الفصل الثالث& تناديه سيدي & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

*********※
جلست جوارها صامتة تتطلع إلى الصبيان يلعبون أمامهم بالكرة ..كانت قد اخبرتها بما حدث معها الأسبوع الماضي بعد تركها لهم للذهاب لموعد العمل الجديد و حديثها غاضبة و هى تشتعل من الغيظ كادت فريدة تنفجر ضاحكة لمرئها هكذا قائلة إنها ودت لو قتلت ذلك البغيض وقتها لولا رحيلها مسرعة حتى لا ترتكب جريمة بحق نفسها لملامسته حتى لو كان بغرض قتله ...ذهبت أفكارها لطِراد حفيدها في ذلك اليوم أيضاً بعد محادثتهم في الحديقة و طلبها منه أن يتزوج بنجمة ظل صامتا و لم يعقب ثم قام بإيصالها للمنزل و رحل تاركا إياها خلفه متعجبة فهو لم يرفض و لم يقبل ، ثم عودته ليلا و هو يقف أمامها غاضبا يخبرها بحدة على غير عادته في الحديث معها ..” جدتي أنسي أن أتزوج كما تقولين أنا لن أفعل هل سمعتني لن أفعل أبدا ما حييت “
تركها منصرفا لم تعرف لما هو بهذه الحالة فهذه ليست المرة الأولى التي تحادثه في مسألة زواجه و لكنه و لا مرة غضب هكذا ذهب لغرفته منهيا حديثه معها لا تعرف ما حدث له في الخارج ليعود غاضبا عنيفا هكذا في حديثه معها، تنهدت بحيرة لا تعرف ماذا تفعل لتقربه من نجمة و في نفس الوقت تقوم بحل مشكلة نجمة لتخلصها من أرباب العمل الوقحين ..لمعت عيناها ثم قالت بهدوء و هى تتنهد براحة ..” نجمة ماذا ستفعلين بالعمل هل ستبحثين عن غيره “
أجابتها نجمة و هى عاقدة ذراعيها أمام صدرها و تنظر لشقيقيها و وسيم يلعبون أمامهم بالكرة ..” و ماذا سأفعل برأيك جدتي غير ذلك ليس لدي حل آخر فقط أتمنى أن أجد رب عمل شريف هذه المرة “
صمتت فريدة قليلاً ثم قالت بجدية ..” نجمة ما رأيك أن تعملي لدي “
التفتت إليها نجمة بتساؤل و دهشة فابتسمت فريدة و أكملت ..” ما رأيك أن تكوني مرافقتي “
عقدت نجمة حاجبيها فانفجرت فريدة ضاحكة وقالت ..” لا تقلقي ليس مرافقة كذلك الرجل “
تذمرت نجمة ..” جدتي “
قالت فريدة بجدية ..” لا حقا نجمة هل تقبلين أن تكوني مرافقتي و بالنسبة لراتبك سأترك تقيمه لحفيدي حتى لا تظنين أني أريد مساعدتك فقط و لكن حقاً لحاجتي إليك معي و أنت لن تفعلي شيئاً غريباً على لقاءاتنا في يوم الإجازة و لكنه سيكون كل يوم تجلسين معي نتحدث نخرج سويا و نذهب إلى الحديقة من وقت لآخر ما رأيك نجمة “
صمتت نجمة مفكرة فما الضير من ذلك إذا كانت الجدة تريدها حقاً أن تكون مرافقة لها سألتها بحيرة ..” حفيدك الصغير سيتحدث معي عن راتبي “
ابتسمت فريدة بمرح و قالت ..” أفهم من ذلك أنك توافقين نجمة على العمل “
هزت نجمة رأسها موافقة ..” بالتأكيد جدتي أوافق و هل سأجد عملا ممتعا و أفضل من الجلوس معك و محادثتك أنت تعلمين أني أنتظر يوم الإجازة حتى ألقاك و أتحدث معك و ها قد سنحت الفرصة لذلك كل يوم و لكن أنا أريد أن أعرف عن حفيدك جدتي كم عمره هذا الذي سيعطيني راتبي و ما هو اسمه “
ربتت فريدة على يدها مشجعة و قالت ..” لا تقلقي نجمة ستتعرفين عليه ما رأيك غداً تأتي لمنزلي و تتعرفين عليه فأنت كنت دوماً ترفضين المجيء و ها قد سنحت الفرصة لذلك و حتى ترين مقر عملك الجديد ما رأيك “
هزت نجمة رأسها و أجابت ..” حسنا جدتي سأتي فأنا لدي فضول لمقابلة ذلك الحفيد الغامض للجدة و الذي لم أراه مرة واحدة خلال أشهر تعارفنا “
غمغمت فريدة بخفوت ..” و أنا أيضاً أريده أن يراك نجمة “
سألتها نجمة ..” ماذا قلت جدتي “
ردت فريدة باسمة ..” لا شيء عزيزتي أنا فقط أشعر بالحماسة لما هو قادم و مجيئك لبيتي “
ثم أكملت بمرح قائلة..” هل نذهب الآن يكفي اليوم لقد تعب الأولاد من الركض “
نهضت نجمة موافقة و هتفت بالأولاد ..” ياسين ممدوح وسيم يكفي اليوم لعبا هيا سنرحل إلى المنزل ...“
أتى وسيم مقبلا نجمة و فريدة مودعا بعد أن غسلت له نجمة وجهه و يديه بالماء و جففتها بمنديل ورقي و فعلت المثل مع ممدوح و ياسين رحلا بعد أن أتى سائق الجدة ليأخذها للمنزل على وعد بلقائهم غداً ..
