الفصل الخامس

5.6K 134 5
                                    

معاذ لا تخاطبني ثانية..... كل ما بيننا انتهي)
تأفف معاذ وهو يضع سماعة الهاتف بعد ان انهت جميلة المكالمة بتلك الكلمات.... كلمات تكررت مئات المرات ليكون رد فعله هو ذاته في كل مرة.
هرع معاذ لبيت العائلة دون ابطاء .... لايقو علي ان تغضب جميلته عليه ولو للحظة
دوما كانت مدللته التي لايملك امام غضبها الا ان يراضيها
( صدقني يا ولدي سيأتي ذلك اليوم الذي تدوسك جميلة بعد ان تجعلك خاتم في اصبعها) 
كم مرة سمع تلك الجملة من شهاب او بهاء ليغضب منهم وينهرهم .... الا ان بداخله كان كل يوم يزيد يقينه بهذه الحملة.
كما توقع كانت جميلة تنتظر وصوله في الحديقة....متسلحة بجمال لا يقاومه. 
كانت انثوية رقيقة كوردة في فستان ابيض اللون تزينه وردات حمراء متفتحة.... يصل لركبتها .... ليبدأ من نهايته حذاءا مفتوح باللون الأحمر بأحزمة حمراء تلتف حتي تصل لركبتيها.
كل مافيه يثور مطالبا بها في احضانه.... فسعي جاهدا لتلبية ذلك النداء الملح.
اقترب بهدوء وتؤدة كفهد يسعي لفريسة.... فريسة تعلم جيدا تأثيرها علي فهدها.
( ماذا فعلت لاستحق ان تقاطعني جميلتي!!!! ...انا مسكين)
كان يتحدث همسا وانفاسه اللاهبة تتلاعب بالقرب من خدها
دفعته بكف مفرود علي صدره تتسأل
( انت مسكين!! لا اصدق)
احتضن كفها المفرودة علي صدره يقربها من فمه هامسا
( نعم مسكين ان تقاطعني جميلتي وتمنع عني ترياق حياتي من قبلاتها)
تنهدت بتأثر وشغف قبل ان تقول بعتب مدلل
( ولكن جميلتك تريد الخروج في عيد الحب كباقي الفتيات....ألا استحق بجمالي هذا!)
تفحصها بوقاحة ناسيا انها في النهاية لاتحل له.... وكل مابينهما خطبة بلا أساس شرعي
( بلي تستحقين اكثر ... لذا سأصحبك لحفل العمر)

فتحت جميلة فمها بذهول وهي تنزل من سيارة الأجرة مع معاذ امام تلك الفيلا الساحرة في احد ارقي احياء البلد.
كانت تتطلع فيما حولها بإنبهار شديد يزداد مع كل خطوة لتند عنها شهقة خافتة ما ان اقترب منهم صاحب الحفل محييا
( معاذ ... أخيرا يارجل وبعد سنوات صداقة لبيت الدعوة)
احتضنه معاذ بمودة وهو يمازح 
( مجبرا يا صديقي .... المدام المستقبلية لي أصرت...)
ثم عرف الاثنان ويده تلتف حول خصر جميلة 
( جميلة ... صديقي سامر ... )
هتف سامر بلغة لم يفهمها أي من الاثنين الا ان نظرات الاعجاب كانت واضحة فهتف به معاذ بحنق مازح
( عرفنا ان السيدة الوالدة كانت ألمانية لكن اذا نطقت بجملة اخري لا افهمها سأضربك)
أجاب سامر وهو ينحني امام جميلة بطريقة بدت لها كالافلام
( انستي... كنت أقول كم هو محظوظ معاذ ... وكم هو تعس الحظ كل رجل اخر في الدنيا)

( كيف لم انتبه من اللحظة الاولي... كيف كيف)
كان يردد كيف وهو يخبط جبهته بكفه بعنف ارتجت له السيارة المركونة امام البيت في انتظار هوينا لتبدأ اول أيام عملها
( لا تفعل هذا لن تؤلم سوي نفسك) صوتا رفيعا جعل معاذ يلتفت عنوة ليتطلع بفتاة شقراء صغيرة تتطلع فيه بمحبة
( ألم تحذرك امك من الحديث للغرباء) سألها معاذ بجفاء
لترد بإبتسامة رافعة كتفيها ( لكنك لست غريب.... انت قريبي)
حك جبهته التي كانت تؤلمه فعلا ليقول بعدم فهم ( قريبتي! ابنة من انت! بعينيك الرمادية تلك لاتشبهين أي من عائلتي)
اجابت موضحة بعبقرية ( ذلك لاني اشبه ابي اكثر)
اتسعت عيناه في لحظة وهو يتعرف علي هوية تلك الطفلة قبل ان يزيد تأكده مع اقتراب هوينا هاتفة 
( سچي جدتك تبحث عنك. هيا للداخل)
عنوة جذبت سچي كف معاذ لتصافحه مؤكدة
( ارجو ان اراك ثانية قريبا.... حين زرتنا المرة السابقة كنت في درس اتيكيت)
ثم التفت وهي تلوح مودعة

عانق اشواك ازهاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن