عصيّان لأوامرهُ

126K 3K 497
                                    

يوم الخطبة
استيقظت جميلتنا بكل نشاط وحيوية ، لأول مرة ومنذ فترة طويلة تستيقظ وهي بكامل سعادتها ، كونها ستذهب ولن تمتنع من أن تذهب إلى خطبة صديقتها فهذا شيء كبير ومفرح بالنسبة لها ، نهضت من فراشها لتفعل روتينها اليومي والابتسامة لم تفارق ثغرها ، ارتدت ثياباً محتشمة جداً لإنها لا تريد بأن تدع له ولا نصف كلمة على مظهرها وملابسها ، تنهدت بقوة ويأس لإنها ستهبط وستراه ، هبطت على السلالم ونظرها موجه للأرض ككل مرة ، توجهت إلى المائدة لتلقي التحية وتجلس بصمت ، نظر لها جبل مطولاً وقلبه يقرع كالطبول ، لا يعلم لما نبضات قلبه تتسارع عندما يراها ، كل مايعلمه هو أنه يعشقها حد النخاع ، أرادت ليلى بأن تتحدث معه لتطلب منه شيئاً ولكنها توترت جداً من نظراته التي تتفرسها لذلك فضلت الصمت ، بعد مدة قصيرة صدح صوته البارد والموجه لها ليتحدث وهو يمضغ لقمته ببرود :

"تريدين التحدث أنا أستمع"

ابتلعت ريقها بتوتر عندما سمعت صوته ، لم تتجرأ على النظر بعيناه الحادة ، ولكنها نظرت له لتقول بصوتٍ خافت :

"أريد أن أذهب للتسوق مع صديقتي"

تحدثت وابتلعت ريقها وهي منتظرة رده بفارغ الصبر ولكنه لم يجيبها ، بل كان ينظر لها بقوة وصمت لتردف له بخفوت :

"صديقتي رهام ألا تعرفها"

همهم لها ليقول :
"مم أجل وماذا تريدين أن تشترين"

ابتلعت ريقها لتقول :
"أريد أن أشتري ثوب جديد من أجل خطبة صديقتي اليوم"

حرك رأسه بإيجاب ليهم بالنهوض ويمسك بمعطفه ويتحدث وهو يرتديه :
"حسناً الأفضل بأن تنتقيه محتشم وإلا لن تحلمين بالذهاب"

أنهى جملته وخرج من المكان نهائياً ، بينما هي ظلت تتابع طعامها وهي ممتعضة ، لقد استفاقت وهي بكامل نشاطها وحيويتها ولكنه أفسد عليها كل شيء بأوامره اللعينة تلك ، تنهدت بقوة لتودع عمتها وتتوجه فوراً إلى جامعتها ..

في الشركة
كان جبل جالس في مكتبه يتابع بعض أعماله ، تنهد بقوة ليرجع بجسده للخلف وينظر لصورتها التي موجودة أمامه دوماً ، أمسك الصورة بيده ليتأملها وهو سارح بها لأبعد حد ، ينظر لها بحزن ويأس ويحدث نفسه ، لماذا لا تبادله حبه ؟ لماذا لا تعشقه مثلما يعشقها ؟ لماذا لاتكون له ؟ لماذا لا تشعر به ؟ ولماذا ولماذا ولماذا ، اشتدت قبضته على صورتها واحتد فكه ، أصبحت وتيرة أنفاسه عالية ليصرخ بأعلى صوته (لماذا) ويرمي بصورتها على الأرض بقوة ، لتتناثر قطع الزجاج على الأرض وتنكسر الصورة ، جلس على الكرسي بتعب ونظرته كلها يأس ، كيف سيستطيع بأن يلفت نظرها به ؟ كيف سيدعها تشعر به وتبادله الحب ؟ يكاد يجن منها ، هي تفكر في نفسها وفي حضور خطبة صديقتها وهو يفكر بها وبحبه لها ، لا تفكر سوى بنفسها بينما هو لا يفكر سوى بها ، تنهد بحنق ليمسك بهاتفه ويطلب رقم أحد من حراسه ليقول له :

أرهقني عِشقُهاWhere stories live. Discover now