الفصل الثالث والعشرون

5.6K 153 0
                                    

بعد عدة ساعات  اخري ومع حلول المساء حضر اياد ليأخذ زوجته بعد ان سلم علي ملاك بالطبع ورحل وقد اخذا ورود معهما لإيصالها....



سعلت مرة اخري بينما تخرج الي الحديقة تقابلها نسمات الليل الباردة نوعا ما فهما علي وشك الدخول الي فصل الخريف وحرارة الجو بدأ بالتدني درجات قليلة خاصة في الليل....



لكنها لا تهتم....



بل الأصح انها ترحب بأي مشتت خارجي يقلل من اندماجها في حلقة الذكريات التي تعذب بها نفسها كل يوم....



جلست علي ارجوحتها العتيدة تحتضن نفسها عليها كما تفعل في كل مرة تشتاق فيها اليه .....



رفعت هاتفها اليها تهرب الي صورته التي لم تستطع حذفها عن جهازها كما لم تستطع محو حبه من قلبها..



مرت عينيها علي ملامحه القوية الخشنة وقد زين رأسه القبعة الرسمية لعمله والتي اضاف ظلها الساقط علي ملامحه شراسة لنظراته السوداء وخشونة لزوايا وجهه...



لقد اضافت له هيبة كأنه يقول لكل من يراه اذا كنت عدو فارحل اذا كنت تهتم لحياتك....



وبذلته الحربية اعطت نفس الانطباع خاصة مع التماع النجوم فوق كتفيه انها لم تعد نجوم الان علي ما تتذكر فاخر مرة رأته في ثياب العمل كان عقاب شرس يزين كتفيه....



:- وحشتك....



تسمرت بينما يصلها صوته بعيدا ولكنه في نفس الوقت قريبا كأنه اتي من داخلها...



التفتت حولها بفزع ولكن لا شيء هي وحدها هنا حيث الاضواء الخافتة لمصابيح الزينة التي يعلقها والدها في اركان الحديقة خاصة هنا حيث تقضي وقتها....



تنهدت وهي تهمس لنفسها انها تتهيأ بالطبع...



انها خدع الاشتياق الغبية...



:- انتي كمان وحشتيني اوي يا ملاكي...



انتفضت مرة اخري وهي تلتفت يمينا ويسارا تبحث عنه صوته قريبا هذه المرة كانه في مكان ما هنا...



لكن لا شيء مرة اخري عبست بينما تهمس لنفسها بسخرية...



مبارك عليك الجنون يا ابنة المختار...



سامحك الله يا حارس علي ما ابتليتني به....



:- حرام عليك يا ملاك كأن ما بي لا يكفيك الا تعلمين انني ايضا اشتاق...  وأعاني....  الا تعلمين انني مبتلي ولكنني صابر... 



لا.....



هتفت بها برفض انه هنا ان صوته خلفها فلتكن ملعونة لو كانت تخاريف...



انتفضت لتقف بينما تستدير لقد كان هنا... 



كان خلفها يناظرها بعينيه السوداء الدافئة...



بقف بهيئته العسكرية كان يناظرها بحب...



بشوق وازي شوقها...



بألم كأنهما اقتسما الألم بينهما...



كان يطالبها بعينيه ان تقترب ان تدنو منه ليحتضنها الي قلبه كما تحتضنها عينيه....



واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه..



تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي...



:- انا المبتلى بالبعد يا غالية...



وما تهوي نفسي غير القرب...



ولكن الحياة لا تعطي للفتي كل ما يشتهي..



فلو اعطت ما كانت حياة بل جنة عالية...



تذكري حبي دائما فلا املك ما اعطي غيره...



واني تمنيت لو كنت املك ان افتدي بالعمر حبنا....



ارتجف جسدها بعنف وبرودة شديدة تكتنفها كأنها تحتضن لوحا من الجليد في ليلة من ليالي ديسمبر القارصة....



رفعت رأسها والحيرة تملئه تناظر وجهه الذي اكتسب شحوبا مقلقا وعينيه كأنها تنزف ألما رغم صلابة نظراتها كان يتمسك بها كأنه يودعها  ...



اتسعت عينيها برفض وهي تتمسك به بخوف رغم الألم الذي انتشر في خلاياها من البرد....



لا تبتعد...



