السابع عشر & سند باهر & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

*************
قال راغب بضيق .. و هو يركل باهر في وجهه و بدلا من صد ضربته أصابته في رأسه و أسقطته على الأرض ..
" باهر أنت لا تركز منذ فترة و أنت غير منتبه لا في التمرين و لا في العمل .. يفضل أن تأخذ إجازة ليومين تستريح بهم فأنت تبدوا مريضا "
رد باهر بهدوء و هو ينهض من سقطته .. " أنا بخير راغب و أريد الذهاب معكم في مهمة مهران ذلك "
رد راغب بنفي .. " لا باهر هذه مهمة خطيرة و تحتاج لأشخاص واعين و أنت لا.. أنا سأخذ حاتم و ماجد و أنت أسترح رجاء و أذهب لمنزلك "
تركه راغب في صالة الرياضة و خرج .. جلس باهر جوار الحائط بتهالك ليستريح قبل أن يذهب للمنزل كما أمره راغب .. دخل جواد يتنحنح لينبهه لمجيئه .. رفع رأسه ينظر إليه ليسأله باهر ساخر .. " ما أتى بك لهنا و دراستك قد بدأت يا ماسك الطبشور "
جلس جواد بجانبه قائلاً ببرود .. " جئت لأخبرك أن تعود و تتولى مسؤولية إيصال زوجتك لمنزلها بعد الجامعة فضحى تصر علي كل يوم لأوصلها في طريقنا .. و حقيقةً أنا لست ثري حتى أضع نصف راتبي الشهري ثمنا للوقود "
نظر إليه باهر ساخر .. " حقاً .. حسنا أخبرني و أنا أدفع ثمنه بدلا عنك "
رد جواد مغتاظ منه لبروده .. " و وقتي يا وحش التحقيقات من سيحاسب عليه "
زفر باهر بنفاذ صبر قائلاً بغلظة .. " جواد ماذا تريد أنا لست في مزاج جيد هذه الأيام "
سألته جواد ببرود .. " و من عكر مزاجك يا سيادة الرائد"
أغمض باهر عينيه و أستند برأسه على الحائط و قد شعر بالحنين لسمرائه متذكرا صوتها الناعم و هى تدعوه هكذا .. تنهد باهر بحرارة قائلاً .. " أنا متعب جواد رجاءا أهتم بسند فقط هذه الفترة لحين أستعيد طاقتي "
سأله جواد بحيرة .. " لم تفعلان هذا ببعضكما باهر .. ألم تعد تحبها "
نظر إليه باهر بألم و صمت فقال جواد بهدوء .. " أنتما عنيدان فقط و تتخذان من حبكما نقطة ضعف لدي الآخر لو رأيت سند بدورها لن تعرفها .. لقد أصبحت كالشبح بوجهها الشاحب و عيناها الغائرة .. أذهب إليها باهر و كفاك عنادا و أصلح الأمور بينكما "
رد باهر بهدوء .. " أنا أحبها و أريد الزواج بها الأن لي سنوات أحبها و أنتظر عندما عقدنا القران ظننت أني لن أمانع الانتظار لعامين لتنهي الدراسة و لكني حقا وجدته أمر صعب و لم أعد أصبر لثانية بعيداً عنها "
قال جواد بغضب .. " اقنعها إذن و ليس تعاقبها بابتعادك ربما لا تعرف ذلك الذي يدور في خلدك ربما ظنته أمرا و تعنتا من قبلك و ليس حبا بها .. هل تعلم ما تقوله لشقيقتك .. أنها لا تشعر بالأمان و أنت بعيد عنها .. و أنك لم تعد تحبها و إلا ما ابتعدت هى معها حق لتفكر هكذا بعد ما فعلته و ابتعادك "
سأله باهر بألم .. " لم لا تهاتفني و لو مرة واحدة و تطلب حضوري إليها لم تنتظر أنا أذهب أنا إليها لم لا تأتي لتسألني لم ابتعدت "
قال جواد بهدوء .. " ببساطة لأنها تخجل منك .. أنت أصبحت زوجها و لكنها تخجل منك هى ليست جريئة لتأتي إليك سأله عنك عدم مجيئك إليها .. مازالت تعاملك كخطيب و ليس كزوج .. تتوقع أن تهتم أنت بها و لكنك لا تفعل و هذا ما يجعلها تأخذ حذرها في التعامل معك و البوح بما يدور داخلها من مشاعر .. نصيحة لك تفاهم معها بدلا من الجفاء .. الجفاء سيميت الحب بالتدريج من جانبها هى ربما .. "
نهض جواد قائلاً وقد فعل ما عليه ربما تصطلح الأمور بينهم هو لا يتخيل ابتعاده عن ضحى مثلما يفعل هذا العنيد .. " تأتي للغداء لدينا اليوم "
أشاح باهر بيده شاردا .. " لا شكراً لك "
رد جواد بهدوء .. " حسنا على راحتك سأتركك الأن إلى اللقاء "
تركه جواد و ذهب فعاد باهر ليغمض عيناه بتعب و هو يفكر في حديث زوج شقيقته ...

سند  باهر  2  / صابرين شعبانWhere stories live. Discover now