جلس أمامها على طاولة الطعام يتناول عشاءه بهدوء ..كانت تحادثه عما تريد عمله كتم طِراد ضيقه من الأمر فجدته مصره لدفع هذه الفتاة في حياته بأي طريقة كانت حتى لو بوظيفة وهمية كمرافقة للجدة رغم أنه الح عليها مرارا من قبل و لكنها لم تقبل نافية حاجتها لذلك ..سمع صوتها النافذ الصبر و هى تقول ..” ماذا قلت طِراد “
رفع رأسه عن الطبق أمامه و هو يزفر بضيق كاتما غيظه و هو يجيب .
" فيما جدتي “
ردت فريدة بحنق و هى ترى لحيته التي استطالت تكاد تخفي وجهه لا تعلم لم يفعل ذلك بنفسه لما لا يرى نفسه بعينيها هى فحفيدها شاب وسيم و قوي بعضلاته البارزة من كثرة عمله في المزرعة و جرحه لا يزيده إلا غموضا و وسامة و ليس قباحة كما يظن هو ..” فيما أخبرتك به للتو طِراد أريد نجمة مرافقة لي هل لديك مانع بني “
أجابها و هو ينهي طعامه و يهم بالنهوض من على الطاولة ..” ليس لدي مانع جدتي طالما ستبتعد عني و عن طريقي “
ردت فريدة حانقة و هى تحاول كتم ضحكتها فحفيدها ذكي أيضاً و لم تنطلي عليه فكرة عمل نجمة هنا من أجلها يجب أن تبعد عن تفكيره أي سبب آخر حتى يتعرفان على بعضهما ..” بني ماذا تقصد تبتعد عنك هى ستكون مرافقة لي و ليس لك أنت “
ثم أكملت بحزن مدعي ..” بني أنا أريد مساعدتها فقط و لكن لا تخبرها بذلك أريد فقط حمايتها من أرباب العمل معدومي الضمير ..تخيل ..تخيل طِراد ماذا طلب منها مديرها السابق بكل وقاحة .. أن تكون مرافقته هل تصدق يريدها عشيقه له و هى صغيرة لا حول لها ولا قوة كيف ستعيش فتاة مثلها وسط هؤلاء الوحوش الذين يريدون نهش براءتها فقط “
شعر طِراد بالضيق ماذا تقصد جدته بحديثها هذا أن تشعره بالذنب أن لم يساعدها ..” حسنا جدتي كما تريدين و لكن فقط أريدها أن تبتعد عن طريقي “
ابتسمت فريدة بمرح ..” بالتأكيد بني فكما أخبرتك هى أتيه لي و ليس لك أنت “
زم شفتيه ثم سألها ..” متى ستأتي “
ردت فريدة مسرعة ..” غداً في العاشرة صباحاً و لكن لن أوصيك أريد أن تعطيها راتبا جيداً أتفقنا “
رد حانقا .." و هل على أن أنتظر مجيئها لم لم تأتي باكرا حتى أذهب لعملي “
ابتسمت فريدة و قالت بلامبالاة ..” هكذا اتفقنا لا تذهب إلى للعمل خذ إجازة و أذهب لرؤية كريم ما رأيك “
تنهد بضيق و قال وهو يتجه لغرفته ..” تصبحين على خير جدتي لا تفعلي شيئاً و دعي الخادمة تنظف الطاولة “
تركها و صعد و فريدة تتسع ابتسامتها أكثر و أكثر و قد اقتربت من تحقيق هدفها....

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  Where stories live. Discover now