ليس مرة اخري...



ارجوك حارس...



قالتها بهمس بدي لأذنيها صراخ وهي تتشبث به كما يفعل معها وشعورها بالبرد يقل شيئا فشيئا مع ابتعاده عنها هو الأخرى حتي اصبحت تتمسك بالهواء...



انتفضت تسعل وجفنيها المتعانقان يفكان تشابكهما ليحتل الضوء الصورة امامها...



اين هي...



التفتت تنظر حولها لقد كانت في غرفتها علي فراشها وشيء بارد موضوع اعلي رأسها رفعت اناملها تلمسه لقد كان لاصق طبي عرض وضخم محشو بمادة جيلاتينية باردة تستخدم لخفض الحرارة...



:- صباح الخير يا حبيبة ماما...



التفتت خلفها من حيث صدر الصوت لتجد والدتها التي ظهر الارهاق جليا علي ملامح وجهها بينما تبتسم لها برقتها المعهودة...



:- ماما.  ..  هو انا كنت تعبانه....



:- ايوه من ساعة ما نمتي في الجنينة...



كانت لهجتها لائمة بينما الحيرة تسبح علي وجه ملاك سألت والدتها...



؛:- هو انا نمت امبارح في الجنينه انا..



قاطعتها والدتها توضح..



:- اول امبارح...  لما باباكي راح يشوف اتأخرتي ليه لقاكي نايمة وحرارتك عالية ولسه يادوب حرارتك اتعدلت من ساعة تقريبا...



لقد كانت محمومة منذ يومين...



كان ما رأته حلما...



ام كابوس...



لا تعلم ايهما قد تطلقه علي ما رأته..



فهل هو حلم لأنها رأته وروت اشتياقها له ولو انه كالخمر كلما شربت منه ازدادت عطشا...



ام كابوس لما انتهي عليه لتلك اللحظات التي ملئها رعب لا تعلم سببه...



لقد كانت لحظات كالوداع اهي ذكري الفراق ام انه وداع حقيقي هذه المرة...



وداع اكبر...



واكثر ألما...



وداع لا لقاء بعده...













******************

:- انا مش مصدقة انك عملتيها وجيتي بجد يا مجنونة معداش غير اسبوع علي جوازك....



استمعت تمارا لكلمات حياة اللائمة بابتسامة واسعة وهي تدخل غرفة ملاك في فيلا المختار بينما تقول بمرح وقد زينت ابتسامة سعيدة وجهها...



:- طبعا جيت مقدرش اتأخر علي حبيبة قلبي لوكا الف سلامة يا قلبي  بقي شوية برد يبهدلوك البهدلة دي يا جميل...



ابتسمت لها ملاك بضعف بينما رحبت تمارا بورود وجلست بجوارهم بعد ان جذبت مقعد اخر بجوار الفراش تنظر الي ملامح ملاك المرهقة...



:- قلقتيني عليكي جدا يا لوكا...



:- انا كويسة متقلقيش عليا..



كان صوتها شاحبها حتي مع تحسنها الطفيف بعد ان استنزفت تلك الحمي طاقتها بالكامل لكنها لا تنكر ان وجودهم اليوم اسعدها سيظل تجمعهم هي النقطة الحلوة الوحيدة في الحياة...



كل منهم لديها ما يشغلها ويبعدها لكنهن يتشبثن بتلك اللحظات المسروقة من الزمن التي يقضينها سويا...



بعد ساعة واحدة قالت ورود بضيق...



:- للأسف مضطرة ارجع للشغل والله انا بفكر جديا استقيل مالها قعدة البيت لازم ابقي استرونج اندبندنت وومن....



ضحكت تمارا بعمق وهي تقول لها شامتة...



:- الله يرحم ايام حقوق المرأة وقعدة الواحد في البيت قلة انتاجية واهدار للموارد البشرية واستقلالية المرأة فكرة يا دودو ولا افكرك...



حدجتها ورود بنظرة ممتعضة وهي تحمل حقيبتها الرياضية خلف ظهرها استعدادا للمغادرة...



:- لا متفكرنيش يا اختي بكرة افكرك لما ابو الهول يرفض تشتغلي...



عبست تمارا وهي تهتف بها بضيق...



:- متقوليش علي رضوان ابو الهول لو سمحتي...



ضحكت حياه وملاك بينما رفعت ورود حاجبيها تعجبا بينما شاكستها ملاك بإرهاق..



:- لا يا توتا احنا اتطورنا فعلا الجواز غيرك خالص...



تخضب وجهها بالحمرة واشاحته بعيدا عنهم بدون اجابه بينما انقذتها حياة تقول لهم بمزاح...



:- غيرانين انا عارفة خليكي انتي يا استرونج اندبندنت في حالك وابعدي عنها وانتي يا لوكا جاية تفوقي علي تيمو حبيبتك دي سايبة شهر العسل عشانك حتي...



التفتت اليها تمارا تناظرها بملامح كرتونيه تضرب علي صدرها بدراما...



:- في قلبي والله في قلبي يا حياة انا بقول انك احسن واحده فيهم ومحدش مصدقني...



ضحكت ورود بينما تودعهم قائلة بمشاكسة.  .



:- اكيد محدش هيصدقك يا تيمو دا اسمو تطبيل يا روحي سلام بقي اشوفكم قريبا خلي بالك من نفسك يا لوكا هكلمك بكرة اطمن عليكي يدوب الحق اخطف ساندوتش من ديدا تحت واجري علي الشركة....



ودعوها حتي خرجت من الباب بينما تضحك تمارا عليها قائلة بمزاح لو سمعته ورود لأطالت لسانها عليها...



:- هي البت دي مبتشبعش نفسي اعرف ازاي مبتتخنش بكمية الاكل دي كلها...



:- الي يسمعك يقول انك فيلة مثلا اسكتي يا تمارا انتي مش واخده بالك ان كلامك جارح...



قالتها حياة بمزاح متصنعة البؤس بينما تشير الي جسدها الممتلئ قليلا والذي يزداد في الوزن مع تقدمها في الحمل....



ابتسمت ملاك وهي تشاركهما المشاكسة لساعة اخري قبل ان يأتي يوسف وعنبر للاطمئنان علي ملاك فودعنها ورحلن...



سألت تمارا حياة بينما يهبطن عن درجات السلم...



:- معاكي عربية يا يويا ولا اوصلك...



:- لا يا روحي معايا اياد باعت معايا سواق كمان من ساعة ما عرف بموضوع الحمل وهو بيعاملني معاملة الي خايف عليها تتكسر...



ضحكت تمارا علي ملامح حياة الممتعضة بينما تابعت حياة تذمرها المصطنع...



:- وسيف انيل منو حرفيا هما بيتخانقو مين يخنقني اكتر.... بس مش هنكر ان دا عاجبني...



ختمت كلماتها بغمزة حلوة بينما تلتفت عن تمارا لتحيي هديل التي كانت جالسة في الصالون تقرأ كتاب ما وقد تعلقت نظارة طبية انيقة علي جسر انفها لا تستخدمها سوي للقراءة....



:- مساء الفل يا ديدا...



رفعت هديل رأسها عن الكتاب بابتسامة مشعة ترد تحية حياة...



:- مساء النور يا يويا وحشتيني يا شقية اخبار حملك ايه...



:- بخير الحمد لله...



:- وانتي يا توتا وحشتيني جدا اخبارك ايه...



ابتسمت تمارا لهديل بحب وهي تطمئنها عن اخبارها لتأمرها هديل بلطف...



:- طيب افضلي شوية عايزاكي...



تصنعت حياة البؤس وهي تقول بدراما...



:- دا معناه ان هي تفضل وانا اخرج من غير مطرود شكرا يا ديدا شكرا علي العنصرية دي مش هنسهالك...



ضحكت هديل بلطف...



:- راحت عليكي يا يويا معلش بقي المرة الجاية....



تابعت هياه مزاحها الدرامي بينما تتجه الي الخارج تودعها ضحكات تمارا وهديل...



:- والله لأشتكي لعمو شريف وهقوله مراتك عنصرية وبتعاملني وحش...  بقي انا تقوليلي راحت عليكي ماشي والله لاقولك طنط بعد كدا يا ديدا....



:- محصلتش البنت دي هتبقي ماما مجنونة...



