١٢| خسارة الامل.

2.6K 267 34
                                    

التحم الضباب مع العبق المتكون من الرطوبة الباردة والندى , كانت النافذه المجاوره لسرير سايروس مفتوحه على مصاريعها فارتجف في مكانه اثر الرياح الصادره منها , وفتح عيونه بكسل ورمق المحيط من حوله ، للوهله الاولى شعر بالذعر يجتاحه عندما لم يميز المكان الذي هو فيه , لكن سريعًا اندفعت الذكريات الى راسه ابتداءً من تلك الليلة المشؤومة حيث ارسل خارجًا من قريته الى شجاره مع اللورد القاسي وانتهى بعدها به الامر هنا في مهاجع المتجندين ، كان يعلم بأنه سيتواجد هنا على اية حال ولو اقنع نفسه بعكس ذلك هو وعائلته ... ولاول مرة منذ زمن شعر بانه حقا معزول ووحيد كما لم  يكن يومًا

بضعف حضن نفسه , لم يشعر يومًا بالغربة والعزلة كما هو الان .. في الواقع هو لم يشعر بها يومًا هذه هي مرته الاولى وكم هي موحشة حقًا , سابقًا لم ينفرد بنفسه كحاله الان ، لان امه كانت هناك مع جده واهل قريبته اللطفاء - حتى اطفالها النزقين-  كانوا يشعرونه بانه حي حقًا

لكن الان ما يحس به هو الخوى والفراغ .. وكأن روحه تركته ولم يدرك هذا سوى الان ... لهذا السبب تحديدًا هو يكره الليل حيث يكون الجميع نيام , ففيه يقتنع مرغمًا بالحقائق الجيدة منها -وان قلة- والسيئة , ولا يوجد احد ينكرها ويخبره بان الامور ستكون افضل .. يفضل العيش في الوهم اذا كان الوهم سيجعله قرير العين على ان يعيش في الواقع الاسود

دون حيلة منه  نهض من على سريره وارتجف مجددًا عند ملامسة قدمه العارية الارضية الخشبية , ثم سار الى النافذة واغلقها لان سيدريك وكيفن يرتجفان بقي يحدق باجسادهم التي سكنت بعد بضعة دقائق بشرود ثم تقدم ناحية الباب ليفتحه , توقف في مكانه حينما سمع صوت ضجة خافته خلفه ثم استدار ببطء مترقبًا ليجد عيونًا حمراء تتربص به من اسفل سريره .. تقدم صاحبها ليكشف عن نفسه في ضوء القمر الخافت من النافذة فظهر ذئبة الامهق يلهث بكسل قبل ان يقطع المسافة بينهما ويرتكز على ساقة ، انحنى سايروس ناحيته وحمله الى صدره هامسًا "يبدوا باننا بتنا لوحدنا يا صاحبي.."

فتح الباب وخرج الى الرواق الخالي ، يرغب بأن يستنشق الهواء بالخارج رغم البرد ..

كانت الساحة خاوية ورياحها باردة لكنها لطيفه ، وفي السماء ارتكز القمر مكتملًا ليستلقي سايروس اسفله ونورث يجول حوله دون ان يبتعد ، بعد وهلة اتعدل جالسًا ومسح على جسد نورث المتصلب بترقب ، سأله "ما الخطب؟."

لم يحد ردًا سوى زمجرة عصبية من ذئبه وقد اتخذ وضعية قتالية ، بذعر قفز سايروس ووجه نظرة الى النقطة المظلمة حيث ينظر نورث .. كان هناك حركة في الظلام يليها صوت خبطة لسجم ما القي ارضًا وارتطم بالشجرة خلفه ، انتشرت الدماء وسالت على ارض وعندما رأها سايروس شحب وجهه بشدة حتى بات ينافس شحوب ذئبه

كان يستطيع رؤية يد في الظلام واقعة ارضًا تسيل منها الدماء ، زمجر نورث عاليًا مما جذب انتباه ذلك الكائن القابع في العتمة ، ليقترب منهما .. وبسبب انقشاع الغيوم عن القمر انتشر ضياءه ليقتل العتمة ، استغل سايروس ذلك شادًا على عينيه ليرى هيئة الكائن او الشخص

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن