الفصل الواحد والثلاثون

396 24 0
                                    

الشعور بالعجز هو حينما لا تستطيع الدفاع عن نفسك..
حينما لا تملك ما تبعد به يد الظلم او القهر عنك...
حينما لا تستطيع منع غيرك من ايذائك...
حينما تفقد نفسك وحياتك وعقلك مع كل ثانية ولا تملك شيئا لفعله سوي الصراخ...
الصراخ حتي يختفي صوتك...
الصراح حتي تنتهي طاقتك...
الصراخ حتي وانت تعلم ان لا احد يسمعك...
حتي وانت تعلم انك لا تفعل شيئا سوي مساعدتهم في ايذائك اكثر بإيذاء نفسك...
وبعد ان تتوقف عن الصراخ مجبرا لا تملك سوي الدعاء بقلب يرتعد خوفا وقهرا وألما....
وعيون تسبح في دمع لا ينتهي....
واخر مرحلة في العجز هي تلك المرحلة حينما تبدأ بالاستسلام وانتظار النهاية...
نهاية ما يدخره الئك الذين يريدون اذيتك وانت حتي لا تعرف من هم اين يضعونك وتحت اي مسمي لكنك تعلم ما هو اهم...
اهم واكثر قسوة من هو السبب في وجودك هنا.  .
وحينما تكون الإجابة هو شخص يكرهك ستكون منطقية جدا..
واذا كانت شخص يملك عداوة معك او ضغينة اتجاهك سيكون هذا اكثر منطقية...
لكن حينما يكون من وضعك تحت رحمة ناس يؤذونك ليل نهار هو قطعة منك يسري في جسده نفس الدم الذي يسري في جسدك هنا سيكون المقتل بحق...
هنا ستقع في براثن الحيرة والغضب والحقد الذين يغزون عجزك تجاه انقاذ نفسك...
فعقلك يكون كالمرجل يشتعل قهرا والأسئلة تنهشه..
لماذا..
ما السيء الذي صنعته لشخص كان يجب ان يكون اكثر شخص يحبك في الدنيا ليقتلك حيا ويترك للموت البطيء كأنه يستلذ بعذابك...
ما الذي فعلته سيء بحياتك لتعاني هكذا ألم...
لماذا...
تلك الحروف الخمسة قاتلة...
تنهش الروح وتملئه بالغضب والغل...
تعمي العين والقلب والعقل عن اي تفكير منضبط قد ينقذ حياتك اذا كان هناك طريقة لفعل هذا...
وهي هنا تحت رحمة هذا السؤال منذ ايام واسابيع طويلة لا تعرف عددها فهي لا تعلم متي تشرق الشمس ومتي تغرب عنها...
فهي داخل غرفة معتمة نوافذها مغلقة طوال الوقت ليس فيها سوي ذلك الفراش الذي هي تجلس عليه الأن تحتضن نفسها بعد وصلة الصراخ اليومية..
صدرها يضيق يوما  عن يوم وشحوبها يزداد اكثر فأكثر  كما يزداد فقدها لطاقتها ولحياتها ولعقلها...
نعم هي هنا اتفقد عقلها...
اين هي لا تدري تماما  ...
اخر ما تتذكره هو صوت جيهان وهي تفتح الباب لأحد ما فركضت تلقي الدفتر من يدها داخل شرفة طارق وعادت ادراجها الي غرفتها تحمل السكين الذي اختطفته من المطبخ بسرعة في وقت سابق حتي لا تكتشف جيهان وخبأته خلف ظهرها وهي تتجه برفق الي باب غرفها تسمع صوت همس خشن بجوار صوت شقيقتها شور داخلها اخبرها ان تختبئ واخر اخبرها ان تصرخ لتنجد نفسها لكن صوتها كأنه قد سرق منها...
وشعور اخر ان تفتح باب الغرفة اتفاجأهما ورعبهما بسكينها حتي تستطيع الخروج من المنزل وطلب مساعدة احد الجيران..
وهذا ما فعلته لكن ما لم تضع له حسبانا ان شقيقتها جيهان كانت تنتظرها تماما خارج الغرفة وما ان فتحت الباب حتي تناثر رزاز بارد من عبوة بمسكها جيهان التي كانت تغطي وجهها بشيء وهنا بدأ كل شيء يدور من حولها وجسدها يفقد قدرته علي التماسك فوقعت السكين ارضا كما من كانت تحملها وهنا فقدت كل ما حدث....
حتي استيقظت لتجد نفسها هنا في هذا المكان الخانق المرعب الذي يتناوب عليها فيه بعض البشر بزي اشبه بأزياء الممرضين في الوحدات العامة يجبرونها يوميا علي ابتلاع اقراص غريبة من نوع ما وفقط...
لا شيء سوي هذا وبعض الماء والطعان الذي بالكاد يبقيها علي قيد الحياة ويغلقون عليها الباب ويتركونها طوال اليوم بمفردها يدها مكبلة بسلاسل معدنية مزعجة ومؤلمة الي الفراش حتي لا تستطيع الحركة ولا يتم فكلها سوي مرتين فقط في اليوم حتي تدخل الي المرحاض بمساعدة امرأة بملامح جامدة كأنها قالب من الجليد توسلت اليها  للعديد من المرات ان تخبرها اين هي او ان تساعدها علي الخروج من هنا او ان تحدثها حتي او اي شيء لا لا شيء...
لا استجابة ولا صوت ولا كأنها سمعتها من الأساس حتي فقدت الأمل واصبحت تصمت عن التوسل وفقط تصرخ حتتي تتعب لعل احدا يستمع لصرخاتها حتي وان كان الأمل يقل يوما عن يوم...
انها لن تخرج من هنا حتي تموت...
ولو كانت تملك شيئا لقتلت به نفسها لكن حتي هذا لا تملكه...
الموت...
الموت هو راحة تنشدها...
انه اجمل بكثير مما هي فيه الأن اليس كذلك...
ذلك الصوت الذي ينمو داخلها يوما عن يوم يشجعها علي الموت كان مزعجا في البداية فهي لم تكن تريد الموت وترك من تحبهم لا تريد الموت قبل ان تودعهم...
ليس قبل ان تسامح والدها وتخبره كم اشتاقت له...
ليس قبا ان تحضر ولادة حياة وانجابها لطفلها الذي ينتظرونه جميعا بفارغ الصبر...
ليس قبل ان تطمئن علي ملاك التي تعيش في تعاسة..
ليس قبل ان تخبر طارق بانها تحبه...
لكن يوما عن يوم لم يعد ذلك الصوت مزعجا بل اصبح مثيرا...
الموت نفسه اصبح فكرة مثيرة وممتعة...
حتي التفكير فيه اصبح يعطيها هدوء وراحة تحتاجها...
وغضبا عاتيا لأنها لا تستطيع تحقيقها لا تستطيع الموت....

لكنها ستحققها قريبا ستموت...
سترتاح من هذا العالم المؤلم....
ابتسمت ابتسامة مجنونة للحظة قبل ان يضربها شعور حاد بالحزن والألم كأنها تكتوي بالنار لتطلق صرخة اخري من اعماق روحها قبل ان تفقد انفاسها وشعور بالاختناق يتزايد داخلها أكثر فأكثر واطرافها يصيبها التشنج بينما عينيها يسيل الدمع منهما يحرقهما اكثر وقد تحولتا لكتلة منتفخة حمراء من الجفون وحتي بياضهما اختلط بالدم وبرقت الحدقتان الصفراوان اكثر واسفلهما بركة سوداء فبدتا كلوحة مرعبة...
لوحة النهاية فالنهايات ليست سعيدة دائما....

********************************************.....*................*.....                

–دكتور وليد ....
رفع وجهه الوسيم الي الشابة الجميلة التي دخلت الي مكتبه بخطوات رشيقة متمهلة كأنها تجبره علي التطلع فيها ليري مقدار فتنتها بشعرها الأشقر الناعم الذي تركته يحيط بوجهها بتموجات مصطنعة زادت من فتنة وجهها المزين بإتقان ثم جسدها المثير داخل ذلك الفستان الأكثر اثارة والكعب العالي الأنيق...
