الفصل السابع

Start from the beginning
                                    


وكما هو الحال في بيت العزاب ... لا مائدة عامرة ولا طعام بيتي شهي
جلس كل واحد من الأربعة أصدقاء علي كرسي بينما يوزع عليهم صقر الساندويتشات التي ابتاعها من المحل اسفل بنايتهم.
هز بهاء رأسه في اسي وهو يقول
( والله علي احدنا الزواج فورا.... تلك الصحبة خطر علي صحتنا ومعدتنا.... علي من يتتزوج ان يفرض علي زوجته فرضا ان تطبخ طعام بيتي لذيذ للثلاثة الباقيين)
أجاب صقر ساخرا
( هيا ياسيد ناصح احضر انت تلك الزوجة المبجلة.... ياخوفي ان تتزوج في النهاية من فتاة لاتطول معها سوي ساندوتشات الجبن والخيار)

اضجع بهاء للخلف بعنجهية وهو يعلنها واضحة
( مستحيل لانني حين اتزوج سأبحث عن فتاة تجيد الطبخ واعمال المنزل والانجاب وتربية الأطفال...... وان تكون مطيعة لتصبح خاتم في اصبعي واصبع امي)
قهقه شهاب وهو يخبط علي ظهر أخيه
( اراهنك يا اخي المستبد انك ستصوم تصوم وتفطر علي بصلة)
قاطع قهقهته رنات هاتفه فالتقطه شهاب بسرعة معلنا وهو يشير لهم بالصمت ( انه ابي)
ملامح شهاب التي تغيرت من النقيض للنقيض بسرعة كانت دليلا ان هناك مصيبة فتأهب ثلاثتهم فإنتظاره.
( هيا يا بهاء.... سنذهب لبيت الحاج منصور فورا..... سامر رفع قضية الحضانة والخالة فاطمة تحتاجنا بجوارها)
سأل معاذ بغيظ لم يستطع منعه
( ولماذا تذهبا انتما للبيت الان؟)
أجابه شهاب بهدوء وسيطرة
( هل نسيت ان ابي هو من تبقي لها من عائلة ابيها! ابي ابن عم والدها أي انه عمها)
لم يرد معاذ وانما وقف ينفث دخان سيجارته من النافذة حتي رحل الاخان واقترب منه صقر يشعل سيجارته هو
( ظننتك ستكون فوق السحاب اليوم لان الله انتقم لك منها.... )
لم يرد معاذ بل اغمض عيناه بقوة كطفل صغير يرفض شيئا ليس بيده تغييره
بدا لعيني صقر مرهق.... شاحب... متألم كمن في خاصره جرح لا يلتئم
( سعادة وراحة! يبدو ان الراحة خرجت من حياتي يوم دخول جميلة فيها)
ثم التفت لصديقه بابتسامة متألمة
( منذ كانت صغيرة وهي متعبة.... ترهق قلبي بعظم حبي لها . والان .... الان انا مرهق القلب من عظم الكره الذي يملئ قلبي )

في صباح اليوم التالي وقف امام بيت خاله ينتظر هوينا.... ولكن اليوم الحال اختلف
شعر بها حوله... لسبب ما لازالت مشاعره تعاني تلك الحساسية تجاه وجودها.
رفع معاذ عينيه لحيث نافذتها.... نفس النافذة التي كانت تقف تنتظره فيها لسنوات.... ولان النافذة تطل علي المدخل الخاص بالبيت غير مكشوفة للشارع ... كانت دوما تستغل تلك النقطة لترتدي له ما يتلاعب بعقله ومشاعره وغرائزه بجنون
( استغفرك ربي واتوب اليك) كرر استغفاره وهو يعود لتلك الذكريات بينما الان من تقف امامه ترتدي رداء صلاة بلون باهت... كبشرتها الباهتة التي غاب عنها اللون
شعر بنبضاته تتسارع وعيناها الثابتة بعينيه تتلألأ بالدمع الواضح .... تتسارع من الكره بالتأكيد.... من الشماتة
( غبي.... كاذب وغبي)
سمعت هوينا همهمته حين اقتربت من السيارة ولكنها لم تستوضح ماقال فسألت عما يقول.
فهتف عل صوته يصل لجميلة
( الجو هنا خانق..... ملوث.... لقد اظهر الزمن ما اخفي بشاعته بواجهة جمال خادعة)

عانق اشواك ازهاريWhere stories live. Discover now