23 ديسمبر 2002
الأرض مكسوة بالثلج كل شبر منها أبيض ، الشمس لم تساعد حقيقة في إذابة كل هذا الكم الهائل من الجليد سامحة للناس عيش الشتاء بكل جموحه
كل هذا كان جميل في عيني الفتى ذو الثمان سنوات لكن ، العام الماضي ، و كل السنوات التي سبقته فقط ليس هذا العام ، فالثلوج و أعياد الميلاد لا تكون جميلة بدون كلا والديك معا لذا فكون طلاق والديه على الأبواب أفسد عليه الأمور
نظرت آن من المرآة الأمامية للسيارة إلى إبنها الجالس في المقعد الخلفي واضعا السماعات في اذننيه بينما ينظر من خلال النافذة ، زمت شفتيها بعبوس على حال إبنها منذ سماعه بخبر إنفصالهما و ابتسمت محاولة إبهاجه
" هيي هاري !" لم ينظر لها الصبي الصغير و من الواضح أنه لم يسمعها بسبب السماعات ، مدت يدها للخلف و نقرت ركبته لينظر لها بإنزعاج مخفضا صوت الموسيقى
بسبب إنفصال والديه بقي هاري مع أمه في المنزل بينما غادر والده الذي يحبه هاري كثيرا ، هو بالتأكيد يحب أمه كذلك لكنه يريدهما كلاهما معه ، كان طفلا و يحتاج حنان والديه
" ماذا ؟" سأل هاري بغضب طفيف لترفع أمه حاجباها مردفة " ما هذا الأسلوب الذي تخاطبني به ؟ لا تخبرني أنك ستعاملني هكذا أمام الغرباء ؟"
أعاد هاري أنظاره للنافذة لتزفر آن بقلة حيلة و تخاطبه بحنان أكثر " هاري ، ألا تستطيع رؤية ما أحاول فعله من أجلك ؟ أنا و والدك إنفصلنا لأن حياتنا معا أصبحت مستحيلة أنت مازلت طفلا و عندما تكبر ستتفهم موقفنا ، أرجوك هاري أنا أيضا محطمة الطلاق ليس شيئا سهلا يمر به أي إنسان "
إلتمس هاري الحزن في صوت أمه ليعض شفته بندم ، حدق بساقيه طويلا و عندما لم تحصل والدته على إجابة منه أكملت بإبتهاج هذه المرة " و كي لا نشعر بالوحدة بمفردنا قررت أخذك و قضاء الكريسمس عند صديقتي جاي صدقني ستكون أكثر من سعيدة بوجودنا معها كما انك ستتعرف بإبنها الصغير لوي انه يكبرك بعامين فقط أي أنه في العاشرة من عمره آمل فقط أن تكونا صديقين " ضحكت آن في نهاية حديثها ليقلب هاري عينيه
هو لا يريد أي أصدقاء حاليا ، كل ما يريده هو والده .
" أمي هل مازال الطريق طويلا " سأل هاري بإرتباك لتعقد آن حاجبيه بإستغراب " لا فقط القليل ، لماذا ؟"
" أحتاج دخول الحمام " تأوهت آن بإدراكعندما وصلوا رأى هاري سيدة أنيقة بانتظارهما ، كانت في غاية الجمال و من الإبتسامة التي زينت ثغر والدته و السيدة أمامه عرف هاري أنه جاي
" إشتقت لك " تعانقت السيدتان كثيرا بينما رغبة هاري بالحمام في إزدياد
" يا له من جميل هذا هاري صحيح ؟" قرصت جاي خده ثم قبلته طويلا ليبتسم لها قليلا و ينظر لوالدته التي فهمت مقصده بسرعة
YOU ARE READING
the years between us / L.S
Fanfictionرأيته مرة في طفولتي و مرة في مراهقتي و سأحرص أن أراه كثيرا في شبابي ، لم أكن أحبه في طفولته بسبب براءته الطاغية و اشراقه في كل مكان لكنني وجدت نفسي أتبعه كالأبله ، عندما رأيته بعد ثمان سنوات أخرى لم أعرف إلى أي مدى كنت مشتاقا إليه إلا عندما جرني كي...