تخيُّلات

142K 3.4K 372
                                    

"يا إلهي"

نطقتها والرعب يدب بأوصالها من ذلك الذي يقف بهيئته الرجولية الصارخة ، عيناه حمراء كالدماء وأنفاسه المتسارعة ، يشد على قبضته بقوة وعروقه قد برزت من شدة غضبه ، توجه نحوها بخطوات ثابتة ، رجف قلبها من هدوءه هذا لإنها تعرفه على عكس ذلك ، نظر جبل للشاب بنظرات حارقة ، وللحقيقة ارتجفت أوصال الشاب من تلك النظرات الحارقة والتي لا يعلم ماسببها ، لكمه على وجهه بقوة لتنفجر الدماء من أنفه ويقع أرضاً من شدة اللكمة ، اقترب منه وأمسكه من ياقة قميصه وتوعد له بالجحيم إن عاد واقترب منها أو حدثها ، لم يترك كلمة تهديد إلا وألقاها عليه وبالتالي الشاب لم يترك كلمة إعتذار إلا وقالها فقط من أجل أن يتركه وشأنه ولا يصب عليه جحيمه ، نتره من يده ليعود الشاب عدة خطوات للوراء ، بينما تلك التي كانت واقفة تراقب الموقف بذعر وتتحسر على نفسها وعلى ذلك الشاب الذي حدث به ماحدث ، اقترب منها بنظرات مشتعلة ليمسكها من رسغها ويجرها خلفه وهو يتوعد لها بأشد العقاب على جمالها وحُسنها ، خرجا تحت أنظار جميع من كان في المكان وخاصة نظرات الفتيات الهائمة والخائفة نوعاً ما ، لقد اكتفى بلكمه وتنبيهه فقط لإنه شاب حديث العهد على هذا المكان ولم يكن يعلم بأنه ممنوع الاقتراب منها ، لذلك تركه ولم يفعل له أكثر من ذلك ، صعدا سوياً للسيارة والخوف كان يحيط بليلى بشكل لا يوصف ، هي لم ترتكب أي ذنب كان ، هو من اقترب منها وهو من حدثها لذلك يجب أن تدافع عن نفسها ، قاد سيارته ليقف بمكان شبه معزول ، دب الرعب بأوصالها عندما وقف بهذا المكان ، ابتلعت ريقها بخوف وهي تبكي لينظر لها بنظرة مميتة جعلتها ترتجف من الخوف ، هو رأى كل شيء ورأى كيف تقدم الشاب منها ويعلم جيداً بأنه لا شأن لها بكل ماحدث ، تحدث بهدوء عكس النيران التي بداخله :

"لِما خائفة"

لم تتحدث بل بقيت تبكي وتشهق ليردف لها بقليل من الحدة :
"ليلى توقفي عن البكاء لا أحب أن أراكِ تبكي"

حاولت أن تتوقف عن بكائها ولكنها فشلت ، ظلت تبكي وتنتحب ليصرخ بها صوت جعلها تنتفض بمكانها :
"واللعنة توقفي"

كتمت شهقتها بصعوبة ووضعت يدها على فمها الصغير وهدأت من روعها قليلاً ، مسح على وجهه بكفه ليحاول بأن يهدأ قليلاً هو الآخر ليتحدث بعد أن تنهد بقوة :

"لن أعاقبكِ لا تخافي فقط اهدئي"

حركت رأسها بإيجاب وهي مازالت تشهق بخفة ليتحدث بغضب مكتوم :
"هذه آخر مرة ترتدين هذه الملابس"

نظرت له بصدمة لتنظر إلى ملابسها التي لم تكن ضيقة أو فاضحة أو ما شابه ، كانت محتشمة كثيراً ، ابتلعت ريقها لتقول بغضب مكتوم :

"ولكنها مُحتشمة"

تحدث بلؤم :
"مُحتشمة ولا تعجبني غيريها"

تحدثت بسخرية :
"ولكن أنتَ من انتقيتها لي"

نظر لها بحدة ليقول بحاجب مرفوع :
"لم تعد تعجبني"

أرهقني عِشقُهاWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu