هائِمٌ في دُجَاه [5]

1K 163 117
                                    

مرَّ وقتٌ  ليسَ بقليلٍ على جلوسِهما في تلك البقعةِ التي انقضَت مِن كلِّ ضياءٍ .

حوّل نظرهُ إلى ذلكَ الذي غَفى على كَتفهِ ثم

وضعهُ على السرير و غطَّاه
قرر أن يتفقد المنزل حتى يستيقظ الآخر ؛
كان المنزلُ واسعاً و طريقة تصميمه منظمة ؛
لكِّن الغبارَ استوطَنه و أمستِ الدِّماء
متناثرةً في كل بقعةٍ عليه.

لاحظَ دفتراً لونهُ كَلونِ السماءِ خالٍ
من كلِ حركةٍ أو نقشٍ ما ، فَتحه وقرأ الآتي :

" اليوم في 25 / 11 / 2017

مَشيت على سكَّةِ القطار الحديدية و حطَتُ رأسي عليها ؛ لكِن سائِق القطار اللعين
توقف عندما لاحظَ هيئتي.

المحاولة الأولى قد فشلت  "

قضم شفته السفلية حتى يخفف من توترهِ
و تابع قراءة الصفحةِ التالية  ..

"اليوم في 30 / 11/ 2017 
أردتُ رَمْيَ نفسي مِن على سطحٍ باسِقٍ 
خطوتُ على حافَتهِ ؛ لكن شخصاً آخر حشَر أنفهُ في حياتي ،
ولم أستطع التخلص مني أو من ألَمي!

المحاولة الثانية قد فَشلت "

أمطرت سحابةَ عينيهِ ،
ثمَّ انتقلَ إلى أواخرِ الصفحات

" اليوم في 15 / 10 / 2018

كنتُ أنوي قتل نفسي بأسلاكٍ كهربائية ؛
لكنَّ شخصاً ما منعني بطريقةٍ خَفية
شعرتُ أن هناكَ شيء يمنعني من الموت ،
تلك كانتْ ذاتي . "

أوليسَ هذا اليوم  الذي ابتدأ بهِ جونكوك بإرسالِ الرسائل المحفزةِ لهُ ،
ابتسمَ بِرضى عندما أدركَ أنهُ أنقذ شخصاً حاول الانتحار ؛ إنه لَشعورٌ عظيم.

أطبقَ الدفتر و وضعه في مكانهِ ،
ثم فكّر أن يَطمئنَ عليهِ لِبرهةً و
بعدها يباشِر بالعمل  .

كانَت يد تايهيونغ اليسرى تحاوِط سكيناً حادةً
مِن صدمتهِ جونكوك لم ينطق بل نظرَ إلى معالم وجههِ التي باتت مُبهمةٍ فارغة و كأنه شيء اعتياديٌّ لهُ .

كانَ يبدو هائِمٌ في دُجاه.

____

س -
هل جرَّبت يوماً أن تنقذ أحداً مِن
على حافةِ اليأسِ؟

طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦحيث تعيش القصص. اكتشف الآن