كانت تلك اخر كلمات قالتها هديل عن حياة بلطف وقد طرفت عينيها بدموع التأثر لقد احبت صديقات ابنتها منذ عرفتهم كأبناء لها بالفعل بل اعتبرتهم جميعا بناتها خاصة انها تعرفت عليهم جميعا في سنوات عمر صغيرة وقلبها الذي كان مليء بالأمومة اغدق عليهم جميعا بها لقد كانت تحتاجهم كما تحتاج ملاك فقد اشتاقت لأطفال الكثير منهم وان كانت ملاك هي معجزتها الخاصة فهؤلاء البنات هن الهدية التي اهداها الزمن اياها لتشبع فيض الامومة داخلها وها هو العمر قد مر واصبحت احداهما علي وشك ان تصبح ام...



اولت الأخرى اهتمامها....



انها تحفظ تمارا عن ظهر قلب اكثر من بقية الفتيات فهي شفافة لا تستطيع اخفاء شيء لهذا لم تغفل عيني هديل الخبيرتين عن تلك النظرة المتوترة والحائرة التي تظلل عيني تمارا لهذا سألتها مباشرة بحنان امومي تعلم جيدا كم تفتقده تمارا....



:- قوليلي يا حبيبتي ومن غير كدب يا تمارا مالك...



نظرت اليها تمارا بارتباك ثم ابعدت نظراتها عن عيني هديل الزرقاء الزان تكشفان دواخلها بسهولة...



:- انا بخير يا ديدا....



لم تستطع امام صمت هديل سوي اعادت نظراتها اليها وكما توقعت كانت هديل تنظر تلك النظرة القوية التي تجبرها علي الاعتراف كطفل مذنب انها تحتاج للكلام مع احد لكن الحديث في امر خاص كالذي يشغل بالها صعب بل صعب جدا لكنها استجمعت قدر ضئيل من الشجاعة لتقول بتوتر وقدمها اليسرى تهتز بحركة لا ارادية....



:- انا خايفة....



:- من ايه.....



صوت هديل كان ناعما حنونا و قد افزعتها نظرات تمارا الدامعة...



:- انا خايفة من....  من ان رضوان يقرب مني...



لهجتها كانت خافتة لكنها كانت كقنبلة مدوية بالنسبة لهديل التي احتاجت للحظات تفهم فيها العبارة ثم سألت وقد تأكدت من صدق احساسها ان تمارا بالفعل كانت تحتاج تدخلها...



:- دا معناه ان مفيش حاجه حصلت بينكم...



هزت تمارا رأسها بنفي لتتابع هديل بصوت اكثر حنانا ودفء...



:- طيب ممكن تقوليلي ايه الي مخوفك...



نظرت تمارا اليها بارتباك وهي لا تعلم اعليها مصارحتها بأفكارها الغبية ام لا لكن في النهاية لقد انتصرت حيرتها لتقول بصوت مرتعش...



:- انتي عارفه ان رضوان كان متجوز....  وانها تقريبا تعتبر اختي.....



هزت هديل رأسها بنعم لتتابع تمارا وهي تهرب من عيني هديل التي ضاقت نظراتها...



:- هي....  هي كانت بتحكيلي...  بصي هي كانت بتحكيلي حجات تخوف عن رضوان اقصد...  بصي هو مبيعاملنيش زي ما هي قالتلي لكن....  لكن انا خايفة يكون الي هي قالته صح...



:- وهي قالت ايه يا تمارا.....



لم تحتج تمارا للإجابة عن السؤال الصارم لهديل بل نظراتها المهتزة كانت كافية لإظهار افكارها المخيفة...



تنهدت هديل تستجمع بعضا من هدوئها ثم واجهت تمارا تقول بحزم...



:- اولا وقبل اي حاجه يا تمارا ريهام كانت غلطانة انها بتحكي حجات زي دي عن جوزها ليكي او لأي حد لأن مفيش واحده محترمة بتتكلم عن حياتها الشخصية مع جوزها لحد خاصة حجات خاصة زي الي فهمتها دي الا...



شددت هديل علي حرف الإستثناء متابعة بحزم...



:- الا لو بتتكلم مع حد اكبر منها وله خبرة يفيدها مثلا او مع حد مختص عشان يفيدها او يساعدها لكن انتي لا كنتي الشخص الأكبر الحكيم الي هيساعد ولا انتي الشخص المختص يبقي هي غلط انها حكت وانتي غلطي انك سمعتي....



قطعت هديل كلماتها بينما تلتقط كوب من الماء ترطب حلقها ببعض قطرات منه ثم تابعت وعينيها لا تتركان وجه تمارا...



:- نيجي بقي للأهم لو هي فعلا صادقة في الي قالته يا تمارا ممكن تفهميني ليه تستمر مع راجل زي دا اكتر من تلت سنين خاصة ان مفيش طفل يجمعهم ولا اي حاجه تمنع طلاقهم او ليه مطلبتش مساعدة مختص مثلا...



نظرات تمارا كانت تعبيرا حي عن الحيرة لتكمل هديل بصبر...



:- مينفعش ابدا نصدق كل الي بيتقال يا تمارا من غير ما ندي نفسنا فرصة نفكر فيه...  دا غير ان اعترافك بخوفك دا كان متأخر اوي انتي فعلا متجوزة رضوان دلوقتي يعني فرصة مواجته بخوفك دا اكثر صعوبة لأنو لو فعلا مش شخص سوي فانتي هتكوني في ورطة...



لمع الخوف في نظرات تمارا بينما تدافع عن نفسها...



:- انا..  انا كنت متخيلة انو توتر او خوف عادي زي اي بنت حياة قالتلي انو دا طبيعي.... 



تنهدت هديل بصبر ثم سألت تمارا بحزم..



:- هل انتي واجهتي حياة بسبب خوفك يا تمارا...



هزة الرأس النافية كانت ما توقعته هديل تماما لهذا اكملت ما تقول بدون انتظار كلمات تمارا...



:- يبقي وضعك غير وضع حياة ومكنش ينفع تقيسي بنفس المقياس دا غير وهأكد عليكي تاني لما تسألي حد لازم يكون يا له خبرة مسبقة وبتثقي فيه وعارفه انو هيفيدك يا تسألي او تتكلمي مع حد مختص يا تمارا....



عينيها اللطيفتين احتلهما الذنب جنبا الي جنب مع الحيرة لكن كل هذا تلاشي تحت وطئة التأثر بعد الكلمات التي نطقتها هديل بعاطفة بينما تنتقل من مقعدها لتجاور تمارا علي الأريكة تضمها اليها...



:- انا اسفة يا توتا اني مكنتش جنبك يا حبيبتي اكتر من كدا ومقدرتش احس بيكي في الوقت الي كنتي محتجاني فيه  بس انا جنبك دلوقتي وهنحل كل حاجه تمام...



طرفت الدموع من عيني تمارا بينما تمتص خلاياها حنان ودفئ هديل كإسفنجة جافة لقد كانت تحتاج بالفعل لهذا الدعم كانت تحتاج ام...



كانت تحتاجها منذ وقت طويل...



عاد صوت هديل يصل اليها بسؤال لطيف لكنه بدي حذرا....



:- هل رضوان بيضايقك بأي طريقة او بيأذيكي بأي طريقة جسديه او نفسية...



هزت تمارا رأسها نفي بعنف اكثر من اللازم وهي تجيب وقد طغي الحنان علي صوتها...



:- بالعكس....  هو متفهم جدا كتر مما كنت متخيلة بيقدر يحتويني ويفرحني بكلمات تمان عادية بس هي مش كدا...  انا بحس انو بيفهمني اكتر من اي حد...



ابتسمت هديل وقد اطمئن قلبها لتقول بسؤال سيضع كل شيء نصب عين تمارا...  سؤال لم تحتج اجابة عليه لكن تمارا هي من تحتاج الاجابة عليه...



:- طيب مفكرتيش انو لو كان فعلا شخص سيء زي ما ريهام قالت مكنتيش هتكوني كويسة دلوقتي علي الأقل نفسيا..... 



حركت وجه تمارا بكفها لتواجهها ثم قالت بحزم...



:- انتي محتاجه تسألي نفسك السؤال دا يا تمارا هل انتي مصدقة ان رضوان فعلا كدا.....  هل نسبة خوفك كبيرة لدرجة انك تنفصلي عنو... لو احساسك تجاهه كان الايجاب علي السؤال دا انا هقف معاكي وهطلقك منو لو كانت ايه النتيجة لكن لو لا فمن رأي انك تواجهي خوفك قبل ما يدمر حياتك....

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن