✴|الفَصـلُ الرّابِـع: وقِحَة ومتسلِّط.

Start from the beginning
                                    

فيأخذ بذلك قسطاً من الراحة العقلية، وبينما هو قد إنشغل في قراءة هذا الكتاب العريق والإنغماس في معانيه وكأنه يعيش تلك الأحداث بنفسه، خطرت بباله تلك الفتاة التي حيرته ليستغرب من الوضع فلماذا قد تخطر بباله الآن! لقد إحتار بالسؤال الذي طرحه عليه عقله لم هو مهتم بها كل هذا الاهتمام؟

فهو من تتوسل الفتيات من أجل نظرة منه وتجلس عند قدميه فقط بإشارة منه فلماذا هي وما المميز بها؟ هل كل هذا لإختلاف لون عينيها؟ مالذي يجعله متلخبط الفكار ومتشوش الذهن فقط عند تذكره لها فهل يا ترى هو يحمل مشاعرا لها؟

وإن لم يكن شيئاً من هذا فلما ذاك الاضطراب الذي يحدث بداخله بمجرد رؤيتها؟



صباحُ يومٌ جديد على مملكتنا، أضاء نور كرة اللهب الوهاج غرفة الأمير فيسطع على وجهه الوسيم بينما هو قد انزعج منها وكيف لا يفعل وهو يفضل النوم على كل شيء في الحياة على الرغم من إنه غير كسول لتلك الدرجة!

إستيقظ من نومه ونهض من على فراشه الواسع،

فاحت رائحة العطر الزكية ممن يقابل مرآته الكبيرة ذات الحواف الذهبية، تبسّم لنفسه حينما إنتهى من تعديل هندامه.

ثم سمِع طرقاً على بوابة جناحه فسمح بالدخول، ودخلتْ بعدها تلك الخادمة التي كادت أن يغمى عليها من صوته الرجولي مع بحته الصباحية، أمرها بتوضيب ثيابه؛ فاليوم سيسافر الى مملكة بايكتشي من أجل حفل ميلاد الأميرة،

وعلى الرغم من أنه لم يكن يريد الذهاب الى هناك؛ لكنه قد أجبر بأمر من صديقه الملك فما عساك أن تقول بعد أن يطلب منك شخص عزيز شيئاً وخاصة إن هذا العزيز هو الملك بذاته؟



تتجول في أروقة القصر ولم تجد نفسها إلا وقد وضعت في حديقة القصر الملكي، كل هذا بعد أن استيقظت وتناولت فطورها،

رأت ذلك الفلاح العجوز الذي كان يسقي البتلات الصغيرة والاعشاب لتلمع عيناها وتركض تطالبه بإعطاءها المرش فيفعل.

أخذت تسقي الورود الخاطفة للأنفاس بجمالها الأخاذ وهي تبتسم لا إراديا وإذا بها تبلل ثيابها! لتضحك بشدة على نفسها وصوت ضحكتها هذه أخذ يعلو فلم يعد يسمع صوت في المكان غير تلك الضحكة المثيرة!

في تلك الاثناء بينما كان ملكنا قد استيقظ لتوه وخرج الى شرفة جناحه إذا به يسمع صوتا أذاب جوهر قلبه وحرك مشاعره ليلتف لا إراديا للجهة الأخرى ليرى ملاكا واقفا يسقي تلك الزهور وكأنها منهن بل أجمل حتى.

رَماديَّـة العَينيـن Where stories live. Discover now