الفصل الثاني والعشرون

6K 158 1
                                    

دخل كلاهما الي مطعم هادئ واختارا طاولة في الزاوية وطلبت الطعام المناسب لها وكذلك فعل هو ثم قال متصنعا الملل...
:- انتي جيباني عشان تفضلي ساكته...
:- جيباك؟  ... بزمتك دا اسلوب دكتور دا....
قلب عينيه وهو يقول مقلدا احدي جملها...
:-  بلاش اسلوب الدكتور النفسي دا يا طارق....  ارسي علي حل يا مجنونة....
ضحكت وهي تهز رأسها بلا معني ليتابع هو وقد اكتسب صوته بعض الجدية....
:- انتي عاوزة تتكلمي... 
رفعت نظراتها التي فقدت لمعانها اليه وهي تبتسم بسخرية...
:- تقريبا الكلام معاك بقي ادمان يا دوك...  انا خايفة تغتر بعد كدا....
ابتسم بسخرية ولم يرد بينما في داخله تقال الف عبارة لها....
الف عبارة تسخر من جملتها فان كان حديثها معه ادمان فرؤيته لها اضحت ادمانا...
صوتها ادمان...
ابتسامتها، مشاكستها، صوتها الخفيض كلما ارادت الاعتراف بضعف او خطأ حدث معها....
كل ما فيها ادمان هي الوحيدة هنا التي عليها ان تصعد عرش الغرور....
:- بحس اني بفهم نفسي اكتر لما بسمعها...  كاني بكون اتنين...  واحد بيسمع والتاني بيحكي...  بس انا مش عاوزة احس اني اتجننت او بدأت اتكلم مع نفسي... 
ضحكت ساخرة وهي تتابع...
:- كإني مش مجنونة فعلا...
ابتسم لها مشاكسا...
:- اخيرا اعترفتي...  ياه لقد شبنا من اجل هذه اللحظة والله...
قلبت عينيها عنه لكنه لمح تلك الابتسامة التي تحاول وؤدها ليتابع بعملية...
:- كلنا بنحتاج نواجه يا ورود وكل واحد ليه طريقته في المواجهه مع نفسه...  في الناس الي بتعيد الموقف جوه عقلها الف مرة كنوع من جلد الذات ونوع تاني بيواجه عشان يتعلم ونوع بيهرب من المواجهه بيهرب من التفكير مش عاوز يفتكر زيك انتي...  والنوع دا بيحتاج انو يجبر نفسه علي المواجه ودا الي انتي بتعمليه لما بتتكلمي وبتسمعي نفسك بتجبربها علي المواجهه ودا مش جنون زي ما انتي بتفكري دي قوة..... كلنا جوانا الف شخصية يا ورود جوانا الحلو والوحش القوي والضعيف الشجاع والجبان...  وانتي بتقوي شخصيتك الشجاعة القوية مش اكتر....
اهدته ابتسامة ناعمة في ختام كلماته ثم تنهدت بصمت تنظر الي الطاولة وتركها هو تستجمع شجاعتها...
:- لكن انا...  انا اضعف من كدا بحاول اكون قوية واواجه زي ما قولت بس....  بتقدم خطوة وارجع عشرة يا طارق....
:- يمكن عشان بتحاولي غلط يا ورود... 
توقف عن الكلام حينما حضر العامل لوضع الطعام وما ان رحل حتي اكمل لها بلهجة لينة...
:- حاولي تتكلمي عن الحجات الحلوة الي في حياتك يا وروود....  شوفي الحلو عشان تقدري تقاومي الوحش...

صمتت تفكر قليلا فيما قاله ثم اجابته  شارد صادق  وعميق وكأن لسانها ربط بقلبها فنطقت بما فيه.....
: اصحابي هما الحاجة الحلوة الي في حياتي.... النعمه الي بحمد ربنا عليها ليل ونهار.... يمكن لما تسمعني دلوقتي تحس اني ببالغ... يعني مهما كبرت الصداقة بين اي حد بيكون لها حد معين بتنتهي في فترة معينة بتمر بمراحل ضعف او مشاكل او اي حاجه الا صداقتنا......
ابتسمت ابتسامة شاردة ناعمة حررت نبض قلبه بلا ارادة منه انها لا تعلم كم تبدو فاتنة وهي تتحدث عن من تحب مأن روحها ترتسم كابتسامة علي شفتيها اللتان لم تتوقفي عن الكلام...
:- اول مرة عرفتهم كنا في اول سنة في المدرسة قبل كل المشاكل دي متحصل في حياتي...  كنت هادية ولطيفة وجبانة وعشان كدا كان في بنات وولاد بيضربوني ودي كانت اول مرة اتعرف فيها علي ملاك..
ازدادت ابتسامتها اتساعا وهي تنظر اليه هذه المرة قائلة بمرح...
:- وقتها كانت ملاك اصغر واحده فينا في الشكل رغم ان تقريبا كلنا كنا سبع سنين بس هي كانت ستة وكانت شكلها يدي اربع سنين صغننه وشكلها بريئ كدا وشبه اللعب الي بنشتريها بعنيها الزرقة وشعرها المضفر لكن كانت شرسة ومبتحبش حد يضايق حد انا لسه فاكرة لما ضربت الولد الاكبر مننا عشاني ووقفت قدامه تهدده انها هتجيب باباها ومامتها وخارس ابن عمتها دينا الكبير يضربه ملاك كانت بتشوف ان اي واحد طويل لازم يبقي قوي... اتعرفت عليها وبعدها منة  المدرسة ملاد لفريق الغنا لأن صوتها كان  حلو وهناك اتعرفنا علي تمارا الي كانت صحبت ملاك من حضانة ويعتبرو جيران.... كنت عامله هوس لبابا بيهم كنت بحبهم اوي.....اما حياة فكانت بنت لطيفة وبتحب الحلويات وكانت كريمة اوي مرة جت واحنا بنتغدا وادتنا شكولاته من بتاعتها عشان تمارا كانت بتعيط لانها وقعت.... كانت سنان حياة دايما مسوسة من اكل الحلويات وابتسامتها جميلة انا لسه فاكرة شكلها...
تنهدت بعمق واكملت...
:- كانت ايام جميله اوي كلها ذكريات حلوة اكتر من انها تتنسي لما كبرنا اكتر فضلنا اصحاب كل واحده فينا كانت بتكمل التانية  انا كنت الرغاية الي دايما تخترع في خطط وتمارا كانت الشقية الي بتحب المغامرات واغلب الوقت انا وهي بنفذ الخطط وملاك كانت الحارس بتاعنا هي الي بتدافع عننا وهي العاقلة الي بتمنعني من التهور وحياة الرقيقة الرومنسية الكيوت الحنينة ومتخصصة الأكل... لما حصلت الحادثة...
ابتلعت لعابها بصعوبة تجبر نفسها علي تكملة الكلام...
:- نقلنا انا وجيهان عند خال لينا...  والي كان باين اوي انو مش مرحب بينا واول قرار عمله انه نقلني من المدرسة لمدرسة تانية ارخص بما انو كان الوصي عليا واعتبرت ان دي اخر مراحل صداقتنا واني خسرتهم مع كل حاجه خسرتها في الوقت دا...  لكن ملاك كان ليها رأي تاني....
امتلأت عينيها بالحب وهي تتذكر مساندة ملاك لها...
ملاك الحبيبة ...
:- ملاك فضلت تتواصل معايا رغم صعوبة الموضوع وقتها انا نقلت بيت جديد و مدرسة جديدة وحياة بعيدة لكنها كانت مصرة وفضلنا اصحاب لحد ما دخلنا الجامعة وهنا كان لازم نلاقي حاجه تجمعنا وكانت تمارا وملاك بيغنو فعملنا فرقة في الجامعة وانضملنا سيف اخو حياة هو كمان صوته حلو بس هو كان يعتبر بيساعدنا بس لانو كان مرتبط بحياة جدا وبعدها اكتشفت انا كمان اني بحب اغني وبكدا فضلنا سوي طول السنين دي بعد كام شهر من دلوقتي هنحتفل بالسنة الستاشر في الصداقتنا... احنا حالة مميزة صح.. 

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن