الطفل منهُ

82.1K 2.1K 269
                                    

أيام تتلوها أيام وحياة أبطالنا مستمرة بمحاسنها ومساوئها ، يوجد الصعب ويوجد السهل ، يوجد الفرح ويوجد الحزن ، يوجد السعادة ويوجد التعاسة ، يوجد الخداع ويوجد الكذب ويوجد الخيانة أيضاً ، فما رأيكم بأن نعود قليلاً للوراء وتحديداً في ليلة زفاف رهام :

Flash back :

لم يصدق ماسمعه من سيف في يومها ، هو مؤكد بأنه يكذب ، مؤكد بأنه يريد أن يخرب عليه يوم زفافه وفرحته بعروسته الجميلة ، ولكن !!!!

ليته لم يراها ليته لم يعرفها وليته لم يعلق آمالاً كبيرة بها ، لم يكن ذنبه سوى أنه أحبها بصدق ، لم يشعر بالوجع كما يشعر به في يوم زفافه وتحديداً عندما اكتشف بأنها حقاً ليست عذراء ، في يومها لم يعطي أيةُ أهمية لكلام سيف الذي نزل عليه كالصاعقة بل هزأه وضربه وطرده أيضاً من حفلة زفافه وقد حدث ذلك وخرج سيف بحيث لم يعد له رجعة إلى حياة زيد ورهام لإنه وببساطة !!! حسناً سأقول لكم فيما بعد ..

عندها وعندما كانا يعقدان الفران كان كل منهما في غير دنيا وغير عالم ، رهام كانت جامدة وباردة لا تبدي أيةُ ردة فعل سوى الصمت والقليل من الخوف كان قد اجتاحها في وقتها كونه زيد سيكتشف أمرها ، أما زيد فهو كان يقلب كلام سيف في عقله وكلماته تتردد على مسامعه ، كان يدعو طوال الوقت بأن يكون كلامه غير صحيح ، هو يثق برهام ويعرفها جيداً فهو على معرفة سابقة بها ولكنها معرفة سطحية جداً ، كان يأتي برفقة والده إلى منزلهم كثيراً ويحاول التقرب من رهام ولكنها كانت تصده دائماً ، واليوم وفي هذا الوقت بالتحديد هو قلق وخائف من أن يكون كلامه صحيح ، عندها حقاً لا يعلم ما الذي ممكن أن يفعله ، ولكن لا مؤكد بأن رهام لا تفعل شيئاً كهذا ولا تبيع نفسها لشاب منحط سافل ليس لديه أخلاق ، هو لا يحق له بأن يحكم عليها ويتهمها بالباطل فوراً ، عليه أن يتريث ويهدأ إلى أن يصل إلى منزله وعندها لكل حادث حديث ، ولكن ماذا إن لم تدعه يقترب منها ؟ ماذا إن أبعدته عنها وطلبت منه أن لا يلمسها ؟ ما الذي سيتوجب عليه فعله عندها ؟ مؤكد بأنه سوف يحترم رغبتها ولن يجبرها على شيء ؟ سيجبر نفسه للإنتظار إلى أن ترضخ له وتسلمه نفسها ؟ ومن هنا إلى وقتها حتما ستكون النيران قد أكلت صدره ..

هدووووء خيم على المكان عندما كانا في منزلهما وفي غرفتهما وعلى سريرهما الذي شهد على عدم عذرية رهام وصحة كلام سيف ، أجل هي لم تمانع عندما اقترب زيد منها ، سلمته نفسها فوراً ولم تفتح فاهها بحرف ، لم ترى بأنه من البديهي أن تدعه ينتظر وبأن تماطل فهو أولاً وآخراً سيعلم وسيكتشف حقيقتها لا محالة ، فإن لم يعلم الآن سيعلم غداً فلما التأجيل ، كانت جالسة على السرير تنظر للأمام بشرود كحال سيف الذي كان يجلس في ركن من زاوية الغرفة وهو يدخن بشراهة ، حسناً اقترب منها لمسها داعبها قبلها وفعلها معها ولم يرى دماء عذريتها ، يريد أن يدافع عنها ، يريدها أن تدافع عن نفسها ، يريدها أن تبرر فعلتها ، يريد أن يختلق لها أي عذر ، لا يريد أن يظلمها ، كلام سيف مازال قابعاً في رأسه ولكنه لن يمشي عليه إلا عندما يسمع منها هي ، لما لا تتحدث ؟ لما هي صامتة ؟ لما لا تدافع عن نفسها ؟ عقله مشوش ونيران قلبه لم تنطفأ بعد ، صعبة عليه صعبة جداً جداً جداً ، لم يكن يفعل أي شيء سوى النظر إليها والشرود بها ، بينما هي لم تكن تنظر له أبداً فقط تنظر للفراغ وعقلها يأتيها بالأفكار السلبية الكثيرة ، منتظرة إهانات زيد لها ، منتظرة ضربه أو شتمه لها ، منتظرة إتهامها بالعهر أو السفالة أو الحقارة ، لما هو هادئ هكذا ؟ لما لم يتحدث معها ؟ لما لم يهزأها ويضربها ويطردها خارجاً ؟

أرهقني عِشقُهاTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon