الفصل التاسع عشر

12.9K 391 3
                                    

كان حفل لا مثيل له حضره كل أصدقاء رائد و معارفه و ما أدهش نور أن رائد فاجأها بخمسة صديقات لها و عندما سألتهم عن كيفية وصولهم إلى زفافها و خصوصا أن أخبارهم انقطعت عنها منذ زمن حتى أنهم لم يعرفوا بما حدث لها بسبب أخيها نبيل....أخبروها أن زوجها هو من وجدهم و قام باحضارهم بطائرة خصيصا لهم و لأزواجهم ليحضروا الزفاف....بعدما قضت معهم بعض الوقت في تذكر الأيام الماضية و تلقي المباركات الدعابات المعتادة كــ "زوجك ساحر". "لا تدعيه يفلت منك" و ما إلا ذلك تركتهم و ذهبت حيث يقف رائد وحده يراقبها مبتسما.

وقفت بجواره: ما كل هذه أحضرت خمسة من صديقاتي و أزواجهم ليحضروا الزفاف!! هذا كثير.

قال: لا ليست كلهن متزوجات هناك واحده غير متزوجه اسمها على ما أذكر ناهد.

ضحكت: و إن يكن فهذا كثير كثيييير يا رائد.

ابتسم: لا ليس هناك ما هو كثير عليك يا أميرتي...لم أشأ أن تكوني وحيدة في يوم كهذا.

قالت: لكنني لست وحيدة فمعي نوال و عبير و شوشو ونارا "المربع الناري".

ضحك: أعلم لكن هذه هديتي لك.

ابتسمت له بحب: و أنا حقا سعدت بها.

بعد قليل من الصمت قال: هذا كل ما أريده.

سألته: ماذا؟.

قال: سعادتك...سعادتك كل ما أريده.

جذب انتباههما تحلق الناس حول شيء فأمسك رائد بيد نور ليساعدها على التحرك في الفستان الكبير و أسرعا إلى حيث الحشد....و قفا يضحكان عندما وجدا أن توفيق و نارا هما موضع الاهتمام....كان يرقصان بحماس شديد .

ضحك رائد: لن يتعقل هذا الرجل يوما ما.

اصطحب نور بعيدا عن الناس و قال: و لكن في يوم من الأيام هو من رد إلى عقلي و أنا أشكرك على ذلك. جلسا على كرسيين و قال: ذات يوم قال لي أنني أحب فتاة و أخبرني أنه لابد من الاعتراف بذلك فاستسلمت لشعوري و صارحت نفسي.

قالت: و ماذا لو لم يلح عليك توفيق؟.

قال لها: لكنت اكتشفت الأمر بنفسي.

قفزا الإثنان فزعا عندما اطل توفيق من وراءهما فجأة: ها قد وجدتكما أيها الهاربان...هل يعقل أن يترك العروسان الحفل.

نظرت نور لرائد و ضحكت فسألها رائد: لما الضحك؟.

قالت: أضحك على منظرك عندما قفزت مذعورا.

قال بتذمر: و هذا ما حدث لك أيضا.

قالت: أعرف لكنك دوما ما كنت تفاجئني كما فعل توفيق الآن و كم تمنيت أن أراك و قد فوجئت على حين غرة كما تفعل دوما بالناس و كنت أشك أن يحدث ذلك يوما....

نظرت لتوفيق: أشكرك يا توفيق سأعتبرها هدية الزفاف. أخذت تضحك هي و توفيق...في البداية حاول رائد أن يتصنع الغضب إلا أنه في النهاية شاركهما الضحك.

قضى الكل وقت ممتع و رقصوا جميعا بعدها تناولوا الطعام و في النهاية جلسوا معا في الحديقة بعد أن هبط الليل و قد أشعلوا الكثير من الشموع...مال رائد ناحية نور وهمس: لقد كان يوما حافلا.

فهمت نور إلى ماذا يشير فقالت: يكفي ما سمعت .....لن أزيد على أقوالي و أظنها لا تحتمل الزيادة.

ضحك: كانت تكفيني كلمة واحدة لكنني كنت محظوظا بأن سمعت أكثر بكثير... أتعلمين أن كان كل من في الفيلا يعرف بقوة شعورك باستثنائي.

ضحكت: أعذرني لا أصدقك.

قال: لا بل صدقي و أظن السبب واضح فعلى ما يبدو أن الكل سمع منك ذلك الكلام السحري عني باستثنائي أنا طبعا.

قالت ضاحكة: لا تقلق بهذا الشأن يا عزيزي.

صاح: يا إلاهي إن هذا يعد تقدما.

قالت: ما هذا الذي يعد تقدما؟!.

قال: لقد ناديتني بعزيزك.

زفرت: هل ستظل تعلق على كل ما أقوله؟ لقد قلتها بـ...بعفوية.

ابتسم: أعلم أعلم لكنني كنت أغيظك لا أكثر.

قالت ممازحة: حسنا سوف أقوم أنا أيضا بذلك حتى تتمنى لو لم تعرفني يوما.

قال: باغاظتي؟! افعلي ما يحلو لك يا أميرتي فلا شيء سيغير ما أنا عليه فطالما هذا ينبض بالحياة (أشار لصدره) سأظل أحبك.

�@��1EA

بريئة - فاطمه الصباحى (زاهره)Where stories live. Discover now