الثالث و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

************
تستند على كتفه و هما جالسين ينظران لكريم داخل المرعى  فهما منذ ثلاث أيام و هم يقيمان في المزرعة بعد أن أجبرتهم فريدة على الذهاب في اليوم التالي  يقضيان الوقت في السير  في المزرعة و رؤية الأبقار و الذهاب لحظيرة الخيل  و الجلوس مع كريم الذي يتجاهلهم معظم الوقت مما جعل طِراد يقلق فهذا ليس عادته  كان يعودان للمنزل لتعد نجمة الطعام يتناولونه بهدوء وسط أحاديث مرحة و يتساعدان في إعادة كل شيء مكانه ثم يجلسان على الأرجوحة يتحدثان و يشاهدان النجوم  لحين يطالبها طِراد بالصعود لغرفتهم  ليبثها حبه و شوقه إليها الذي يزداد كل يوم و لا ينقص .. أحياناً كانت نجمة تود لو تسأله عن تلك الخطيبة السابقة ..تعلم أنها غبية لتفكيرها بها خاصةً أن طِراد يثبت لها كل يوم  عن مدى حبه لها ..و لكنها لا تستطيع التحكم  بالشعور الحارق الذي ينتابها كلما فكرت أنه كان يحب أخرى قبلها ..تنهدت بضيق لذلك فأنتبه طِراد ليسألها قلقا ..” ما بك حبيبتي هل هناك ما يضايقك “
ابتسمت نجمة و رفعت رأسها من على صدره تطمئنه  ..” لا شيء حبيبي فقط أشعر بالضيق لتصرف كريم معك ..فهو لم يعد يقترب منك حتى ليشاكسك كما كان يفعل من قبل .. هل تعتقد أن هناك ما يضايقه من ناحيتك “
صمتت تنتظر رده على سؤالها فهى حقاً تشعر بالقلق  منذ علمت ما حدث لطِراد  بسبب والدة كريم ..رغم أنها تعلم أنه كان خارج عن إرادتها بسبب الدواء الفاسد و لكنها لا تستطيع أن تكف عن القلق ..تود لو أبعدته عن كل  ذوات الأربع حتى لا يحدث و يتأذى مرة أخرى ..أجابها طِراد بهدوء ..” لا تقلقي حبيبتي ربما هو ضائق الخلق من الحبس هنا فلي وقت طويل لم أنزهه في المزرعة كما كنت أفعل ..ربما غداً أتي و أخرجه قليلاً من محبسه “
خفق قلبها قلقا و هى تقول   ..” لا تذهب وحدك أنتظرني و سأتي معك  لحين تنتهى  من الترفيه عنه و نعود معا “
تعجب طِراد لطلبها و لكنه لم يعترض ..” حسنا نجمة كما تريدين “
تنهدت براحة و قالت ..” إذن دعني أستلقي قليلاً على ساقيك لحين عودتنا للمنزل فالجو رائع و عيناي تغلقان وحدهما “
أفسح لها طِراد  على المقعد الخشبي الطويل لتتمدد نجمة  فهو يعلم أنها لا تأخذ كفايتها من النوم فهما يغفيان في وقت متأخر و يستيقظان باكرا ليستمتعا بشروق الشمس  ..وضعت نجمة رأسها على ساقه لتغمض عينيها  متنهدة براحة ..كان طِراد يراقب كريم الماكث في مرعاه يسير الهوينا ذهابا و إيابا ..لا يعرف لم فكره بشخص يعقد يديه خلف ظهره يسير مفكرا ..تخللت أصابعه في شعر نجمة ليمرر أصابعه خلال خصلاتها تلامس فروة رأسها لتبتسم مستمتعة لملامساته  ..كان كريم يقترب منهم ينظر إليهم بلامبالاة ليعود و يبتعد  في هدوء ..كان طِراد يفكر في أحوال حصانه متسائلا ..هل أهمله منذ تعرف على نجمة ؟؟
و هل زاد اهماله بعد زواجه منها ؟؟  هو يعترف أنه كان يأتي للمزرعة ليقضي معظم الوقت مع كريم يخرجان معا يتجولان في أنحاء المزرعة و الأراضي المحيطة بهم  ليعودا في بعض الأحيان ليلا ..أبتسم طِراد بمرح ..هل يا ترى حصانه يغار عليه من نجمة حقاً  ؟؟ لقد ظن هذا في المرة الماضية   التي أتت بها و لكنه نحى ذلك عن تفكيره ..أعتدلت نجمة على ساقيه لتستلقي على ظهرها  فتحت عينيها لتجده ينظر لكريم بشرود باسما .. فرفعت يدها لتلامس وجنته المجروحة برقة  ثم تمرر إصبعها على شفتيه  لتعيد انتباهه لها ابتسم طِراد و هو يقبل إصبعها على فمه  لتتسع بسمتها و تحيط بعنقه بذراعيها لتجذب رأسه نحوها  لتقبله برقة ..ليغرق معها طِراد في لجة مشاعرهم العاصفة  متناسيا كل شيء حوله إلا هذه النجمة التي ملئت حياته سعادة لتخرجه من كبوته لتزيده ثقة و شعور بالأمان بأنه محبوب مِن مَن حوله و أنه يستطيع أن يُحِب و يُحَب ..تمتم من بين قبلاتهم ..” أشتقت إليك نجمتى “
أبتسمت قائلة ..” و أنا أيضاً حبيبي كثيرا ..هل نذهب إلى المنزل “
قبلها قائلاً ..” أجل لنذهب “
سمعا صهيل كريم  الغاضب و صوت حوافره و هو يركض مضطربا ففزعت نجمة  لتقترب من طِراد لاشعوريا طلبا للحماية  فضمها إليه مطمئنا ..
” لا تخافي  هو فقط يلهو لا شيء يقلقك “
أبتلعت غصه في حلقها بصعوبة و هى تقول بقلق ..” طِراد هل نذهب إلى المنزل أشعر ببعض التعب من الجلوس هنا “
نظر إليها بتفهم فهى تبدو قلقة من تصرف كريم  الذي بات يقلقه هو الآخر  حسنا غدا ليأتي ليرى ما الأمر و ليتحدث مع طبيبه  ليفهم ما يمر به حصانه ..عادا لمنزلهم فحملها طِراد لغرفتهم  وضعها على الفراش ليستلقي بجانبها دنت منه نجمة لتتوسد صدره لتغفو على دقاته الهادئة..

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  Where stories live. Discover now