الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

*******************

صاح حسام بغضب هادر يتنافى مع ملامح المراهق الصغير وشخصيته الهادئة اللطيفة " مستحيل يا أبله انت عاوزة الناس تاكل وشنا ، تباتي برا البيت ازاي يعني" .

إبتسمت أمينة بإصطناع محاولة طمئنة شقيقها " ست كبيرة يا حسام ودول ٣٠٠ جنية يعني هاعمل في ليلتين بس أد المعاشات بتاعتنا كلنا في شهر " .

قال حسام غاضباً " ماينفعش يا أبله ، بيات برا البيت مستحيل الناس تقول ايه أبوها مات وهي مشيت على حل شعرها " .

نظرت له أمينة غاضبة رفعت كفها في الهواء لتصفعه ، ولكنها أوقفت يدها معلقه حينما لاحت لها صورة والدتها معلقة على الجدار خلفه لتتذكر يتمه .

إنطلق صوت صغير من خلفها " فيه إيه يا حسام دي كلمة تقولها لأبله أمينه ، وبعدين دا جزاتها انها عاوزة تشتغل عشان توفر لنا طلبتنا بدل ما نشكرها نهينها بالشكل دا " كان هذا عامر يقف إلى جوار توأمه علي .

أنزلت أمينة يدها بعدما نظرت إلى الصغير بحنان فأردف قائلاً " وبعدين يا حسام محدش يقدر يجيب سيرة أبلة أمينة بكلمة لأن الكل هنا عارفها وعارف أخلاقها ، وهي كمان هاتقول لعم صابر عشان يبقى عارف هي بنروح فين وبتيجي منين ويقص لسان أي حد يفتح بقه " .

نظر لهم حسام بعجز رافضاً الوضع ولكنه لا يملك من الأمر شيئاً فهاهم الصغار قالوا رأيهم بينما أمينة مصرة على ذلك العمل فجلس وهو يتمتم بخفوت " إعملوا اللي انتم شايفينه لكن انا معترض ، ومش مرتاح للقصة دي حاسس كدا وراها مصيبة "

******************
إقتربت أمينة برفقة حسام من العم صابر أمام المقهى الشعبي ليقف الرجل مرحباً بهم بإبتسامة واسعة مصافحاً حسام بحرارة " أهلاً بالغالين دي القهوة نورت ،ولا يارضا هات سحلب لست العرايس والدكتور" .

شعر حسام بألم يعتصر قلبه حينما سمع لقب الطبيب يخرج من فم العم صابر ، حينها فقط عرف جيداً سبب لهفة أمينة لإستكمال دراسته ، فالجميع بانتظار طبيب المستقبل .

ولكنه في النهاية نطق بهدوء " الله يخليك يا عم صابر ، إحنا جاينلك عشان موضوع كدا ناخد رأيك ، والله ما عارف أبدأ ازاي " .

رمقه صابر بنظرة حائرة ثم حرك أطراف أصابعه على شاربه الغليظ وضيق عينيه قائلاً "موضوع إيه يابني خير ، محتاجين فلوس رقبتي سداده انت شاور بس " قال وهو يضع يده على جيب السترة أسفل جلبابه محاولاً إخراج حافظة نقوده .

منعه حسام بإصرار " فلوس ايه بس ياعم صابر ، ربنا يخليك شايلينك للتقيله " نظر له حسام متردد ثم بدل نظره مابينه وبين شقيقته ثم أردف " أصل بصراحة أمينة عاوزة تنزل تشتغل وانا رافض " .

ابتسم صابر كالعادة وقال بجديه "وماله ياابني الشغل مش عيب ولا حرام مادام بالحلال " انتفض حسام فقد كان يتمنى أن يقف صابر الى صفه لجعل أمينة تغير رأيها عن هذا العمل فهو لا يطمئن له إطلاقاً ولا يطمئن لتلك الحسناء .

قال حسام حازمً " ازاي ياعم صابر دي عاوز تبات برا البيت " انتفض صابر غاضباً " تبات برا البيت ازاي دا ، ومين في الحته كلها هايسمح بكدا ، وعلى كدا شغل ايه دا يا معالي السفيره اللي فيه بيات برا البيت اوعي تكوني ناويه على الخدمه في البيوت ".

صاحت أمينة بإنفعال وتوتر " خدمة ايه يا عم صابر الموضوع مش كدا دي ست كبيرة مريضة وبتاخد أدوية محتاجين واحدة تاخد بالها منها بالليل لان بنتها بتقعد بيها بالنهار وبتضطر تروح بالليل عشان بيتها".

قال صابر ساخراً "داده يعني ،عاوزة تشتغلي دادة يا معالي السفيرة ، الله يرحمها الست فردوس لو كانت عايشة كانت جالها جلطه ولا اتشلت لو سمعت الهبل دا ".

أدمعت عين أمينة ونطقت بحزن "لو كانت عايشة يا عم صابر عمري ما كنت هادور على شغل ولا أشيل الهم ، الله يرحمهم يا عم صابر سايبنلي كوم لحم على رأي حسناء".

رمقها العم صابر بدهشة قائلاً " حسناء مين " أجابته أمينة من بين دموعها "حسناء بنت داده عزيزة ، الست نجوان السورية مش فاكرها ، دي هي اللي جابتلي الشغل قابلتني انهاردا في الجامعه كانت بتخلص ورق من هناك ، وصعبت عليها لما حكيتلها كل حاجه ، دا حتى دا أصلاً شغلها هي وهي قالتلي هاتقسمني فيه لحد ما تلاقيلي شغلانه تانية ".

ربت على ظهرها مهدئاً وناولها المشروب الدافئ الذي وضعه رضا على الطاوله أمامهم " طيب اهدى يا بنتي واشربي " تناولت الكوب منه ليردف " طيب يابنتي يعني حسناء شغاله مع الناس دي وضمناهم " .

قالت أمينة بشبه بهجه " طبعاً يا عم صابر دي بتشتغل معاهم ليها ٣ سنين وبتشكر فيهم جداً ، دول ناس أكابر بيدفعوا ٣٠٠ جنيه في الليله مبلغ كبير اوي يا عم صابر" .

إبتسم صابر بمرح قائلاً " والله يا بنتي هما مبلغ كبير دا انتي لو اشتغلتي في الازرق متجبيش المبلغ دا " ضحكت أمينة وحسام من الحديث فأردف صابر " وهي حسناء عاملة وامها أخبارهم ايه والله يا بنتي داود الكلب دا ظلمهم وافترى عليهم ، طب دا البيه بذات مفسه جه هنا يدور عليهم اكتر من مرة وقالي ، والله يا حاج صابر دادة عزيزة مظلومه وانا مش عارف ماما عملت كدا ليه معاها ، ايه الله يمسيهم بالخير ".

قالت أمينه بمرح " والله هما كويسيين أوي يا عم صابر دي حسناء دلوقتي حاجه تانيه دا معرفتهاش بقيت ايه جمال وحلاوة مايش بعد كدا وبتقول انهم عايشين في شقة واخدها لهم خطيبها وبتقول هاتتجوز قريب".

قال صابر بجديه " طيب يا بنتي طالما مؤقت انا هاسيبك تجربي بس بشرط حسام هايوصلك ويستنى تحت شوية لو فيه أي مصيبة ترني عليه وتليفونك ما يتقفلش نهائي ، يومين لو ارتحتي معاهم هاسيبك بس الكلام دا مؤقت لحد السنة دي ما تخلص وتعرفي تدوري على شغل بمؤهلك" .

ابتسمت أمينة بإمتنان بينما تذمر حسام ولكنه لم يتحدث فقط أشار لها  ليسير برفقتها متجهاً إلى العنوان المرفق .
_

______________________

لو لقيت تفاعل أوعدكم أنزل بكرا كمان فوت وكومنت ومنشن لأصدقائكم عشان القصة تنتشر

للعرض فقطWhere stories live. Discover now