٢٧| أسطورة النغل الدميم

1.4K 133 26
                                    

- فوت ، كومنت :

دلف رسول الغربان الذي قد استدُعيَّ من قِبلِ احد الجنود بأمرٍ من بيلساس نفسه  وهو يلهث من فرط تعبه بسبب ركضه طيلة تلك المسافة من منتصف المعسكر الى خيمةِ اللورد نفسهِ ، كانت السيدة في مكانِها ثابتةٌ بترقبٍ قبل ان تعاود مزاولةَ عملها عندما استراح بيلساس على سريرهِ بتعبٍ وسكون ، اقترب مرسولُ الغربانِ منه باشارةً من اصبعه

فرفع بيلساس جدعة بصعوبةٍ وهو يسعل ودون جدوى حاول التوقف ليتحدث ويرفع صوته لكنه بات مبحوحًا وحلقة اضحى يؤلمة ، عقد حاجبيه الكثيفين متألمًا ثم امسك بمقدمةِ ياقةِ عنق رسول الغربان وسحبه اليه ليهمس بصوتهِ الذي انبح من فرطِ السعل بفعل نوبة البرد التي اصابته "اخبر السيتدال الوين انني قادمٌ لأجلِ ان اقتصَ منه ، اخبره ان ايامه باتت قليلةً معدودة وان لا مناصَ له مني..."

ثم داهمتهُ نوبةُ سعالٍ شديدةٍ اخرى جعلته يترك الياقة وينشغل بوضع يده على صدره العاري دون ارادةٍ منه ، لمس ادوارد كتف الرسول المبهوت ليلتفت الاخير اليه ويهز رأسه بتفهم ثم يستدير مغادرًا
"على رسلك." ثم همس ادوارد له وسوى جسده في محاولة لجعل حركته العصبية تسكن ليستطيع اخذ دواءه اذ ان السيدة العجوز قد تركت الموقد بعد ان اعدت شرابها الطبي الذي راح البخار يتطاير منه دلالةً على كونهِ حارًا "اشربه بروية." همست هي بصوتها الخافت ولم تكد جملتها تُسمع لولا ان الاثنين بلفعل كانَ قريبينِ منها
لمست يدها جبينه المتعرق واخذت تتفقد عنقه ايضًا وجرحه في ظهره ريثما هو جالسٌ على طرفِ السريرِ بمساعدةِ ادوارد يشرب دواءها المصنوع من الاعشاب سيء الطعم ، مرتان اوقف نفسه عن شربه ليستريح من طعمه قبل ان يعاود اكمال ذلك الى ان انهى القدحَ كاملًا تحت نظرات ادوارد المصرة

سألها الأخير بصبرٍ على وشكِ النفاذ "هل يمكنك ان تسيري معنا الى القلعة لاجل سلامةِ صحة اللورد و جنوده."

"أجل ، فقريتي تقبع على ذات الطريقِ على ايةِ حال."

*****

حل الليل سريعًا جدًا او على الأقل هذا ما كان كلاً من ارثر وسايروس يظنانه لكن احد الفرسان اكد لهما ان الضباب الكثيف قد اخذ دوره بلعبِ دورِ العتمة و إنَ الشمسَ على وشكِ الغروب ولكنها لم تكن بعد .. كان الفرسان في القاعة المجاورة مقابلين للنار المتوهجة المشتعلة في المدفأة يحتسون النبيذ الساخن ويتبادلون الاحاديث وحفنة منهم تلعب الورق , اما اللورد فلورنت لم يستيقظ من سباته بعد
واللوردان الاخران لم يأتيا بعد ولا اثر لهما ، و الجو الذي كان مشحونًا سابقًا بسببِ ذهابِهما وحدِهما تلاشى سريعًا وحل محله حركةٌ خافةٌ دبت في ارجاء القلعة , في جانبها المهدوم اشعلت نيرانٌ أخرى لطرد المخلوقات المفترسة وحولها تحلق خمسةٌ يتسامرون واحاديثهم مختلطة بضحكاتهم تطرد السكون خارجًا

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن