الفصل الثامن & تناديه سيدي & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

******
تنظر إلى أثار يديه على جسدها في المرآة ..لم تصدق أن زوجها الحنون قد يصبح معها وحشاً هكذا .. متناسيا كم كان يحبها و كم كانا سعيدين معا ..لم يشفع لها قولها أنها تحبه بل اجتاحها بكل قسوة و كأنه ينتقم منها لرحيلها منذ سنوات ..وضعت يدها على خصرها تتحسسه بألم متذكرة نظراته لها و حديثه بعد أن انتهى منها ..نهض يجمع ملابسه ليرتديها قائلاً ببرود ..” هل تعلمين صبا أنا لا أريدك أن تأتي لغرفتي ، بل سأتي أنا إليك ،هل تعلمين لماذا ؟ لأني لا أريد أن يكون لك أثرا في غرفتي سواء شيء منك أو حتى رائحتك ، لا أريد كلما دلفت لغرفتي أتذكر وجودك بها ، سأتي كلما شعرت بالرغبة تجاهك، و لكن لا تنتظري شيئاً آخر “
تركها و غادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بهدوء . تراجعت من أمام المرآة تستلقي على الفراش بتعب تنظر إلى سقف الغرفة بشرود هل حقاً ستسمح له بذلك ،هل ستتركه يؤذيها كلما رغب متى سينتهي غضبه منها . سمعت صوت فتح الباب فهبت جالسة لتجده يقف هناك ينظر إليها بغموض قائلاً
” هل أنت متعبة حقاً أم فقط تهربين من رؤيتي أمامك “ أغمضت عينيها بألم قائلة بيأس ..
” ماذا تريد تامر هل تريد إيذائي مرة أخرى كما فعلت اليوم “
شعر بالغضب لشعوره نحوها بالحاجة و أن كل ما يريده في هذه اللحظة هو احتوائها و جعلها ضلع من أضلاعه نبضه من نبضات قلبه نفساً من أنفاسه ..” و أنت صبا ألم تؤذني برحيلك منذ سنوات “ صرخت في وجهه يائسة ..
” لم يكونوا سنوات بل خمسة أشهر ..خمسة أشهر فقط ، و الوقت المتبقي كنت أبحث عنكم “
قالت تكمل ببكاء ..” و لكن أنت تامر ماذا فعلت ..تركت بيتنا و اختفيت و تزوجت غيرى ، ألم تكن تنتظر عودتي ، تخلصت من كل ما يتعلق بي و رحلت سريعًا بوسيم لتختفي لماذا ؟ لماذا لم تنتظر فقط عدة أشهر ؟ لترى إن كنت سأعود أم لا !! تحاسبني الأن و أنا من أُحاسب على سنوات طويلة قضيتها في البحث عن طفلي “
عادت إلى الجلوس على الفراش بتعب و أكملت بألم ..
” أنت لن تؤذيني مرة أخرى تامر ، أنا لن أسمح لك “ وقف أمامها يضم قبضتيه بجانبه قائلاً بتساؤل ..
” أخبريني لماذا ذهبتِ بدون إخباري ، ؟ لماذا تركتني و طفلي منذ سنوات صبا أخبريني ؟ “
نظرت إليه بغضب قائلة بسخرية مريرة ..” الآن تسأل تامر الآن ..هل تعلم لم أعد أُبالي إن علمت أم لا ..لم أعد أهتم و الأن أخرج من غرفتي و كما قلت لي منذ قليل أنك لا تريد أثرا لي في غرفتك ، أنا أيضاً لا أريد أثرا لك فيها “
نهضت تنزع عن السرير غطائه و تلقي بها بعنف على الأرض و تلقي بالوسائد تجاهه و هى تصرخ به بغضب ..
” أخرج أخرج تامر أنا بت أكرهك ، أكرهك “ انهارت على الأرض تبكي بحرقة و هو ينظر إليها بذهول قائلاً بألم ..
” صبا “ ؟ رفعت رأسها بألم تنظر إليه كان يقف أمامها بتشتت ناظرا إليها بألم و حيرة ماذا ترى أيضاً ندم هل هو نادم ينظر حوله كمن لم يعد يفهم شيئاً فشعرت بالغضب منه فنهضت تدفعه تجاه الباب لتخرجه قائلة ..” هيا أذهب لا أريد رؤيتك أذهب بالله عليك “ أمسك بيدها التي تدفعه بقوة ليوقفها كانت تحاول تخليصها منه فضمها بقوة يوقف انفعالها داخل صدره و هى تصرخ بانهيار تحاول ضربه لتفرغ فيه انفعالها و شعوراً بالظلم يقتلها.. أمسك برأسها يثبتها على صدره ليمتص غضبها منه ..شعر بجسدها يرتخي قبل أن تستكين حركتها و تهدئ فعلم أنها فقدت وعيها بين ذراعيه ، حملها ليضعها فوق الفراش ينظر إليها بألم و لما أوصلهم إليه بغبائه و تعنته و سماحه لكبريائه بالتحكم به و رفض كل محاولاتها للحديث إمعانا في عقابها ، مر بيده على علامات ذراعيها و خصرها لعنا نفسه على وحشيته معها ذلك الوقت، كل ما كان يتذكره هو رغبته الجامحة بها .. نهض من جوارها وقام بتدثيرها ثم خرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه ليجد وسيم يقف بالخارج يرتجف و هو يبكي بخوف .. فعلم أنه سمع صراخها ..أقترب منه ليحتويه بين ذراعيه بحنان ليطمئنه قائلاً ..” لا تخف وسيم أمك ستكون بخير أنا أعدك أني لن أسمح لها بتركنا مرة أخرى “ ضم وسيم والده ..” أنا أحبك أبي أرجوك لا تدعها ترحل أنا أحتاجها “
وجد تامر عينيه تمتلئ بالدموع فضم ولده بقوة و دموعهما تسبق الآخر فقال له بحزم..” أعدك بني أعدك “

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  Where stories live. Discover now