الفصل العاشر

6.7K 179 2
                                    

ما ان اغلق باب السيارة وبدأت بالتحرك مبتعدة عنه........
حتي انفجرت دموعها كالشلال مره اخري حارة محرقة ومؤلمة بدرجة لا توصف........
شهقاتها تعلو بين حين وأخر بينما تركها يوسف تفرغ كل ألمها في دموعها حتي تهدأ.
اخذها الي مكانه المفضل علي قمة اعلي تلة بالمدية ومنها تري كل جزء من المدينة كأنك تطالعهم من فوق السحاب  .....
ظل هادئ ينتظر انتهائها من افراغ شحناتها السلبية كاملة بدون مقاطعة حتي شعر بها تجفف دموعها التي لا تتوقف رغم ذلك ..
فحاول تلطيف الأجواء قائلا بمزاح....
  : شوفتي انا وانتي الساعه تمنيه الصبح هنا علي تلة العشاق......تخيلي البوليس ينطلنا هنا ....ياه دا احنا كان هيبقي منظرنا وحششش.
ابتسمت ابتسامه باهته تلتها تنهيدة عالية اخرجت فيها جزء من ذلك الألم الذي استوطن قلبها فقال لها  بحنان وهو ينظر اليها بشفقة علي ما أل اليه حالها....
  : كل دا وجع انتي لو بتستخدمي النكد في انتاج الطاقة كنتي هتبقي مليونيرة  .
حاولت الابتسام لكنها لم تستطع وشهقة بكاء اخري تنفلت من بين شفتيها...
:- هوني علي نفسك يا ملاك اهدي....
: مش قادرة انا مكسورة اوي انا فعلا غبية.... انا سامحتو يا يوسف بعد كل الي عملو انا سامحتو..... مش قادره اسامح نفسي اني سامحتو نسيت كل حاجه حصلت نسيت اربع سنين في لحظة ....لو كان بإيدي امحي حارس من قلبي .......انا ضعيفة ومهزأة يا يوسف ولسه بحبه  ....
: انا عمري مشكيت انك بتحبي حارس يا ملاك وعارف من الاول انك زعلانه ومجروحه من الي عمله بس انتي لسه بتحبيه..... المشكلة مش في انك سامحتيه او بتحبيه المشكلة النهاية هتكون ايه هتعيدي التجربة دي تاني معاه......
هزت رأسها بنفي ليتابع هو بحنان....
:- خلاص بقي قولتلك اهدي وكل حاجه هتتحل فهميني بس ايه اللي  حصل  ..... احنا كنا بنتكلم من كام ساعة وقولتي انك عندك ارق ومش عارفة تنامي وانا قولتلك هخدك معايا نجيب ديكورات المطعم مقولتيش ان حارس موجود    .......  ازاي اجي والاقيه معاكي.
قصت عليه كل ما حدث من بين شهقات بكائه ليقول بابتسامة مستمتعة  ......
: صراحة انا متفاجأ انو صبر عليكي انتي زودتي في اللعب اوي.....
توقف يناظر وجهها البائس ليتابع بجديه مصطنعة يشاكسها  يحاول التخفيف عنها ....
:- والله انا كبهير انبهرت انا خايف فعلا يكون عاوز يقتلني... ا اروح اودع اهلي احسن دا ممكن يعلقني........ دا وحنا لسه اطفال ابرياء  لما كان الشيطان يوزني والعب معاكي كنت بتعلق  في المروحة او علي الشماعة  لا يختي مفيناش من اللعب التقيل ده.
ابتسمت ابتسامة شاحبه له ثم همست بتوسل....
: يوسف .
مازحها متصنعا الرفض....
: متحوليش..... انتي متحطنيش في وش المدفع وتمشي حارس لو عمل ايه مش هيأذيكي بس دا ممكن يشوهلي  وشي وانتي عارفاني وسيم ورأس مالي كلو في جمالي... .
ابتسمت له بلطف ثم عم الصمت لدقائق حتي قطعته هو وهي تسأل باضطراب....
  : طيب اعمل ايه .
تنهد بعمق ينظر الي السماء ثم سألها بجدية....
:- دا سؤال يعتمد علب انتي عاوزة ايه يا ملاك...  عاوزة ترجعي لحارس؟!......
غامت عيناها بحزن ثم هزت رأسها برفض وهي تجيبه بخفوت  ......
: لا ....  انا عاوزاه يبعد عني.... عاوزه انسي يا يوسف.... عاوزة اشيله من قلبي من حياتي من كل حاجه عاوزة ابدأ بداية جدبدة من غير وجع..... من غير ذكريات  .
ابعد نظراته عن السماء ثم نظر الي صفحة وجهها ليقول بهدوء وقد طغت لهجة قاسية علي كلماته.......
:لا... انتي بتكدبي يا ملاك انتي مش عاوزاه يخرج من حياتك....... انتي الي طول الوقت حتي وهو بعيد محتفزي بالذكريات دي متكدبيش علي نفسك انتي الي مش عاوزة تنسيه .
استسلمت لنظراته القوة ثم اقرت باعتراف....
: يمكن.......  لكن صدقني مش بايدي يا يوسف .. حارس مش مجرد شخص في حياتي او حبيب كان مخادع حاري كان كل حاجه حلوة مرت عليا من وقت طفولتي سنين يا يوسف سنين وهو جزء من حياتي كل مكان ليا فيه ذكري معاه بيتي النادي الحفلات بتاعة قرايبنا كل مكان...... انا تايهه ..حاسه اني محتجاه........ محتاجه ارجع زي زمان لكن عارفة ان الزمان مبيرجعش .... مش هقدر اسلم حياتي وقلبي تاني لنفس الشخص حتي لو هو لسه بيملكهم  من الأساس  .....   مفيش فرصة ممكن تجمعنا يا يوسف.....
غامت عينا يوسف بذكري قديمة وهو يجيبها بصوت  اجش محمل بالمشاعر شارد في ماض قريب .....
: احنا الي بنصنع الفرص يا ملاك....  لو استنينا الي عاوزينو يجيلنا علي طبق مز دهب مش هيجي وهنضيع عمرنا علي الفاضي....  لازم تحددي انتي عاوزه ايه وافتكري ان الحب زيه زي اي حاجه في الدنيا فيه الحلاوة والسعادة وفيه جزء قاسي ومر يا تتحملي مرارته وقسوته عشان حلاوته يا تستغني عنهم الاتنين لكن نصيحة فكري في نفسك الاول.....  فكري هتقدري تاخدي خطوة بجد في حياتك ولا هتكوني الساذجة الي هينضحك عليها للمرة التانية والتالتة والعاشرة....
تنهد وهو يعود من شروده يتابع دموعها التي جفت ونظراتها التي اصبحت زجاجية عميقة ليهتف بها...
:- اظن انك محتاجة وقت تفكري فيه يا ملاك ادي نفسك فرصة.........  خدي وقتك وفكري خدي كل فرصك كاملة وحددي كل اهدافك واحتياجاتك قبل ما تقرري اي حاجه متعتبيش نفسك علي مشاعر ملكيش يد في التحكم فيها لكن عاتبي نفسك لو خليتي المشاعر دي تدمرلك حياتك....
صمت للحظات بينما يبدأ بتشغيل السيارة....
:- ودلوقتي اظن اننا محتاجين ناكل قبل ما نروح نجيب دهانات المطعم....
لم جائعة بل ان معدتها تتلوي من الألم لكنها لم ترفض لم تقوي علي الاتيان بأي حركة وكل ما فيها يؤلمها...
اسندت رأسها علي زجاج النافذة تتابع الخارج من النافذة تتسارع الدنيا امام عيونها ولا تري منهم شيء...
"لو كان لي قلبان لعشت بواحد
وافردت قلبا في هواك يعذب
لكن لي قلبا تملكه الهوي
لا العيش يحلو له ولا الموت يهرب"
••••••♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡••••••
في اليوم التالي لعيد ميلاد ملاك  السابع عشر كان يندفع لداخل مكتب خاله في شركته بشكل متهور اجفل شريف الذي تطلع اليه بخوف...
:- حارس... في ايه في حاجة حصلت؟....
ابتلع حارس لعابه بصعوبة وقد شعر بقليل من الحرج لتصرفه الذي لا يعد طبيعيا فهو شخصية رزينة وعاقلة لكن ذلك الخبر الذي نقلته والدته له قد اطار البقية الباقية من عقله....
:- لا يا خالي كل حاجه بخير انا بس كنت جاي اعرف هو فعلا بتفكر توافق علي خطوبة ملاك لزين اليمني.....
تطلع شريف اليه ببعض الدهشة التي سرعان ما محاها ورسم ابتسامة هادئة خبيثة علي شفتيه متصنعا عدم الفهم... 
:- يمكن..... بس ليه بتسأل يعني يا حارس وطابب عليا زي القضا المستعجل كدا......
:- خالي الله يخليك بلاش مراوغة اه ولا لا....
:- وانت مالك يا اخي انت هتصاحبني....
قالها شريف متصنعا الجدية وهو يزم شفتيه كاتما ابتسامته وهو يري ابن اخته يضرب كفيه معا بعصبية...
انتظره حتي استجمع شجاعته ونطق بسرعة كأنه يتخلص من حمل ثقيل...
:- صراحة يا خالي انا بحب ملاك.....
نظر الي ملامح خاله ينتظر ردة فعله لكه كان هادئ مغلق الملامح كأنه يستمع لأخبار الطقس مما زاد من توتر حارس لكنه لم يثنيه عن اكمال ما جاء لقوله......
:- انا عارف انها صغيرة وان الفرق بينا مش صغير بس مش كبير كمان ايه يعني تسع سينين المهم اني بحبها...... انا كنت فاكر انك رافض ان حد يتقدملها دلوقتي  وانا بحترمك جدا وبحترم قراراتك عشان كدا كنت مستعد استنا لكن لو انت فعلا ناوي تقبل بحد يبقي انا اولي بيها ....
رفع شريف احد حاجبيه واستند بوجهه علي احد كفيه ينظر في عيني حارس بجمود وهو يسأل بلهجة باردة زادت من قلق حارس...
:- ودا ليه؟!....
:- لأني بحبها.......
تنهد شريف ثم خفض وجهه  يدعي التفكير بينما كان هو يخبأ ابتسامته عن حارس الذي وقع قلبه بين قدميه للحظات طويله عم الصمت عليهما....
كم انت غبي يا حارس لتعتقد تنني لا اعلم....
همسها شريف لنفسه بينما يتابع وجه ابن اخته القلق بطرف عينيه...
حارس يفضحه امره منذ سنوات فهو وملاك لا ينفصلان تقريبا كأنهما شخص واحد...
ململاك العنيدة المتهورة المدللة التي لا تستمع لأحد لا تستطيع مخالفة امر حارس...
لا تتوقف عن ترديد لأجل حارس...
لا اريد ان يغضب حارس...
ابنته الشقية غارقة بالحب بشكل ميؤوس منه مع ذلك الأبله الذي امامه والذي لا يختلف كثيرا في هوسه عن ابنته فهو رغم تجهمه و رزانته التي يمتاز بها يتحول لأكبر احمق ومتهور عرفته البشرية حين يتعلق الأمر بملاك...
كلاهما غبيان عاشقان وهو يعلم....
لقد كان يستمتع برؤية القلق وقد اخذ من حارس مأخذه لكنه قرر اخيرا ان يعفو عنه فقال بصوت هادئ ..
:- عارف...
رفع نظراته مرة اخري الي حارس الذي رأي تلك الابتسامة التي لم يستطع شريف احتجازها  اكثر من ذلك...
:- عارف انك بتحبها وانها هي كمان بتحبك....
انتقلت عدوي الابتسامة الي حارس الذي هدئ قليلا ينتظر ان يتابع خاله كلامه والذي لم يتأخر...
:- لكن دا مش معناه اني هوافق عليك...
عبس الأخر هاتفا بغيظ....
:- ليه....
:- لان زي ما انت عارف هي صغيرة وانا مكنتش هوافق علي زين ولا حاجه انا عايزها تخلص تعليمها....
:- طيب انا في الجيش وبرجع اجازة كل فين وفين انت عارف يا خالي ومش هعطلها ولا حاجه  هو بس حاجة رسمية تربطنا ببعض وحتي لما تتجوز اوعدك وعد شرف اني هخليها تكمل تعليمها وبتفوق...
هز شريف رأسه رافضا وابتسامته تتسع....
:- لا يعني لا يا حارس لما تخلص الكلية قدامك اربع سينين...
نظر البه حارس بامتعاض ثم قال بتزمر....
:- اربع سينين ايه يا خالي  بنتك اصلا ملهاش في التعليم وانت عارف دي بتخلص السنة ببركة ربنا....
كتم شريف ضحكة كادت تفلت من بين شفتيه بينما يبدي رفضا حازما...
:- برضو لا...
:- يرضيك طيب....  يرضيك في الاربع سينين دول اكون خدتلي  رصاصة وملحقش اتهني حتي بخطوبة....
افلتت ضحكات شريف غير قادر علي الاحتفاظ برزانته اكثر...
:- لا خلاص صعبت عليا....  لما تتم التمنتاشر نعمل خطوبة وامري لله بس مفيش جواز قبل متخلص جامعة انا قولتلك اهو....
ذهب العبوس الذي كان يطغي علي ملامح حارس مذهب الريح وامتلئ وجهه بالسعادة حتي كاد يصيح لولا هيبته التي لا يريد فقدها كما فقد عقله بسبب تلك المشعوذة تلتي خطفت قلبه...
:- مفهوم طبعا يا خالي انت تؤمر...
كاد يخرج بينما يريد ان يطلعها علي الخبر ويشاركها فيه كما يشاركها في كل شيء وكما سيشاركها كل حياتهما قريبا....
:- حارس....
التفت الي خاله الذي اوقف رحيله...
:- بلاش حد يعرف دلوقتي ولا حتي ملاك انا مش عاوزها تشغل افكارها بحاجه...
:- تصدق بايه يا خالي انا هروح لعمتي واشتكيلها منك من الي بتعمله فيا سيبني افرح طيب....  يا عالم عاوز افرح بالخبر...
تصنع شريف الجدية وهو يهدده بخبث....
:- مش عاجبك الغي كل حاجه...
ابتسم حارس ابتسامة سمجة واهداها لخاله بينما يجيبه بلطف زائد...
:- طبعا عاجبني انا اقدر اعترض يا خالي دا انت الخير والبركة حتي....
.
.
.
(يعني ايه الكلام الفاضي دا انا مش هتجوز حد غير ملاك يا امي  ....)
(طيب اهدي يا حارس عشان خاطري متكلمش جدتك هي تعبانه ولازم تعمل العملية...)
(حارس جدتك مصرة انها مش هتعمل العملية الا لما اتجوز اي واحدة غير ملاك...) 
(ليه انا...  وليه ملاك) 
(الا ملاك يا حارس مستحيل اخليك تتجوز ملاك) 
( عشان خاطري  يا حارس..... عشان خاطري  فكر في جدتك...) 
(افهمي يا امي  انا مش هتجوز غير ملاك انا مصدقت السنة مرت انا كنت بستنا اليوم دا كل لحظة بعد الدقايق عشان تكون ليا ادام الكل.....) (انت عارف اد ايه بحب ملاك والله معرف ليه جدتك بتعمل كدا والله معرف بس عشان خاطري فكر فيها دي بتموت يا حارس) 
( مش هيحصل يا امي مش هيحصل ولو انتي موافقة علي كلامها دا انا مش هوافق .)
( اكيد مش موافقة يا حارس بس اكيد مش هقدر اشوف امي بتموت وشريف كمان مش هيوافق ....)
(انا هروح لخالي بنفسي) 
(يعني انت موافق علي كلامهم يا خالي) 
(الكلام انتهي يا حارس كل الكلام انتهي) 
( انا مش بنت قاصر عشان تجوزوها غصب انا مش هتجوز غير ملاك) 
(طيب وانا....  وملاك ذنبنا ايه في كل دا حد فيكم فكر فينا ....)
(بنتي مينفعش تعرف بالكلام دا كلو يا حارس....)
(انهارده فرحي يا جدتي علي واحدة غير ملاك يا ريت تكوني مبسوطة لكن صدقيني عمري مهسامحك علي دا) 
(عملية جدتك نجحت يا حارس مش هتشوفها) 
(يعني ايه هتطلق مراتك انت مبقالكش شهرين متجوز يا حارس انت اتجننت) 
(طيب فكر في بنت الناس الي ملهاش ذنب في كل الحكاية دي يا حارس) 
(انت بالذات يا خالي متددخلش وانا مش هسمح لحد يدخل تاني في حياتي فهمتو  )
:- حارس....
انتفض كالممسوس يخرج من بئر الذكريات المظلم الذي كان يسبح فيه بلا هوادة...
ذكريات مظلمة متقطعة لفراق لا ناقة فيه ولا جمل نظر لعمته التي وقفت امامه تنظر اليه باجفال لانتفاضته المفاجئة...
:- حارس مالك يا حبيبي اتخضيت كدا ليه....  انا كنت فكراك روحت معرفش انك هنا....  انت كويس.....
نظر حوله للحظات لقد كان هنا في ذلك الركن من الحديقة حيث جلس ما ان رحلت ملام مع يوسف لم يعلم كم مضي من الوقت علي جلسته المشحونة بكثير من الذكريات...
:- كويس يا عمتو كويس متقلقيش...
نظرت اليه بعمق كأنها تخترق روحه وعينيها الزرقاء الصافية الشبيهة بعيني حبيبته تخبره بانها لا تصدقه....
:- متأكد انك كويس.....
هز رأسه ولم يجبها بأكثر من هذا كيف يكون بخير بحق الله...
هو ليس بخير منذ اربع سنوات....
منذ تلك اللحظة التي جهر بها بحبه لملاك مخبرا والدته انه ينوي طلبها بشكل رسمي من والدها يوم عيد ميلادها الثامن عشر...
كان سعيدا...
سعيدا بحق وهو يدنو من حلمه اخيرا خطوة حتي تحطم كل شيء...
حطمت جدته كل شيء وبلا سبب مقنع لأي احد...
لقد كانت كمن مسها عفريت من الجن فصاحت وغضبت وصرخت الا ملاك....
كأن ملاك شيطان علي الأرض...
الي هذه اللحظة لا يعلم لماذا كل هذا الكره الذي تكنه جدته لملاك....
هل كل هذا لأنها فقط ابنة هديل.....
لكنها ابنة ابنها ايضا لماذا اذا....
لماذا وافق خاله علي كلامها وصمت....
لماذا اذعن الكل لجبروتها وابتزازها العاطفي لهم وصمت....
لماذا رفض خاله محاولاته ألاف المرات ان يعاود اقترابه من ملاك....
كأنه هو المخطأ....
:- حارس... انا بكلمك....
عاد يلتفت لعمته هديل....
احنون اللطيفة كيف بالله يمكن ان تكرهها جدته ولماذا وبأي حق....
:- معاكي يا عمتو معلش مرهق شوية... انا لازم اروح عندي شغل بكرة....
وقف يودعها ثم رحل بخطوات ثابته واثقة متعبه...
:- حارس انت في حاجه بينك وبين ملاك....
تصلبت قدميه علي الأرض واغمض عينيه ليجيبها بصوت حاول ان يكون عاديا لكنه خرج غليظا رغما عنه.....
:- علاقتي الوحيدة بيها انها بنتك يا هدهد .
:- دا معناه ان ميهمكش انها تتجوز حد تاني....
التفت اليها بغضب وذلك الخاطر يعتصر قلبه اعتصارا...
:- انتي  عاوزة ايه  يا عمتو....
ابتسمت له بسخرية وهي تقول بغضب...
:- ولا حاجة يا حبيبي سلامتك  .... خالك عاوزك جوة قبل ما تمشي....
تركته وعادت للمنزل واخر نظراتها تخبره بوضوح انها تعلم اكثر مما مان يعتقد... عاد للمنزل ثم الي مكتب خاله حيث كان ينتظره...
:- نعم يا خالي.... 
رفع شريف نظراته الي حارس كم تغير....
:- عاوز اكرر كلامي يا حارس ابعد عن ملاك.

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن