الفصل السابع عشر

15.8K 437 2
                                    

استيقظت نور و هي تحس بصداع رهيب....تذكرت أحداث الأمس هل يعقل أن نبيل....أغمضت عينيها و انهمرت الدموع على خديها....أصرت شوشو على نور أن تنزل لتتناول الغداء و رغم إلحاحها إلا أن نور لم تتناول إلا القليل من الحساء و تركت الغرفة فترك رائد طعامه و لحق بها قبل أن تصعد لغرفتها و اصطحبها إلى غرفة الجلوس....

قالت له: أعلم أنك لم تتصور أن....

أكمل عنها: أن تنهاري بهذا الشكل؟.

قالت: نعم.... لكن مهما يكن إنه أخي و صدقني ما زلت لا أصدق أنه رحل إلى الأبد.

قال لها: فعلا لم أتصور أن تنهاري هكذا لكنني توقعت أن تبدي ردة فعل كبيرة رغم ما فعله بك نبيل لأن هذه طبيعتك...طبيعتك الرائعة أتعلمين يا نور قبل أن أترك نبيل طلب مني أن أسألك أن تسامحيه و لم يكن واثق من قدرتك على ذلك.

قالت و قد بدأت الدموع تترقرق في عينيها: لكنني سامحته حقا.

قال: و أنا أخبرته ذلك أيضا.

قالت و بدأت الدموع تنهمر على خديها: لو كنت موجودة لكان باستطاعتي أن أخبره بذلك... لكان عرف قبل أن يموت أنني سامحته.

قال لها بإحباط: نور....لا داعي للدموع لا تبكي لقد أخبرته كم أن اخته رائعة و قلبها الصغير لن يكن له إلا مشاعر الحب و المسامحة.

ابتسمت من بين دموعها: آه لو أنك تتوقف عن هذا الكلام....

قاطعها ممازحا: و لو توقفت هل ستظلين تحبينني؟.

أطلت نارا برأسها من الباب: نعم سوف تظل تحبك مهما فعلت.

صاحت بها نور بتأنيب: نارا توقفي.

قهقه رائد بجذل: لا لا أيتها الصغيرة لا تتوقفي و أطربي سمعي فيبدو أنك الوحيدة التي ستسمعني هذا الكلام الرقيق.

بمرور الأيام بدأت وطأة خبر وفاة نبيل تخف و أيضا بدأت شوشو في إعدادات الزفاف و مع وصول نوال بعد اسبوع هي و ابنتها عبير و زوجه ابنتها _المحامي الذي أرسل نور لرائد_ تحولت الفيلا إلى فوضى عارمة. أحبت عبير نور كثيرا و انضمت إلى والدتها و شاهيناز في الإعداد للعرس. كما أمضت عبير و نور كثيرا من الوقت معا تعرفت كلا منهما على الأخرى و ذهبا معا لشراء الفستان الذي أصر رائد على أن يكون من أجمل و أفخم مكان بينما قامت نوال و شوشو بالتعاقد مع متعهدي الزفاف و متعهدي الطعام.
وسط كل هذه الترتيبات تسللت نور و ذهبت إلى حيث دفن اخيها....وقفت أمام قبره تتحسسه و كأنها بملامستها لهذا الحجر البارد قد تصل إلى جثمان أخيها همست و الدموع تنساب على خديها:

إنني ألوم نفسي لأنني أشعر بالسعادة و أشرع في استكمال حياتي بينما أنت هنا.... لم تدري كم طال وجودها أمام القبر تتأمله و هي تبكي لكنها ما ان أحست بيد على كتفها حتى التفتت و وجدت رائد

بريئة - فاطمه الصباحى (زاهره)Where stories live. Discover now