الفصل الثالث - الجزءالثالث

Start from the beginning
                                    

ليلي قامت من نومها مفزوعه بتنهج وقلبها مقبوض جدا .. فضلت تنهج كتير وبعدها قامت راحت تطمن علي عيالها اللي كانوا نايمين بأمان في سرايرهم .. الليل كله فضلت قاعده جنبهم مش قادره حتي تغمض عنيها ..
النهار طلع وخرجت بعيالها وراحت النادي يلعبوا ويتغدوا وهناك شافها علاء وراحلها ..
علاء : ليلي ازيك ؟ اخبارك ايه ؟
ليلي : انا كويسه
علاء : ينفع اقعد !!
ليلي شاورتله يقعد وفضلوا ساكتيين عنيهم علي العيال اللي بتلعب وصمت مسيطر عليهم
علاء : مش محتاجه اي حاجه اعملهالك ؟
ليلي بصتله : لا متشكره
علاء : هو انا ينفع اسألك سؤال ؟
ليلي : اتفضل
علاء : هو انتي ليه مش بتسمحي لحد يهتم بيكم ؟؟
ليلي : يهتم بينا ازاي يعني ؟
علاء : الاهتمام مالوش ترجمه يا ليلي .. يهتم بيكم .. يشوف طلباتكم .. يخلي باله منكم كده يعني ؟
ليلي : لا متهيألك لما بحتاج حاجه بطلبها عادي
علاء : بس انتي ما بتطلبيش
ليلي : يمكن لاني مش بحتاج حاجه ..
علاء : مش محتاجه حد جنبك ؟
ليلي : حد جنبي !! انا جنبي عيلتي كلها وعيله ادهم كمان !! وبكره ادهم يرجع فهحتاج ايه تاني ؟
علاء : ادهم يرجع ؟؟
ليلي : اه يرجع .. بعد اذنك معاد النبطشيه قرب يدوب اروح العيال
علاء : طيب أوصلك ؟
ليلي : لا متشكره معايا عربيتي !! شكرا ليك علي اهتمامك باي
اخدت عيالها وروحتهم وكانت هبه في انتظارهم
هبه : حبايب قلبي
الاتنين : تيته
حضنوها وهيا فضلت واقفه : حضرتك هتفضلي معاهم ؟ انا عندي نبطشيه !
هبه : اه هفضل روحي انتي ما تقلقيش عليهم
ليلي طلعت تغير هدومها ونادت علي الداده سعديه
سعديه : خير يا دكتوره
ليلي : عينك ما تغيبش عن العيال لحظه
سعديه : كل مره تقوليلي نفس الجمله دي .. بس هما مع جدتهم
ليلي : سعديه عينك ما تفارقش العيال
سعديه : حاضر يا هانم بس ليه ؟
ليلي : من غير ليه عينك علي العيال واوعي هبه هانم تخرج بيهم فاهمه ولو اي شيء حصل تكلميني .. بيني وبين المستشفي دقايق وهكون هنا مفهوم
سعديه : حاضر يا هانم ما تقلقيش عيني مش هتغيب عنهم
الاتنين اتفاجؤا بهبه وراهم : ما تخافيش عليهم مني يا ليلي اكيد مش هأذيهم
ليلي : اكيد طبعا .. حضرتك مش هتأذيهم
هبه : انتي خايفه النوبه تجيلي واعمل فيهم زي ما عملت في ابوهم ؟ ليلي انا بقالي سنين ماجاتليش النوبه
ليلي : عارفه بس انا مش حمل صدمات ولا مفاجأت .. ارجوكي ما تزعليش مني
هبه : مش زعلانه حبيبتي انتي ام وخايفه علي عيالها وده حقك
ليلي مشيت علي شغلها وسابت عيالها مع هبه اللي تقريبا ما بتفارقهمش ابدا
هبه حاولت كتير مع ليلي انها تروح تعيش معاهم بس ديما بترفض حتي ابوها حاول برضه ياخدها بيته لكن برضه رفضت وفضلت في بيت جوزها تنتظره ..
مصطفي كان عامل عيد ميلاد لابنه اسر والكل متجمع وليلي واخده جنب وكأنها ست عجوزه بتتفرج من بعيد
.. الجميل وحده ليه ؟
ليلي بصت : علاء !! اهلا
علاء : ايه واقفه علي جنب لوحدك !! عامله زي القمر الحزين
ليلي : لا عادي ..
علاء : بصراحه اللي يشوفك ما يقولش انك حزينه مع انك حزينه  .. شكلك متضاد مع حالتك
ليلي ابتسمت : قصدك علشان لابسه ومتشيكه ؟!
علاء : يعني ! اسف علي فضولي
ليلي : لا عادي بس في فتره من الفترات كنت علي طول كئيبه ومش مهتميه بشكلي او بلبسي واكتشفت ان ده اثر علي نفسيه يوسف قوي وساعتها ادهم رجعني لطبيعتي ولاهتمامي بنفسي وقالي ان مش شرط ان الحزن يكون بالشكل وساعتها وعدته اني ديما ههتم بشكلي علي الاقل علشان خاطر عيالي مش شرط يعيشوا الحزن معايا او يشوفوه في ملامحي .. علشان كده انا لابسه ومتشيكه زي ما بتقول وبعدين بكره لما ادهم يرجع عيزاه يلاقيني زي ما انا واني حافظت علي نفسي علشانه
علاء : ليلي اهتمي بنفسك وبجمالك بس لنفسك .. ادهم مش هيرجع .. صدقيني انا بنفسي دورت عليه كتير لو كان عايش
قاطعته : هيرجع
علاء : هيفضل عايش جواكي وعايش في عياله لكن مش هيرجع
ليلي : انت عايز ايه ؟ انت يفرق معاك في ايه اني اصدق انه هيرجع ولا لأ ؟
علاء : وعدته اني ههتم بيكي سيبني اهتم
ليلي : تهتم بيا !! تهتم بيا ازاي ؟ بانك تقرب مني ولا انك تطمع في مرات صاحبك ؟
علاء : وفيها ايه ؟ هاه ؟ ادهم ميت وما اعتقدش انه هيمانع ؟ ويوسف وآسيا انا بحبهم ويحبوني ؟ فيها ايه ؟
ليلي : فيها ان صاحبك عايش وهيرجع ومن هنا ورايح وفر اهتمامك لحد تاني حد يكون مهتم اصلا ويبادلك الاهتمام ده .. انا لادهم وبس بعد اذنك
سابته ومشيت وخبطت في مصطفي اللي كان واقف متابع الحوار ..
علاء بص لمصطفي : انا اسف
مصطفي : علي ايه لو حد المفروض يتأسف فهو انا
علاء : المشكله انها مقتنعه تماما انه عايش .. ربنا يعلم انا بحبه قد ايه وبتمني فعلا انه يكون عايش بس للاسف
مصطفي : كلنا كده بس المثل بيقول الحي ابقي من الميت وادهم مات والمفروض هيا تتقبل ده وتعيش حياتها اللي عماله تضيع في انتظار وري التاني
علاء : اتمني فعلا بعد اذنك
اخيرا الحفله خلصت والكل روح وليلي طالعه تاخد عيالها بس مصطفي وقفها : سيبي العيال اصلا كلهم نايمين
ليلي : عادي يكملوا نوم في البيت
عم محمد : بيت ايه الوقت متأخر خليكي هنا الليله
ليلي : لا معلش يا بابا هروح بيتي
مصطفي : الوقت اتأخر الصباح رباح زي ما بيقولوا
ليلي : لا معلش
مصطفي : معلش انتي مش هتروحي في الوقت المتأخر ده
ليلي : هتمنعني يعني ولا ايه ؟
ميرا : حبيبتي اخوكي خايف عليكي مش اكتر
ليلي : انا مش محتاجه حد يخاف عليا
مصطفي : لا محتاجه .. محتاجه حد يخاف عليكي ويشيل مسؤليه العيال معاكي .. محتاجه يا ليلي
ليلي : محتاجه اهممم ؟ ومين بقي اللي هيقوم بالدور ده ؟
مصطفي : كتير بس انتي اسمحي لاي حد يقرب
ليلي : اي حد زي مين ؟ علاء مثلا ؟
مصطفي : ليه لأ ! العيال وبيحبوه وهو راجل ويعتمد عليه فليه لأ
ليلي : مش هقولك غير كلمتين .. جوزي راجع
مصطفي زعق : جوزك ميت من اكتر من سنه .. مات وشبع موت الكل عمال يقولك انه مات وانت قافله دماغك وعماله ترددي زي البغبغان وخلاص .. جوزك مات .. فاهمه ماااات
الدموع في عنيها : ماشي مات عايز انت ايه مني ؟ ادخل راجل تاني مكانه في حياتي ؟؟
مصطفي : ليه لأ ؟ انتي لسه صغيره
ليلي : مفيش راجل ممكن يملي عيني بعد ادهم .. مفيش رجاله قبله ولا بعده ولا في غيره في الكون كله ..
مصطفي : لا في وفي كتير كمان
ليلي بصتله : لما ميرا تموت ابقي اتجوز في الاربعين بتاعها ولا اقولك بعد اسبوع
الكل اتصدم وبصلها ومصطفي كان بينهج وعايز يمد ايده عليها
ليلي : ايه ؟ الكلام وجعك !! حاسس بايه ؟ عقلك رافض مجرد التفكير في حاجه زي دي ! صح ؟ قبل ما تطلب مني طلب حط نفسك مكاني !! ولو انت ما بتحبش مراتك كفايه وعندك استعداد تستبدلها فأنا معنديش استعداد ابدا اخلي اي حد يلمس شيء كان يخص ادهم .. فاهم ولا لأ ؟؟ ( بصت للكل ) ادهم بالنسبالي عايش وهيرجع حتي لو ميت بالنسبالكم .. اقفلوا بقي الكلام يا اما اقسم بالله هاخد عيالي ومحدش هيعرفلنا طريق لحد هنا وخلص الكلام .. واه هروح ابات في بيتي بعد اذنكم
اخدت عيالها ومشيت وسابت الكل في حاله من الصمت غريبه
ميرا واقفه قدام المرايه وسرحانه تماما واتفاجئت بمصطفي ضاممها وبيكلمها : سرحانه في ايه ؟
بعدت عنه وراحت علي السرير : هو انا لو مت هتتجوز غيري فعلا ؟
مصطفي : ايه السيره اللي علي المسا دي ؟ ايه ؟
ميرا : رد علي سؤالي
مصطفي : ميرا والنبي ما هي ناقصه جنان كفايه علينا ليلي
ميرا : لمجرد انها بتحب جوزها تبقي مجنونه ؟
مصطفي : مجنونه انها منتظراه يرجع وهو شبعان موت
ميرا : هو عايش جواها .. مش يمكن دي طريقتها انها تتجاوز موته وألم فراقه !! ليه شايف اخلاصها لحبيبها جنون ؟
مصطفي : الحكايه مش نقصاكي .. ليلي مجنونه برجوعه ومهوسه مش مجرد اخلاص زوجه لذكري زوجها لأ دي حتي عيالها معيشاهم علي امل رجوع ابوهم وده غلط عليهم ..
ميرا : الجنون اللي انت بتتكلم عنه ده انا شيفاه قمه في الحب والاخلاص .. وبعدين العيال مش يمكن افضلهم يعيشوا علي امل رجوع ابوهم بدال ما يفقدوا الامل من دلوقتي !
مصطفي : لا طبعا ده مش أمل .. الامل بيكون لشيء ممكن يتتحقق فبتخلي عندك أمل لكن اللي ليلي عيشاه ومعيشه عيالها فيه ده وهم .. سراب .. جنون ولا اخلاص ولا حب .. تصبحي علي خير يا ميرا
ميرا : علي فكره انت ما جاوبتش علي سؤالي ..
مصطفي : ومش هجاوب .. عارفه انا هسيبلك الاوضه كلها بعد اذنك
خرج وسابها بس فضل يفكر بمنطق الحبيب مش الاخ اللي بيفكر بعقله لمصلحة اخته .. لو مراته جرالها حاجه مش هيقدر حتي يبص في وش واحده تانيه مش يقرب ؟؟ اوووف .. واجبه كأخ انه يفكر بالعقل لمصلحة أخته وهو شايف ان عمرها بيضيع في انتظار وري انتظار .. يا تري ايه الصح ؟

العنيد - لشيماء محمدWhere stories live. Discover now