لقد كانت كقطعة ماس وسط التراب فهذا المكان علي اطراف المدينة الذي يطلق عليه استراحة كان قديما ومهملا لا يستعمله سوي عمال النقل الثقيل المضطرين علي المرور من ذلم الطريق الشبه مهجور الذي اتي اليه لينتظرها لا يليق بها ابدا....
وقف لها وعينيه تلتهمانها بجوع...
:- ازيك يا انسة ورود...
رفرفت بأهدابها الثقيلة الاصطناعية ثم ضحكت بصوت مائع وهي تعدل له بينما تجلس علي مقعد يقابل مقعده...
:- مدام... انا مدام...
لمعت عينيه بخبث وهو يشعر كأنها تلقي اليه بالإشارات المثيرة فقال بعبث بينما يعاود الجلوس...
:- يا خسارة مكنتش اعرف انك متجوزة  يا بخته فعلا جوزك...
رفعت حاجبها وهي تعدل له مرة اخري...
:- مطلقة...
:- لا دا يا بختي انا... هو في حمار كدا يسيب القمر دا...
ضحكة اخري ارسلت بكهرباء من الاثارة لتضرب جسده وخياله المريض يرسم صورا قذرة داخله للجالسة امامه ويقسم ان افكارها لا تقل قذارة عنه...
سمع صوتها الذي تحاول جعله مثيرا اكثر من اللازم يحدثه...
:- شكرا لمجاملاتك اللطيفة دي يا دكتور...   بس انا مش جاية هنا عشان اسمت كلام حلو منك انا عاوزة اعرف وصلت في الب اتفقنا عليه لفين....
استرخي في مقعده وهو يقول لها بلهجة مثيرة وقد كان يلاحظ عينيها التي تختلس النظرات المثيرة تجاهه...
:- لازم نشرب حاجه الأول مش كفاية انك مصرة اننا نتقابل هنا رغم اني اكدتلك ان المدينة هتكون امان عادي لأن محدش هيشك فينا ابدا..... 
:- انا كدا هكون مرتاحه اكتر...
ابتسم لها لتزداد وسامته التي تلتهمها بعينيها ثم قال بلطف...
:- واحنا يهمني ايه غير راحة الهانم....  علي العموم الي اتفقنا عليه ماشي زي ما هو اديني يومين كمان وهتخرج من المستشفي في صمت زي ما دخلت لا من شاف ولا من دري واوعدك انها مش هتكمل اكتر من كام يوم وهتخلص علي نفسها بنفسها...
ابتسامة شيطانية ارتسمت علي وجه الفاتنة فحولت فتنة ملامحها لشيء بشع خاصة مع تلك العيون الزرقاء الفاتحة التي شعت ببريق مخيف....
لقد انتهي الجزء الأكبر من المهمة والقادم اكثر سهولة...
انها تسير في الاتجاه الصحيح للانتقام...
ستنتقم منها علي كل اذية تعرضت لها....
لن ترحمها ابدا...
وضعت كفها في حقيبتها واخرجت رزمة ليست قليلة من المال ووضعتها علي الطاولة امام الرجل الوسيم وانحنت علي الطاولة تقترب منه تهديه ابتسامة فاتنة ونظرة عين مثيرة وهي تلاحظ عينيه التي اتجهت نظراتها لصدرها الذي ظهر جزء منه بإثارة جراء انحناءها بهذا الشكل  لتزداد ابتسامتها ثم تراجعت ببطأ تترم له الوقت الكافي لتأملها كما يريد قبل ان تقول بلهجة شيطانية....
:- دا اخر جزء من الفلوس انهي الليلة كلها.... مش عاوزة اعرف انها لسه بتتنفس علي نهاية الاسبوع ماشي يا.... دكتور.
رق صوتها اكتر وهب تنطق باخر كلمة قبل ان تقف لترحل بدون اي كلمة اضافية وعينيه تتابعانها حتي اختفت من الاستراحة وتبعها هو بعد دقائق يحمل ألاف الجنيهات في جيبه وابتسامة شيطانية علي شفتيه....

*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*•*
دخل الي منزل آل مختار يحمل بين يديه دفتر ورود وقلب يغلي من الغضب الذي ظل طوال الطريق يحاول السيطرة عليه بلا فائدة وما ان دخل حتي قابلته العيون المتسائلة لكن عينيه بحثت عن الرجل الذي يحمل ملامح من محبوبته وما ان ادركه حتي اقترب منه يخبره ما اهدي اليه عقله طوال الطريق عليه ان يتحدث اولا وبمفرده مع هذا الرجل...
:- ممكن يا كامل بيه نتكلم علي انفراد الأول....
تحركا معا الي حديقة منزل شريف مختار والذي استضاف والد ورود عنده منذ عودته للبلد  ...
:- انا عاوز اسأل حضرتك حاجة استغربت منها في الأيام الي فاتت دي وسامحني لو بان اني حشري وبتدخل...
رفع كامل  عينيه الشبيهة بعيني ورود حتي في نظراتها حينما لا يعجبها الحديث ثم اجاب بصوت هادئ غلبته لكنة البلد التي كان يعيش فيها منذ سنوات...
:- ابشر...
:- لما حضرتك مهتم اوي بورود للدرجادي ليه اتخليت عنها طول السنين دي..... الا لو كنت ممثل شاطر لدرجة ان كل الحزن والبؤس الي انت فيه من ساعة ما شوفتم هو مجرد تمثيل.. 
:- ما بسمحلك...
هتف به كمال لكن غضب طارق لم يسمح لعقله بتدارك قلة ذوقه بل تابع بغلظه...
:- سنين طويلة من بعد الحادثة ومفتكرتش فيها انها بنتك غير دلوقتي...  سبتها محتاجة شغل طول الوقت عشان تصرف علي نفيها وسبتها في البلد لوحدها متعرفش عنها حاجة وجاي دلوقتي تقول انك بتحبها بعد ما ضاعت....
:- اخرس...  انت فاهم اخرس خالص انا مسمحلمش تتكام معاياكدا انا تعرف ايه عن حياتنا وصفتك ايه اصلا عشان تدخل في علاقتي ببنتي...
لمعت عيني طارق بتحدي واجاب بما لن يستطيع الأخر الاعتراض عليه....
:- انا دكتورها النفسي الي اتعالجت معاه من اثر الصدمة الي خلفتها الحادثة واعرف عن حياتها كل حاجة تقريبا اكتر بكتير من الي تعرفه عنها...
ابتلع الرجل الأكبر سنا لعابه بصعوبة ونظرات التحدي بينه وبين طارق كانت غير عادلة ابدا ابتسم في النهاية بسخرية ثم قال بغضب...
:- ومبن قالك اني سبتها او نسيتها يوم واحد في حياتي او حياتها يا...  دكتورها النفسي.... لكن انت معاك حق...  انا اكتشفت فعلا اني معرفش حاجه بس مش عن بناتي.. لأني للأسف كنت مخدوع في واحده فيهم...
نظرات طارق لم تتبدل كأنه لم يندهش بل صمت ليترك مساحة للأخر ليتكلم...
:- انا كنت مع ورود بعد الحادثة وطول فترة الغيبوبة الاختيارية الي دخلت فيها لحد ما جيت في يوم واكتشفت انها خرجت من المستشفي بمعرفة خالها وطبعا جيهان كانت معاها...  عملت مشاكل كتير جدة عشان اشوفهم لكن اخوات مراتي  رفضوا وكل الي قدرت اعمله اني اقابل جيهان الي قالتلي ان ورود منهارة ورافضة تماما انها تشوفني وان وجودي حواليها خطر عليتا وممكن ترجع الغيبوبة تاني انا وقتها كزت منها للي اتعرضتله بنتي...  احساس بالذنب مع الضياع مكنتش عاوزها تتعرض لأي انتكاسة تانية بسببي وعشان كدا رجعت سافرت لمدة قصيرة ورجعت عشان اقدر اطمن عليها واعتقدت انها اكيد بقت احسن وهتتقبل كلامي ودا بعد ما استشرت طبيب نفسي كبير وفعلا روحت ليهم والي قبلتني تاني كانت جيهان الي قالتلي انها رفضت تشوفني تاني وانها بتتعامل بعنف لما....  لما بس يجيبو سيرتي...  قالتلي اد ايه بقت بتكرهني وشيفاني السبب واني لازم افضل مسافر كدا احسن وادتنی  رقم تليفونها عشان اقدر اتواصل معاها واطمن عليهم ... 
تنفس بعمق ثم تابع...
:- طول الينين دي كنت لتواصل مع جيهان كل يوم ومفيش شهر مرتبهم الشهري موصلش البنك وكانت جيهان بتسحبه بنفسها وانا كنت بتأكد من دا كويس وكن بنزل كل ست شهور البلد وبقابل جيهان في فيلا في منطقة(....)  علي اساس ان دا المكان الي هما عايشين فيه وان كل مرة باجي فيها ورود كانت بتخرج من البيت وبترفض تشوفني....  انا عمري مفكرت اقطع ببناتي حتي وواحدة فيهم رافضة انها تقابلني وبتكرهني كنت ببقي نفسي بس اطمن عليها اسمع صوتها لحد ما مرة قبل كاظ شهر اتصلت بدري عن المعاد الي بتصل فيه علي جيهان لأني كنت مسافر لفترة ومكنتش هلاقي وقت اتصل في نفس اليوم والوقت الي بتحدده جيهان كل يوم وساعتها سمعت صوت ورود....  حاولت اكلمها لكنها مردتش انا فضلت قلقان لحد ما جيهان جت وقالتلي انها تعبت لاني كامتها وزعقت معايا انا...
توقف عن الكلام وقد غلبه التأثر...
:- انا عشت اسوء يوم في حياتي رغم اني كنو عارف انها بتكرهني لكن مكنتش متخيل اني اكون سبب لأذية بنتي للدرجة دي...
اعاد نظراته الي طارق الذي قال بلهجة باردة اوقفت الدم في عروق الأخر...
:- ولو قولتةك ان ورود مكنتش تعرف اي حاجه عن كل الي انت قولته دا وانها عاشت طول السنين دي علي انك اتخليت عنها هي واختها وجيهان مسابتش فرصة تعاير فيها ورود او تضايقها لأنها متحملاها وبتهتم بيها بعد ما انت سيبتها كأنها كظ مهمل ملوش دعوة....
الصدمة التي لاحت علي وجه الرجل اثارت شفقة طارق عليه وقد كان لحديثه بقية اسوء بكثير...
:- وان اول مرة ورود تسمع صوتك هي نفس المرة الي انت كنت بتسمع فيها صوتها وهي تعبت فعلا لانها كانت بتعاني من فقدان ذاكرة اختياري لليوم دا ودا مش معناه انها تختارت تنسي لكن دا نوع من انواع الحماية الي بيمارسها المخ عشان يحتوي صدمة معينة او ذكري مبيتحملهاش الانسان....  وانا كنت موجود وقتها واقدر اكد لحضرتك انها كانت مستنية طول السنين دي مجرد كلمة منك لانك كنت البطل بالنسبالها.....  ودا معناه ان جيهان كانت بتخبي وجودك عن ورود عن قصد وظا مش الأسوء.....  الأسوء فعلا هو المكتوب هنا يا كامل بيه...
رفع الدفتر امامه مفتوحا عند الصفحة الأخيرة ليقرأه كامل ببطأ وردة فعله لم تختلف كثيرا عن ردة فعل طارق والذي تابع قائلا بعملية جامدة...
:- مع الأسف يا كامل بيه انا شبه متأكد ان جيهان ورثة مرض نفسي من والدته وان مكنش اسوء بمراحل من الي عانت منه والدتها والضحية للإتنين هي ورود... ولازم نبلغ الشرطة لأن دا دليل علي تورط جيهان في اختفاء ورود....
مع نهاية كلماته كانت طاقة كامل تنتهي ايضا ليجلس علي ذلك المقعد الرخامي الأنيق غير قادر علي تمالك اعصابه...
لقد فقد ابنتيه وكأن ما عاناه طوال سنوات لم يكن كافيا كعقاب له علي ذبب لا يدري ما هو حتي...
هل الحب ذنب ليعاقب عليه...
هل اختياره ان يقضي السنوات الباقية من عمره مع المرأة الوحيدة التي يحبها كان ذنبا...
هل كان رفضه لحرمان زوجته الأولي من بناتها بعد ان انفصل عنها ذنب....
ما الذي فعله في حياته ليعاقب عليه بهذه الطريقة......

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن