الفصل السادس

16.9K 494 4
                                    

قذف رائد الكرة لابنته فركضت لتحضرها...تذكر الجملة التي قرأها في الورقة التي وجدها على مكتبه بالأمس(أنت ابيها و أمها و كل ما لها في هذه الحياة فلا تجعل طريقتك الصعبة في حمايتها تبعدها عنك. اذهب لها وضع هذا الدب بجوارها لتستيقظ وتجده و انتظر النتيجة) في البداية أحس بالغضب لتدخلها لكن ألم يكن حائرا في طريقة لمصالحة ابنته؟ لذلك نفذ ما كان مكتوب في الورقة و في اليوم التالي استيقظ عندما لمست وجهه يدين صغيرتين و بعدها طبعت قبلة على خده و عندما فتح عينيه وجد نارا تقول له مبتسمة و هي تحتضن الدب: شكرا يا أبي لقد سامحتك.

بعدها اصطحب ابنته لحديقة الفيلا و لعب معها كتعويض. استفاق من ذكرياته و نارا تشده من كمه: أبي إنني أناديك.

التفتت لها: نعم يا حبيبتي.

سألت: ألا تشعر بالجوع؟.

قال لها: بلى.

قالت و هي تشده من يده: إذن هيا بنا لنتناول الفطور لقد نادت عليك شوشو لكنك لم تنتبه.

على المائدة نظرت نور لرائد بترقب و عندما رفع عينيه تلاقت نظراتهما و لأول مرة أحست نور في عينيه شيء غير الغضب ...نوع من الشكر و الامتنان.

تنهدت في ارتياح فعلى ما يبدو لقد قبل رائد تدخلها هذه المرة لمساعدته مع نارا.

قالت نور: سيدي....متى سيبدأ الناس في القدوم بعد غد؟. في البداية لم يدري عن ماذا تتحدث إلا أنه استوعب: العشاء...نعم...سوف يكون أول الواصلين الساعة السادسة.

صمت قليلا ثم أضاف: تأنقي فسوف تكونين موجودة أيضا.

عندما قرأ الاعتراض في عينيها قال: نعم ستكوني موجودة فأنت بمثابة المضيفة لهؤلاء الناس كما أنني أريدك أن تجملي هذه الآنسة الصغيرة لأنني أريد أن أتباهى بها.

دهشت نور لأن معنى كلامه أنه أعطاها الإذن الرسمي أن تتعامل مع نارا....أحست براحة كبيرة فكم كان متعبا أن تقضي مع نارا بعض اللحظات المسروقة من وراء ظهر رائد لكي لا يغضب.

أعقب جملة رائد الكثير من الفرح وقفت نارا وشدت نور قبل أن تنتهي من طعامها و ركضت بها: لا وقت لدينا يا نور يجب أن نختار ما سنلبسه....قد أحتاج للذهاب إلى المدينة.

قهقه رائد بمرح: لقد كبرت هذه الطفلة.

استأذنت نور و هي تتعثر لأن نارا تركض بها: أستأذنك يا سيدي.

ضحك: تفضلي و قلبي معك سوف تصيبك ابنتي بالجنون.

بعد ساعة كانت نور تجلس وسط كومة من الملابس التي أفرغتها نارا من خزانتها و في كل مرة تقول: لا إن هذا غير مناسب....لا إن هذا يجعلني أبدو كالطفلة .

ضحكت نور: هذا لأنك فعلا طفلة. ثم جذبتها من يدها لتجلس بجوارها على الأرض و قالت:

هدئي من روعك و اتركي الأمر لي سوف أجعلك كملكة صغيرة.

بريئة - فاطمه الصباحى (زاهره)Where stories live. Discover now