١١| نقمة.

2.5K 249 28
                                    

حدقت بموقد النيران في مهجع جهيرس طبيب القصر تتراقص امامها ، الصوت الوحيد المسموع في المهجع الفارغ هو صوت ضرب اصابع يدها الشاحبة على الطاولة الخشبية اضافة الى تكتكت النيران في الموقد وصرير خفيف لنوافذ عدا ذلك لم يوجد سوى الصمت ولا شيء غيره

لوهلة بدا لها مخيفًا ان تواجه هذا الصمت وحدها.. اكثر اخافة حتى من رؤية اشياء لا تريد رؤيتها في رؤاها
لكن ذلك لم يستمر طويلًا لان الباب دفع ببطئ تلته صوت همهمات متذمرة سرعان ما سكت صاحبها عندما انتبه لوجودها ، قال الرجل العجوز محييًا "ليدي ازميلدا! لمن ادين بشرف زيارتك لي؟."

تمتمت دون ان تشيح بوجهها عن الموقد شبه المطفئ "الى صديقٍ قديم...صديقٍ قديم ترك لنا هدية في الواقع."
لم يعجبه شحوبها وبنبرة صوتها الباردة ولم يفهم حتى ما الذي تتفوه به لذا ظن بأنها احد رؤاها التي تكون عادة لا شأن لهم بها ... رؤاء عن سكان الممالك الخمس او حتى عن الحيوانات
ماذا يأكلون بالغد .. من يموت ومن سيعيش ، اشياء لا معنى لها غالبًا ، والاهم انها تمنعها من النوم وتجعلها تندمج معها فتغيب عن الواقع ، لذا رجح كون وجودها هنا عنده في مهجعه انها كانت تسير دون وعي منها اثر اندماجها

هبتها نِقمة اكثر من كونها نعمة ، تنهد بأسى لذلك و
اخرج من احد الادراج القابعة بقربة زجاجة بحثه عنها استغرقة دقائق ثم التفت اليها وقال "هذا الاكسير اعددته خصيصًا قبل فترة .. انه مصنوع من حليب الخشخاش ومن مواد بحثت عنها بنفسي في الجبل ، سيساعد سيدتي على النوم براحة وسيمنع الكوابيس من ازعاجها مجددًا!."

رفعت نظره باردة اليه وتمتمت "اعد الزجاجة الى مكانها وتعال اجلس ... لست هنا لهذا."

ساق نفسها اليها وسحب كرسيه المقابل لها ليجلس ، كان الصمت لثواني عديدة ثقيلًا وان بدا محببًا لكليهما بعض الشيء ، اخيرًا قاطعته بان وضعت رسالة سايروس على الطاولة الفاصلة بينهما ومررتها ناحيته ، ثم مدت يدها الى الابيرق وملأت قدحان من اجلهما بالبيرة السوداء الثخينة ، رغم انها لا تحبها لكنها تحتاج وبشدة لشيئًا يعيد اللون الى وجهها ، وخمنت انه سيحتاج المثل عندىا يدرك من اين اتت الرسالة
رمق الرسالة لثواني غير مدرك عن ما قد تكون ، سرعان ما رفع نظرة متسائله اليها واتبعها بسؤال فعليّ "ما هذا؟."

ناولته القدح وشربت من خاصتها وقالت مبعدة شفتيها عن القدح "انه رسالة وصلت من اجلك .. بالكاد لم تكن لتفعل لولا وجودي هناك لأن رجال بيلساس محض حمقاء."

زم شفتيه لكلامها وسحب الرسالة ناحيتها ، ثم اخذ وقته بإخراج نظارته من جيبه ووضعها في مكانها على رأس انفه ثم فتح الرسالة واخرجها من مغلفها ، راميًا الاخير بغير اكتراث في الموقد المشتعل فالتهمتها السنته ، ثم جالت عينيه بين اسطر الرسالة الى النقطة الاخيرة ورفع نظرة بطيئة اليها

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن