وعينيها بالنوم، الشمس تلاشت والجو أصبح بارداً وقبل أن تنام غمغمت:
"لا أشعر أنني بخير."

.
.
.

"سيدي الشاب..."
تمتم إدوارد مستأذناً للحديث برأسه المنحني ليهمهم المقصود بإصغاء جعل الأخير يتشجع ليفتح فاهه:
"ما الذي كنت تبحث عنه اليوم هناك؟"

"شخص ما وبعض المرح."
أجاب وهو يرمي الكتاب من يده على الطاولة المذهبة أمامه قبل أن يستقيم بوضعية جلوسه واضعاً ساق يمناه أعلى ركبة قرينتها مردفاً بمكر:
"وأعتقد أنني وجدت أحدهما."

"لا تتعلق بتلك البشرية سيدي، فأنا سأقتلها!"
عيناه تحركتا نحو تلك التي تجلس في ركن أخر من الغرفة بحاجبين معقودين قبل أن يسأل:
"لماذا سيون؟ لقد راقت لي حقاً، ألا يمكنكِ تقديم تنازل بسيط من أجلي؟"

"إنها أحد المشتبه بهم بقتل والدي وأيضاً...."
نهضت من مكانها وهي تردف بحدة منتحبة:
"لأنها راقت لك أيضاً، سيدي، يمكنك شرب دمائي فحسب، لا داعي لبشر قذرين مثلها."

"حسناً، اصمتِ."
قال مقاطعاً ببرود لتصمت الأخيرة من فورها قبل أن تستمع له بإذعان وهو يقول بجدية:
"لا يهمني أمرها بحق، ولكن لدي شعور قوي بأنكِ إن حاولتِ قتلها فستقتلكِ أولاً، فالتتواضعي وتقبلي كلماتي المحذرة."

"هذه إهانة بحقي."
غمغمت سيون بحنق ليرمقها إدوارد بشيء من الحدة محذراً إياها من الإطالة في مجادلة سيدهم لتشيح بوجهها وتعود لتجلس صامتة في مكانها.

"كما أخبرتكما..."
عاد إيدغار للتحدث وهو ينهض من مكانه متجهاً نحو الشرفة التي أطلت على مملكة الكريستال بأكملها مردفاً:
"أنا أبحث عن شخص مهم لكن إياكما والبوح لأي شخص عن مرادي، تعرفان العواقب."

"أوامرك مطاعة."
كلاهما تحدثا بآلية رؤوسهم تطرق للأسفل أكثر فحسب في حين ابتسم إيدغار برضى واستطرد:
أيضاً أليس من الممتع أن نكون في الخارج؟ بعض البشر نادرون لقدرتهم على جعلنا نشعر ولو مرة بالتحدي."

عيناه الذهبيتين ارتفعتا للقمر محدقاً به للحظات قبل أن يستأنف:
"هذا العالم كان مشوه ومازال حتى النخاع. كل شيء مقلوب رأساً على عقب وغير منطقي، حتى قبل أن نظهر أنفسنا للعلن، كنا وكانوا ومازلنا ومازالوا....لكنه سيبقى مليئاً بالجمال، فالجمال لا يمكن إخفاءه."

.
.
.

استقام جسدها من على السرير لتنزل قدميها ببطء من عليه، نهضت ونحو صنبور المياه الملحق بدورة مياه الغرفة اتجهت لتملأ جوفها الفارغ وتروي ظمأها.

رأسها ارتفـع نحو المرآة لتظـهر عيـناها اللتان اكتسحهما اللون الأحمر مضيـئتان في الظـلام.

"لماذا تفعلين هذا بنفسكِ الآن؟"
تحركت شفتاها تستفسران قبل أن تطلقا تنهيدة طويلة متعبة.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now