الفصل السابع

5.7K 134 6
                                    

( علي اخر الزمان اصبح السائق الخاص بسيادة حضرتها)
يعرف انه بأفكاره تلك ظالم.... لقد كان هو من اصر علي علاء ان يكون من يوصله للمطار أولا قبل ان يصحب مهيرة لبيت الحاج منصور
لكن ما ان رأها بقامتها القصيرة وملامحها المتحدية حتي تلاشي تهذبه
وقف بعيدا في صالة المغادرة يسمح لعلاء ان يودع ابنته وكما وصله لسمعه ( يوصيها خيرا ببهاء)
كاد بهاء في تلك اللحظة ان يخرج مسدسه من غمده المخبأ باتقان ليفرغه بكلاهما الا انه تمتم
( ابعد يا شيطان)
أشار له علاء ليقترب فابتعدت مهيرة متأففة
ابتسم له علاء باعتذار ( اعرف اني اتركها امانة في يد رجل من ظهر رجل)
لم تتمالك مهيرة نفسها لقول بغل
( ابي! ما اتركها امانه تلك؟ انا لست شيئا لتتركه له)
لم يرد علاء وانما استطرد
( اعذرني يابهاء لقد تربت علي يد احدي اشرس النساء التي قابلت في حياتي..... توبة)

بمجرد وصولهما للسيارة وقبل ان تفتح مهيرة الباب وقف بهاء امامها قاطعا الطريق .... رفعت رأسها بتحد
( من فضلك ابتعد.... يكفيك اني سأجلس جوارك)
أجاب بهاء بصوت هادر وابتسامة مخيفة شريرة حاول جاهدا جعلها لتلك التي يبتسمها صقر
( اسمعيني يا بنت الناس الطيبين..... سأقول لك كلمتين كما تقول امي ضعيهم حلق بأذنك.... اتفقنا!
من هذه اللحظة لن يشفع لك معي سوي تأدبك واحترامك لي....
من هذه اللحظة يجب ان تعرفي اني لن اتواني اذا عاملتيني بأي طريقة لا تعجبني ..... ان اقتلك وادفنك في نكان لن يعرف عنه احد ..... )
ابتسمت بإستخفاف تحول لفزع مع طرقته العنيفة لظهر السيارة الذي أصيب بإنبعاج مؤلم
( ابتسمي.... اضحكي.... لكن اعرفي ان لقبي هو السفاح.... لقب لم احصل عليه بسهولة ابدا)
رأي تأثير تهديداته واضحا عليها ولكن القوة في عينيها اخبرته ان تأثرها لن يدوم
.... لذا ابتعد ليركب السيارة وهو يهتف بصوت مخيف
( هيا.... لا املك اليوم كله)
دخلت مهيرة السيارة صاغرة وهي تسبه في سرها بغضب خائف قليلا..... لن تنكر.... خاصة مع نظراته لها بعين شبه مغلقة قبل ان يدير مذياع السيارة علي اغنية يبدو انه اعدها مسبقا
( الدور الدور الدور موعودة ياللي عليكي الدور)


بيت منصور يعج بالضحكات التي تسللت مع روائح الطعام الشهيةوقد غرق البيت في اضاءة قوية ترحيبا بالضيفة.
فلم يستغرق مهيرة سوي دقائق بعد ان تركها بهاء لتصبح فردا اصيلا من افراد العائلة التي لم تعرف منها من قبل سوي قيس وبتول.
اما في تلك اللحظات فكانت رحيق وجميلة يتشادان معا علي من ستضيفها في غرفتها.
تجمعت الاسرة حول المائدة يرأسها منصور .... يمين مهيرة تقف هزيمة بنفسها تضع في طبقها الطعام المكدس وعلي يسارها تقف بتول تضع العصائر بمحبة نادرة الظهور من شخص بتول..... الا ان امتنانها لعلاء لمساعدته إياها تفهم شخصية قيس كان هو الغالب.
طرقات الباب القوية كانت ما اسكت الجمع لثوان وهم يرون زيد ابن عدي الأصغر يذهب ليري من الطارق.
كانت جميلة تجلس وبجوارها ابنتها سچي تطعمها في فمها بدلال.... ولكن لسبب ما غاص قلبها برعب وهي تري نظرات زيد المتوترة موجهة اليها وهو يتمتم
( انه محضر من المحكمة..... معه اعلان قضية لحضانة سچي من ... ابوها)
في دقائق كانت انوار البيت مطفئة.... الضحكات ماتت.... والطعام المفرود فوق المائدة الضخمة يحكي عن وجوم العائلة
كانت فاطمة اول من هتف بعد ان انتقلوا للصالون
( سأرسل في طلب ملهم.... لينزل من غربته فورا ويجد لاخته حل.... لن اترك حفيدتي تضيع من يا ناس)
قال عدي وهو يحاول تهدئتها ( يا فاطمة لا داع ابدا من نزول ملهم..... كيف سيترك زوجته المريضة وأولاده ليأتي علي الفور...كما ان احواله المادية حدث ولا حرج)
اجابت بحدة ( سأرسل له مايكفيه للحضور هو وأولاده وزوجته...)
قاطع منصور حدتها بقوة ( فاطمة... هذه الحالة لن تأتي بخير .... لم تعدمي رجالك هنا لترسلي في طلب ابنك)
لم يتحدث قاسم ... كان كل تركيزه مع جميلة ...... جميلة التي ومنذ سمعت الخبر.... تجلس بملامح ثابتة وكأنها قدت من حجر... دمعاتها لاتنضب وجملة واحدة تغمغم بها بين فنية واخري لنفسها لم يتبينها غيره
( حرمت اما من ابنها لسنوات... نفيته عن حضنها.... حان وقت العقاب)
كيف يمكنها قول ذلك.... يوقن انها تقصد معاذ بتلك الكلمات... ولكن مايثير جنونه انه متأكد ان معاذ من اخطأ... معاذ من اذنب ... وهو وحده من جلب لنفسه النفي.
لازال قاسم يتذكر ماحدث تلك الليلة بتفاصيلها ولا يمكن ان ينساه
كان حينها يمر بالصدفة امام غرفة معاذ حين سمع همهمات غاضبة لا يمكن ان تكون احداها الا لجميلة
لقد حذرته منتهي اكثر من مرة من علاقة معاذ وجميلة التي لاتخلو من التجاوز لذا قرر وفي ثانية كان يفتح الباب
ما رأه امامه كان ولازال محفورا بين جفونه
معاذ يحاوط وسط جميلة بذراعه من الخلف بقوة وكفه الاخر يكمم فمها يحاول اسكاتها
ما ان رأه معاذ حتي تركها وهو ينفي بفزع إجابة السؤال في عيني قاسم
( أبا زين..... ليس الامر ابدا كما تري)
جرت جميلة اليه وهو يلحظ بغضب متصاعد علامات أصابع فارقة فوق خدها الأبيض
( خالي .... لقد حاول معاذ ان...) لم تكمل الجملة وهي تنخرط في بكاء عنيف
تسمر قاسم في مكانه وهو يسمعها تقول من بين بكاء عاصف
( لقد أراد فعل هذا رغما عني في بيت جدي هنا ليكسرني ويكسركم ليجبرني علي الزواج)
لازال قاسم وبالرغم من مرور كل تلك السنوات لا تراوده لحظة ندم علي مافعل.
فأن يطرد معاذ ويطالبه الا يعود لبيت الحاج منصور ثانية..... لهو اقل ما يمكن فعله في ذاك الوضع
عاد للواقع المؤلم علي كلمات والده المستند علي عصاه بإرهاق
( لقد وكلت محام من افضل المحامين وسيدرس القضية ويبلغنا الخطوة السليمة في اقرب وقت)
توقفت جميلة عن البكاء وهي تقول بملامح غريبة وصوت ثابت
( وكيف عرفتم عن القضية من قبل ان يحضر رجل المحكمة؟)
أجاب منصور وهو يدرس ملامح حفيدته بحنكة
( معاذ اخبرنا..... حين اتي للزيارة منذ فترة)
اتضحت الرؤية امام جميلة وهي تربط مكالمته الهاتفية بالزيارة.... بالقضية
وفجأة تحت انظار الجميع انفجرت في ضحك... هستيري مختلط بالبكاء

عانق اشواك ازهاريWhere stories live. Discover now