اقترب منها بهدوء ونظرته لا تنم على خير أبداً ليمسكها من يدها وسط نظرات الحضور ويجرها خلفه بهدوءٍ تام ، لم تنطق بحرف من شدة صدمتها وخوفها الكبير منه ، بدأت دموعها تهبط على وجنتها بغزارة والرعب يدب في قلبها من هدوئه الشديد معها ، بينما حالة جبل لا يمكن وصفها أبداً ، يكاد يجن من تصرفاتها التي أفقدته عقله وأرهقت قلبه بكل معنى الكلمة ، يشد بقبضته على مقود السيارة وعيناه حادة كالصقر ، حاولت ليلى بأن تجمع كلماتها لتقول ببكاء وصوتٍ خافت :
"جبل أنا فقط .."
لم يدعها تكمل جملتها ليصرخ بها بأعلى صوته :
"اصمتيييي"ضرب على مقود السيارة بقوة لتجفل من صوته وحركته تلك بذعر شديد ليردف لها بصوتٍ خافت وحاد :
"لا أريد أن أسمع صوتكِ اللعين نهائياً"
ابتلعت ريقها بخوف وهي مازالت تبكي ، تدعي بسرها بأن تنجو منه بأي ثمن ، فهي تعلم جيداً كيف يكون عندما يغضب وكيف يتعامل معها عندما يكون غاضب جداً وخصوصاً في عصيان أوامره ..
وصل بها إلى المنزل لترى البيت هادئ وساكن والأضواء منطفئة ، دب الرعب بأوصالها عندما خمنت بأن لا تكون عمتها في المنزل ، ارتجف قلبها عندما سمعت صوته الحاد يقول :
"انزلي"
هبطت من السيارة دون أن تتفوه بحرف لتهم بالركض إلى المنزل ، دخلت فوراً لتتوجه إلى غرفتها بسرعة البرق ، بينما هو كان يلحق بها بخطوات بطيئة وثابتة ونظرته لا تدل على خير أبداً ، نظرت لورائها لتراه يلحق بها ببطئ ليدب الرعب في قلبها ، دخلت إلى غرفتها لتقفل الباب خلفها وقلبها يرتجف من الخوف ، وصل إلى جانب باب غرفتها ليحرك مقبض الباب ولكنه وجده مقفل ، ابتسم ابتسامة شر ليتوجه إلى غرفته ومن ثم يعود وفي يده مفتاح لباب غرفتها ، أدار مقبض الباب ليدخل عليها ويراها جالسة على سريرها تضم ركبتيها وتبكي بخوف ، وقفت بفزع حالما رأته يدخل عليها ليبدأ قلبها بالخفقان ، نهضت بسرعة لتنحصر بزاوية الحائط وهي تبكي لتراه يقترب منها ببطئ ونظرة الشر بعينيه ، قلبها يرتجف وجسدها أيضاً فقط من اقترابه ونظرته لها ، ابتلعت ريقها بخوف لتتحدث بصوتٍ باكي وخوفٍ ظاهر :
"اسمعني جبل ، صدقني أنا لم أكن أريد أن ..."
صمتت حالما وضع يده على فمها ونظراته الشرسة تتفرس ملامحها ليتحدث بصوتٍ شرس :
"لماذا تعصين أوامري ها"
لم تستطع الإجابة ، ظلت تبكي وتنتحب فقط ، هدوءه وصوته الحاد ونظرته الشرسة كفيلة بأن تجعلها ترتجف منه ، ظل منتظر الإجابة ولكنها لم تجب ليصرخ بها بأعلى صوته :
"لماذاااا"
انتفضت بمكانها عندما سمعت صراخه ليحتد بكائها أكثر فأكثر ، دخل بحالة هستيرية ليبدأ بتحطيم كل شيء يراه أمامه محاولاً إخراج قهره وشحنته السلبية بدلاً من أن يحطم رأسها ، قلب الغرفة رأساً على عقب وهو يحطّم ويصرخ بأعلى صوته ، بينما هي تجلس بالزاوية وتصم أذانها مغلقة عيناها كي لا تسمع ولا ترى هذا الجحيم وجسدها يرتجف من الخوف ، التفت لها بنظرة شرسة وأعين حادة ليتوجه لها ويمسكها من ذراعيها ويحركها بعنف وهو يقول :
![](https://img.wattpad.com/cover/128872514-288-k948657.jpg)
YOU ARE READING
أرهقني عِشقُها
Romanceهاجس الهوس اجتاح قلبه في محبتها... يتوق إلى وجودها... يأمل في لمس كل جزء من روحها... ولكن، تظل هي في عالم بعيد كل البعد عنه... تمكنت من إرهاق قلبه بأعظم المعاني... لقد تسللت إلى قلبه المفتون ورفض عقله فكرة إبعادها عنه... تلك الفتاة الرقيقة سيطرت...